TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلمة صدق: للرياضة ميدان آخر

كلمة صدق: للرياضة ميدان آخر

نشر في: 25 مارس, 2020: 03:11 م

محمد حمدي

ضربتْ أزمة فيروس كورونا القاتل مفاصل الحياة العامة بالصميم في أرجاء المعمورة ، ومن النادر أن لا يتحسّس أي أحد بمدى الضرر الصحّي والنفسي والاجتماعي الذي أحدثه شبح الفيروس الى الدرجة التي تؤجّل بها دورة طوكيو الأولمبية مُرغمة مع أن حجم البطولة ومكانتها هو الأكبر عالمياً ولا توازيها أية بطولة أخرى في إشارة واضحة الى تأثر الرياضة والمجتمع الرياضي بهذا العارض الاستثنائي الخطير. 

ومع أن الغالبية العُظمى من المراقبين والمتابعين لم يضعوا في حساباتهم مثل هذا السيناريو الصعب الذي ألزمنا التواجد والحجر الصحي الاضطراري في البيوت ، ولو تذكرنا قليلاً حجم الاعتراضات التي واجهت وزير الشباب والرياضة يوم أقترح تأجيل دوري الكرة للعام الحالي والهجمة الإعلامية الشرسة التي وصفت التأجيل بالاجتهاد غير المبرر ، لا بدَّ أن يكون هؤلاء قد استشفوا تماماً أن الإجراء الذي لجأ اليه العالم أجمع كان ضرورياً في العراق ، حيث ليس من المعقول أن يتم تأجيل دوري الابطال الأوروبي واللاتيني والأفريقي والآسيوي ولا يكون الحال مماثلاً في العراق! المهم أن الرياضة بكل فاعليتها وروحها العالية وتنافسها قد خمدت الى فترة نتمنى أن لا تكون طويلة ، ولكن أهل الرياضة وأبطالها كان لهم ميدان آخر لمسناه بوضوح وبفاعلية التوجيه والنصح للتوعية بمخاطر المرض وتفشّي الفيروس ، وشاهدنا دون شك الابداعات والمبادرات الرائعة التي أقدم عليها أبطال أولمبيون وفرق عالمية كبيرة كتلك التي أقدم عليها نجوم فريق بروسيا دورتموند الألماني أو انتر ميلان الايطالي وهم يرتدون بدلات صحية خاصة ويحملون كرات تعفير وليست كرات للعب. 

لن أصل الى حدود معينة لو تطرّقت الى الاساليب والممارسات التي تحوّلت الى آليات توعية وإرشاد في الرياضة ، ولكن بودي أن أشير إلى ما يحصل لدينا وما سجّلناه ايضاً لهؤلاء النجوم الكبار بين من تبرع بأمواله المُدْخرة أو من أوقف فندقه الخاص ليكون مشفى للمصابين أو من تبرّع بامتيازاته المالية كما فعل وزير الشباب والرياضة الدكتور احمد رياض من وحي كونه بطلاً رياضياً قبل أن يتم استيزاره ومن ثم توجيهاته ورسائله المتكرّرة للفرق التطوّعية ومراكز الموهبة الرياضية بمختلف المحافظات ليأخذوا دورهم في التوعية والتوجيه والمشاركة مع الفرق الصحية بأي جهد ممكن ، كما لا يمكن اغفال توجيهات الوزارة بتحويل المنشآت الرياضية والفنادق الخاصة بها في كربلاء والبصرة وبغداد وواسط الى مستشفيات وعرض أي قاعة رياضية أو ملعب لذات الغرض المطلوب أو الذي تمسّ الحاجة اليه ، إن الإشارة لدور وزارة الشباب والرياضة ومنذ الإعلان عن خطر تفشّي الفيروس لا بدَّ أن يكون مسجّلاً وأن لا نغفله من باب الأحقية في ذكر كل الصفحات المشرقة وبذات الوقت لا يجب أن نغفل دور الفرق التطوعية الشبابية التي مارست عملها التطوّعي المنبثق من الاحساس بالمسؤولية والمرونة في الحركة بالتوجّه الى أية بقعة تحتاج هؤلاء الشباب الذين سبقهم حسّهم الوطني وغيرتهم المعهودة على التواجد والحضور في زمن المُلمّات

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram