اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: البرلمان وكتاب الديمقراطية للمبتدئين

العمود الثامن: البرلمان وكتاب الديمقراطية للمبتدئين

نشر في: 10 مارس, 2020: 10:27 م

 علي حسين

"نحن نعيش في ظل مجموعة من السياسيين فقيري الخيال" هكذا قال زميلي في العمل وهو يقرأ تصريح نائب رئيس البرلمان حسن الكعبي ، وهو يدافع عن إجراءات الحكومة ضد التظاهرين،

ويتهم المتظاهرين بأنهم مندسين وتسببوا بمقتل الأبرياء جراء استخدام العنف – يقصد عنف المتظاهرين وليس القوات الأمنية - و"أعمال قطع الطرق ومنع الأساتذة والطلبة والموظفين من الالتحاق بمدارسهم وجامعاتهم ودوائرهم لأداء مهامهم وما سببه ذلك من تعطيل للدوام لأكثر من ثلاثة أشهر" .

وكنا جميعا قد عشنا من قبل حلقات مثيرة من مسلسل كوميدي كان أبطاله يشتمون أي متظاهر يخرج إلى ساحة التحرير ويلصقون به تهمة الخيانة. 

وأنا أقرأ رد السيد نائب رئيس البرلمان تمنيت عليه لو أنه بادر وأصدر لنا كتيبا برلمانيا يكتب على غلافه : " دليل الديمقراطية للمبتدئين " .. طبعا على أن يحتوي الكتيب على وصايا تؤكد لنا أن لاشيء تغير.. فما زال المسؤول يعتقد أن الدولة ملك له وأن الشعب رعايا عليهم تنفيذ الأوامر.. وحتما لن ينسى السيد الكعبي تعليمنا أن أول أصول الحكم الديمقراطي الجديد هو أن يتحول البرلمان لمدافع شرس عن الحكومة وإجراءاتها القمعية ضد الشعب، فهو برلمان أُنشئ من أجل عيون الحكومة وليست مهمته الدفاع عن الناخبين، فالهدف، ترويض الشعب وتخويفه بديلا عن تحقيق الأمن، والاستقرار والرفاهية الاجتماعية.

في كل يوم يواجهنا البرلمان بخطاب جديد لا يمثل العراقيين، وإنما يمثل إرادة الكتل السياسية، في الوقت الذي يطالب فيه أعضاء البرلمان بأن يدعم الشعب نوابه الذين لا ينامون قبل الاطمئنان على أحوال الشعب! أتمنى أن لا يفقد البرلمان ظرفاءه، فيكفيه أنه يفتقد هذه الأيام عباس البياتي، والذي حاول كثيرون، عبثاً، تقليده. وكان آخرهم مثنى السامرائي عندما ألقى على مسامعنا خطبة عصماء عن النزاهة ومحاربة الفساد. هذه هي القضايا الكبرى التي تنشغل بها مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام، وهي، والحمد لله كثيرة، أبرزها ظرفاً عندما قام السيد حسن الكعبي ذات يوم بـ"كوامة عشائرية" ضد مواطن كتب منتقداً أداءه في البرلمان، وأتمنى طبعاً على السيد نائب رئيس البرلمان أن لا يشملني بقانون "الكوامة العشائرية" فأنا كاتب "على باب الله"، أحاول أن أجد موضوعاً أسدّ به فراغ هذه الزاوية اليومية.. صحيح أنني أمثل مجموعة من "المساكين"، أطلق عليهم سهواً اسم "العراقيين"، يسعون، وأنا منهم بالتأكيد إلى التشويش على العملية الديمقراطية من خلال مطالب أصبحت من المستحيلات، مثل الكهرباء والخدمات والتأمين الصحي، وينفذون أجندات خارجية تمولها الإمبريالية العالمية، هدفها منع نهب المال العام.

هل من المعقول أن ينشغل النائب الأول لرئيس البرلمان بالدفاع عن بنادق الصجم التي تقتل الابرياء .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram