اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: المالكي: لله يا محسنين

العمود الثامن: المالكي: لله يا محسنين

نشر في: 28 مارس, 2020: 08:28 م

 علي حسين

كان من المفترض أن يكون موضوع المقال لهذا اليوم عن كاتب أميركا اللاتينية الشهير ماريو فارغاس يوسا والذي يصادف اليوم ذكرى ميلاده الـ84 ، وهو الروائي الذي كشف لنا من خلال روايته الشهيرة " حفلة التيس " خراب البلدان حين تتحكم بها افراد الحاشية المحيطون بالمسؤول والذين يقدمون الولاء بديلاً للخبرة والمعرفة وللوطنية .

إياك عزيزي القارئ أن تظنّ أنّ "جنابي" يهدف إلى السخرية من جنابك ، لانك حتما ستقول : ما لنا ومال يوسا والملعونة " كورونا " تحاصرنا من جميع الجهات .. تعرف " جنابك " أن الديمقراطية العراقية تقضي بأن يبقى المواطن العراقي متفرجاً، فيما جميع الساسة شركاء، يضمن كلّ منهم مصالح الآخر، حامياً لفساده، مترفّقاً بزميله الذي يتقاسم معه الكعكة في السرّاء والضرّاء.. أما الشعب فيتقاسمون معه الدعاء في أوقات المحن ، ولهذا كان لا بد من أن يخرج علينا السيد نوري المالكي ليطالب الميسورين والمُحسنين مساعدة العوائل التي تضررت أرزاقها بسبب إجراءات مواجهة فايروس كورونا .. دعوة نبيلة ومخلصة ! ولكن ياسيدي اين ضاعت ثروات البلاد وملياراته خلال السبعة عشر عاماً الماضية ؟ وما مصير ثروات الحيتان الذين ظهروا من العدم بعد عام 2003 . خلال سبعة عشر عاماً أضاع علينا ” المجاهدون ” أهم ثروات هذه البلاد ، المال والقانون ، وأغرقونا بشعارات وخطب عن الديمقراطية والحرية ، وفي الوقت الذي استطاعت فيه مصر أن توفر كهرباء لـ 48 مليون مواطن بستة مليارات دولار ، نهبَ مسؤولونا أكثر من أربعين مليار دولار عدّاً ونقداً ، وبدلاً من ” مزاد المحسنين لله ” الذي نصبه السيد نوري المالكي " مشكورا " ، كان المطلوب سهلاً جداً ، أن نضع المسؤول المناسب في المكان المناسب ، وبدلاً من أن يضحك علينا حسين الشهرستاني وينضم الى قائمة أغنياء الكرة الأرضية ، كان هناك اكثر من خبير عراقي أبقى وأنفع للعراقيين . 

ستمر أزمة فايروس " كورونا " ، كما مرّت من قبل أوبئة وكوارث ومصائب تعرضت لها البشرية ، إلا أن هذا الوباء سيضع بصمته على الناس ، حتى سنتذكر إننا عشنا عصر ما قبل كورونا وما بعده ، وسيكتشف الإنسان في كل بقاع الأرض قيمة التضامن الإنساني ، ، وسنكتشف أن المافيا في إيطاليا تبرعت بملايين الدولارات وإن مصمم أزياء مثل جورج آرماني تبرع بملايين الدولارات لدعم مواطنيه وهو يقول : "لن أدع إيطاليا تسقط على ركبتيها وإن أنفقت عليها كل ثروتي" ، فيما لا تزال عالية نصيف تبحث عن مقاولات وعقود تنمي بها ثروتها "الوطنية " .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ِِِAbl AlhassanAlqurabi

    يا سيدي هل تقنع المتلقي بان من سرق ونهب اهتزت مشاعره ليكن اول المبادرين بالتضحية مما نهب وسلب ليعيد ماتيسر له من المال الحرام ليسعف من ضنكه العيش في هذا الظرف العصيب وهل نصدقهم عندما يعلنون موقف يخفي ما وراءه والشعب اصبح واعيا ومفتح باللبن .. تحياتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram