TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: لا تهمنا كورونا .. ولا القناصة

العمود الثامن: لا تهمنا كورونا .. ولا القناصة

نشر في: 11 مارس, 2020: 10:00 م

 علي حسين

يقول دريد لحام في مسلسل سنعود بعد قليل لأحد أصدقائه القدامى: "لا تهتم للمصائب. تعودنا على قبول كل شيء"، تذكرت هذه الجملة وأنا أرى حالة التبلد التي أصابت مسؤولينا خلال الأشهر الماضية..

لم يعد مهما كم عدد الضحايا، ولا حجم الخراب الذي نعوم فيه، فماذا يعني أن يزداد عدد الضحايا، ما دام البرلمان – مشكورا – قرر أن ينام ، استشهد أكثر من 600 متظاهر، وجرح الآلاف.. وتحول الخطف والقتل بالكواتم إلى طقس يومي نعيشه.. ومع هذا، الأمر لايحتاج إلى عجالة.. ما دام هناك فاصل من الراحة لنوابنا الأعزاء يعودون بعده أكثر حيوية ونشاطا في مناقشة أحقية النائب بالراتب التقاعدي ومخصصات السكن والمصفحة التي تحافظ على حياته التي هي ثروة لا يجوز التفريط بها.

يريد أن يقول لنا مجلس النواب، أن ذبح الناس في الشوارع ليس مهما جدا، وأن الجريمة فقط في عدم الاتفاق على توزيع الهيئات المستقلة والمستشارين. فالمسألة هنا ليست عدد الضحايا التي يتسبب بها قناصة الحكومة، بل سمعة العراق التي يمكن أن تهبط إلى الحضيض لو أننا اتبعنا قرارات منظمة الصحة العالمية حول وباء الكورونا.. فهل يعقل ياسادة أن شعبا مؤمنا مثل شعبنا يمكن أن يصاب بالفايروسات؟.

علينا كشعب أن نتعود على منظر السيارات المظللة وهي تخطف المواطنين، وإن وجدت نفسها مستعجلة فالكاتم جاهز، فالأمر عادي لا يستحق مؤتمرا صحفيا لوزير الداخلية الذي يبدو أنه يرفع شعار لا أرى .. لا أسمع .. لا أتكلم.

فيا أيها المواطن العراقي المسكين، لماذا تريد من ساسة "سنعود بعد قليل" أن ينظروا إليك باعتبارك أخاً وشريكاً في الوطن والمصير، وليس تابعا؟، لماذا تريد أن تصبح "مواطنا" في بلد يعتقد ساسته أن التقدم يعني الحصول على مزيد من المكاسب والمنافع الشخصية؟.. وأن السياسة هي فن الخداع، والاحتفاء بالأكاذيب، والتهالك على الغنائم، مسؤولون يجعلون الخطأ صحيحاً، والحق جريمة، يعِدون ولا يفون، يبنون لك قصورا من الرمال، لا يكترثوا لحق، ولا يلتمسوا لحقيقة، السياسة في عرفهم سعي محموم وراء الأطماع وتعاون مع الإثم وتحالف ضد الصدق، ثروتهم الضلالة، سياسيون يرفعون شعارات طائفية مقيتة ويرون في كل من يعارضهم عميلا أو واجهة لقوى أجنبية، وكل معارضة لا تسمع ولا تطيع فهي مأجورة وتعمل ضد مصالح البلد.

أيها المواطن: ستظل مخدوعا حين تتصور أن الديمقراطية قدمت إليك ساسة يسعون إلى بناء مؤسسات حديثة، وسيبدعون في الإعمار وإدارة شؤون البلاد أكثر من إبداعهم في فنون السرقة واللعب على الحبال.

منذ 17 عاما نعيش مع نفس العقلية التي تقتل المتظاهرين في ساحات الاحتجاج، ثم تصدر بيانات بأن قوات الأمن لا تمتلك قناصة، ولا طلقات رصاص حي، أو قنابل غاز قاتلة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ناطق حقي

    ارجو الكتاية عن عدد اللجان التحقيقية التي تم تشكيلها منذ 2003 و حتى اليوم مسابقة لمن يحزر عددها

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram