TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: إنني أتّهم عبد المهدي

العمود الثامن: إنني أتّهم عبد المهدي

نشر في: 9 مارس, 2020: 09:54 م

 علي حسين

وأنا أشاهد فيديو الشيخ علي السماوي الذي وضع قبل اسمه "دال الدكترة" ليمنح نفسه لقب خطيب تكنوقراط، وفيه يعلن تحديه لفايروس "كورونا" ويسخر من الإجراءات التي تتخذها الجهات المعنية لمنع انتشار الوباء،

تذكرت الراحل الكبير الشيخ أحمد الوائلي وهو يقدم لنا دروسا عن أهمية العلم وكيف أن ثورة الحسين كانت من أجل سعادة الإنسان لا شقاءه، ومن أجل مستقبل آمن، وليس حاضرا مليئا بالخرافات والأكاذيب مثلما يريد الشيخ الموسوي والذي وجد له سوقا رائجة وسط أحزاب سياسية تشجع على الجهل، وتتخذ من الدين – والدين منها براء – ستارا للنهب والقتل والخطف.

منذ أشهر وهذه البلاد تعيش في أخطر فاصل من فصول الخراب الذي استطاع فيه عادل عبد المهدي أن يتفوق على من سبقوه . أكثر من 600 قتيل في تظاهرات تشرين والسيد رئيس الوزراء المستقيل لا يزال يعتقد أن هناك مؤامرة دبرتها المخابرات الدولية ضده، لأنه أراد أن ينافس اقتصاد اليابان وكوريا الجنوبية ويتفوق على سنغافورة، في كل يوم نصحو على خبر مقتل متظاهر، أو اختطاف ناشط، وتضج مواقع التواصل الاجتماعي بأخبار الجماعات التي تتحرك بكامل حريتها دون أن يسألها أحد: ماذا تفعل؟ والسيد عبد المهدي صامت . 

يعرف عبد المهدي وهو يتباهى بثقافته الفرنسية أن مقتل متظاهر واحد في شوارع باريس يمكن أن يطيح بماكرون وحكومته، ولن يتجرأ احد ان يحدث الناس عن الفراغ الدستوري، ومن سيجلس على كرسي الرئيس،. ولا يجمع الوزراء والمستشارين ويحدثهم عن انجازات وهمية.

عندما يقدم المسؤول استقالته بسبب خطأ بسيط، فهذا يعني أنه يدرك جيدا معنى أن يكون مسؤولا عن الشعب، لكن عندما يخطف عشرات الناشطين وكان آخرهم الصحفي توفيق التميمي وقبله مازن لطيف لان جريمتهم الوحيدة أنهم يذهبون كل مساء إلى ساحة التحرير، ويكتبون في صفحات الفيسبوك كلمات تشيد بالاحتجاجات وتطالب بمحاسبة الفاسدين، وتصمت الحكومة فاننا ندرك جيدا أن رئيس الوزراء لا تملك بعدا أخلاقيا، لأنه صمت أمام ما يحدث من قتل وتغييب ، وكأن رئيس الوزراء يتمنى أن يختفي جميع المحتجين من الوجود.. 

قد يعتبرني رئيس الوزراء متآمرا، لأنني أقارن بين الكافر ماكرون ورئيس وزرائنا المؤمن ، وهى مقارنة لا تجوز لأسباب عدة ليس من بينها أن المنصب عندنا أهم من المواطن، ولأنه لا توجد قيمة للمواطن في بلادنا السعيدة، إذ يمكن لأي جماعة ان سياراتها المضللة وعلاقة الود بينها وبين السيطرات أن تخطف وتقتل المواطن دون ان يحاسبها أحد . فالامر في النهاية إنجازا يضاف إلى إنجازات حكومة عبد المهدي ، التي تسعى للقضاء على ظاهرة الزيادة السكانية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram