اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مجرد كلام: الفقر ..في زمن الكورونا

مجرد كلام: الفقر ..في زمن الكورونا

نشر في: 30 مارس, 2020: 06:34 م

 عدوية الهلالي

مع كل أزمة جديدة تعصف بالعراق ، يكون المواطن الفقير هو الضحية ، ومع أن بلد الثروات النفطية انحدر الى خط الفقر وربما تحته بعد أن انهكته الأزمات المتعاقبة ،

فلايمكن أن نعتبره من البلدان الفقيرة إذ " لايوجد شيء اسمه بلد فقير ، بل يوجد فقط نظام فاشل في إدارة موارد البلد " كما يقول المفكر الاميركي نعوم تشومسكي ..وهكذا نكتشف ببساطة أن بلدنا سيظل ينتج مواطنين فقراء مادام الله قد ابتلاه بأنظمة فاشلة لم تفشل فقط في إدارة موارد البلد بل نجحت بامتياز في تبديدها ..

جميعنا يعلم أن الأزمات تحتاج الى قوة في مواجهتها ، وعندما تكون الأزمة كارثية كالحرب أو الحصار الاقتصادي أو الوباء الذي اجتاح العالم مؤخراً ، فلابد أن تكون للبلد قوة سياسية واقتصادية واجتماعية ليتمكن من مواجهة الأزمة .كيف يكون الحال إذن ، إذا كانت الحكومة متهالكة ومشتتة وليس لها ملامح واضحة والاقتصاد منهار الى درجة اعتماد العراق على الاستيراد بشدة بعد أن كان بلداً مصدراً للعديد من الموارد والمجتمع يحتاج الى جرعات كبيرة من الوعي ليتخلص من الجهل والتخلف والتبعية المطلقة وليحظى بحياة كريمة ، وهل سنتوقع الكثير من قادة ضعفاء لايملكون الفطنة والصرامة والحزم في مواجهة الأزمات والمحن بشجاعة وإقدام ؟...

نعود الى المواطن الفقير الذي يظل ضحية أبدية لكل أنواع الأزمات ، فهو لايريد أن يعترف بما لوباء فايروس كورونا من خطورة على حياته ولايفكر في اقتناء كمامات وكفوف ومعقمات بقدر تفكيره في وسيلة يطعم بها أسرته ، وعندما تعمل خلية إدارة الأزمة على إخضاعه لحظر تجوال كما يحدث في مختلف البلدان حماية لحياته ولأسرته ، سيظل يفكر في كيفية إدارة أزمته الخاصة بعد أن فقد مصدر رزقه اليومي وانزوى في منزله وحيداً بلا معين إلا من تبرعات وإعانات من جهات تفعل الخير سراً أو علناً وقد تصل اليه أو لاتصل فالفقراء في بلدي أكثر بكثيرمما يمكن أن تطاله أيدي الكرماء ..

الأزمة إذن تحتاج الى صمود الشعب للتغلب عليها ، وصمود الشعب يحتاج الى امتلاكه إمكانيات كافية تساعده على المواصلة وإلا تصبح مواجهة المرض أبسط بكثير من مواجهة الفقر لأن المريض لابد وأن يجد سريراً في مستشفى لمعالجته لكن الفقير لن يحصل على رغيف خبزه اليومي إذا ماطالت فترة مكوثه في المنزل ..كان لابد للحكومة أن تكون مستعدة إذن لمواجهة أزمات عالمية مثل وباء كورونا بتوفير ضمان معيشي لأفراد الشعب لكنها وحتى هذه اللحظة لازالت تتناحر على المناصب وتكافح من أجل ضمان حصصها الطائفية والحزبية ، كما أن الشعب فقد ضماناته في الحصول على وظيفة أو سكن أو فرصة عمل منذ أن وضع ثقته في حفنة من السياسيين الداعين الى تطبيق الديمقراطية ، لكنه اكتشف أنه قدم لهم الكثير بانتخابه ووولائه لهم ولم يقدموا له سوى الحرمان من أبسط حقوقه ولازال ينتظر الفرج ليس من أزمة الكورونا فقط فهي كارثة عامة ولابد أن يكون لها نهاية ، ولكن من أزمة الحكومة العراقية التي تفتقر الى وضوح الملامح والذمم ..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram