TOP

جريدة المدى > عام > موسيقى الاحد: الفروق بين السلالم الأوروبية

موسيقى الاحد: الفروق بين السلالم الأوروبية

نشر في: 28 مارس, 2020: 05:36 م

ثائر صالح

تتميز الموسيقى الأوروبية "الكلاسيكية" على العموم بوجود نوعين من السلالم الموسيقية، الكبير والصغير، ويمكن بناء السلمين الكبير أو الصغير من أي نغمة من النغمات التي يبلغ عددها اثنتا عشر نغمة، بذلك يكون عدد السلالم الكبيرة والصغيرة 24.

ويمكن "تصوير" أي عمل موسيقى مكتوب بأي سلم ونقله إلى أي سلم آخر، بكلمة أخرى يمكن عزف القطع الموسيقية بدءاً بأية نغمة من نغمات السلم الأوروبي بدون أن تتأثر القطعة كثيراً. لكننا نعرف تاريخيا أن الموسيقيين في القرون الماضية اختاروا السلم وفقاً للحالة العاطفية التي يودون التعبير عنها موسيقياً. وحسب المنظر الألماني كريستيان شوبارت (1739 – 1791) في كتابه "أفكار في جماليات الموسيقى" (صدر في 1806): يعطي دو الكبير الشعور بالنقاء والبراءة والبساطة، أما دو الصغير فيستعمل للتعبير عن الحب وفي نفس الوقت عن الشكوى من الحب الفاشل. سلم ره الكبير هو سلم الانتصار، صرخة الحرب الخ، لذا يستعمل في المارشات وأغاني الأعياد. ره الصغير كئيب ونسوي .... وهكذا يواصل شوبارت إعطاء صفات كل سلم. لكن ما الذي يجعل السلالم تختلف في تأثيرها برغم إمكانية تغيير بدايات السلالم (النغمة الأساس) بالشكل الذي ذكرناه ونقل السلم (تصويره) بدون أية عوائق؟ 

يرتبط الجواب على ما يعتقد بعض الباحثين بتاريخ تطور السلم الموسيقي نفسه – من السلم الطبيعي الذي ما عاد يناسب التعددية الصوتية التي انتشرت في أواخر العصور الوسطى، بسبب ظهور النشاز بين بعض النغمات التي تعزف في نفس الوقت. بدأ التفكير بتعديل السلم الموسيقي عبر إجراء تغييرات طفيفة على الأبعاد الموسيقية التي تفصل بين النغمات لطمس التنافر بينها. فظهر سلم متوسط النغمة والسلم المعدل (باخ ورامو) والسلم المتساوي المستعمل حالياً، وهذا يعتمد على تقسيم المسافة بين النغمات الى مسافات متساوية.

وصف الحالة العاطفية للسلالم اذن تاريخي، ينبع من الاختلافات الطفيفة في الأبعاد الموسيقية بين نغمات السلم التي أعطت لكل سلم طعمه الخاص، قبل البدء بعملية تعديل السلالم التي بدأت في عصر النهضة وانتهت في الفترات الكلاسيكية وبداية الرومانتيكية باعتماد السلم المتساوي الذي أزال هذه الفروقات. الأمر يشبه الاختلاف في تأثير بعض المقامات الشرقية بالذات بسبب الفوارق الطفيفة في المسافات بين بعض النغمات، وان السلم في المقامات غير متساوي. فالأذان يختلف باختلاف المناسبة، وغالبا ما يؤدى بمقامي الحجاز والرست. وتذكر بعض المصادر أن الأذان في تركيا يتغير حسب وقته، فأذان الفجر يؤدى بالصبا، والظهر بمقام العشاق، والعصر بمقام الرست (وكان يؤدى أيام الخميس في الدولة العثمانية بمقام النهاوند ابتهاجاً بقدوم الجمعة)، أما المغرب فيؤدى بمقام السيكاه وأخيراً العشاء بمقام الرست.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العراق يعطل الدوام الأحد المقبل

إعادة 20 مليار دينار إلى الشركة العامة للخطوط الجوية العراقية

بعد سنوات عجاف… هور الشويجة يعود إلى الحياة من جديد

البرلمان يناقش نظام المحاولات وتدرج ذوي المهن الطبية في جدول أعمال جلسته غدًا

إيران تتعهد بتعزيز الشفافية النووية وترفض التفاوض تحت التهديد

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

"سيرك" للشاعرة نور خليفة: دينامية اللغة وتمثلات العطب الوجودي

الاعتياد على مسالك الحياة السهلة: صفقة مع الخطر

أدباء: الشعر لم يخل عرشه فما زال يتشبث وأثبت بأنه يحتفظ بالقدرة على التنويع والتجديد

هيباشيا

انتقائية باختين والثقافة الشعبية

مقالات ذات صلة

فوز الصيني جياكونجياكون بجائزة نوبل للعمارة (بريتسكر)
عام

فوز الصيني جياكونجياكون بجائزة نوبل للعمارة (بريتسكر)

نجاح الجبيلي تعد جائزة بريتسكر للهندسة المعمارية إحدى أرقى الجوائز العالمية وبمثابة نوبل للعمارة. وهي جائزة عالمية تمنح سنوياً تقديراً "لمعماري أو مجموعة من المعماريين الأحياء الذين تُظهر أعمالهم المُنجزة مزيجاً من الموهبة والرؤية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram