TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: الذين سقطوا في امتحان كورونا

العمود الثامن: الذين سقطوا في امتحان كورونا

نشر في: 30 مارس, 2020: 08:24 م

 علي حسين

المفروض أن البلاد تمر بأزمة بعد انتشار وباء كورونا وما يتعرض له المواطن البسيط من أزمات مالية وصحية . لكن العجيب أن البعض يرى في الأزمة فرصة مواتية يجب استثمارها بكل الطرق والوسائل لترويج بضاعة الأوهام والأكاذيب عن الإصلاح والتداول السلمي للسلطة وخرافة الكتلة الأكبر، ففي ظل هذا الوباء الذي يحصد بأرواح الناس ،

تحولت السياسة في العراق إلى موضوعٍ للفرجة، بكثير من الأسى والضحك، بحيث لا يجد الجمهور أمامه سوى مهرجانات من الصراخ، الكل يقول أنا الأحق بالمنصب لأنني صاحب مفتاح الكتلة الأكبر .

بعد مئة عام سوف يذكر التاريخ أن بلداناً خاضت ملاحم إنسانية كبرى لإنقاذ مواطنيها من الوباء ، ليقولوا للعالم أن لاقيمة أغلى وأهم من حياة الإنسان ، من دون الاعتبار للدين والطائفة ، وليذكر الإنسان العراقي أن في هذه البلاد عاش مدّعو السياسة والباحثون عن المنافع والمصالح تركوا الوباء ، وانشغلوا بالدفاع عن مصالح إيران وأحقية الحوثيين في إطلاق الصواريخ وأهمية مساندة السلطان اردوغان في مغامراته العبثية .

للأسف هناك أمور كثيرة تنغّص على حياة المواطن العراقي ، بعضها يمكن احتماله، أملاً في أن يتكفل الزمن بحلها، وبعضها أشبه بالقدر الذي لا فكاك منه، مثل الظهور المتواصل لحنان الفتلاوي على الفضائيات ، و" جوبي أحمد الجبوري الشهير بأبو مازن والظهور المستمر لنجمة " السياسة " عالية نصيف ، ومقولة صالح المطلك التي ذهبت مثلاً : " أنا أفضل سياسي عراقي !! "

لكن من بين أكبر المنغّصات التي تواجهني هي حالة السيد جمال الكربولي الذي يتوهم أنه منذور لمهمة مقدّسة ، فهو لا يترك مناسبة إلا ويخرج علينا بتغريدة ، ويُقدِم فيها على استعراضاتٍ سياسية يقول فيها للجماهير إنه أبو " السياسة " و " الاقتصاد " و" الثقافة " ، فنراه يقفز مسرعاً إلى " تويتر " عشية كل أزمة ، وكان آخرها أمس حين كتب مطالباً بتطبيق نظام الجمهورية الفرنسية في بلاد بين النهرين ، وهي دعوة مضحكة في هذا الزمن الذي يحاصرنا وباء كورونا ، ووباء " التدوينات " الغربية .

وأنت تقرأ مثلي هذه الأخبار ماذا تفعل . . تضحك أم تبكي ؟ ، إنه ضحك كالبكاء ، قالها عمنا المتنبي وهو يردّ على الخراب الذي كان يحاصره ، فالحمد لله ورغم ما يجري حولنا من مهازل فأنا بين الحين والآخر أعيد قراءة ديوان الشاعر الكبير ، مثلما أعيد قراءة بيانات الحكومات ، ستسألني : لماذا ؟ لأعرف كيف دب الخراب في مفاصل الدولة وكيف انتعشت الانتهازية ، وماذا حققنا في حقل الخدع والأكاذيب .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

 علي حسين عزيزي القارئ.. هل تعرف الفرق بين المصيبة والكارثة؟، المصيبة يمكن أن تجدها في تصريح السياسيين العراقيين وجميعهم يتحدثون عن دولة المؤسسات، وفي الوقت نفسه يسعون إلى تقاسم المؤسسات فيما بينهم تحت...
علي حسين

أزمة المياه في العراق وإيران: تحديات جديدة للاستقرار الإقليمي

د. فالح الحمــراني حذرت دراسة أعدها معهد الشرق الأوسط في موسكو من ان أزمة المياه بإيران والعراق المتوقعة في نهاية هذا العام قد تفضي الى عواقب بعيدة المدى، تؤثر على الاستقرار الاجتماعي في المنطقة،...
د. فالح الحمراني

العراق.. السلطة تنهب الطقس والذاكرة

أحمد حسن على مدار عشرين عاما، تحولت الثقافة في العراق إلى واجهة شكلية تتحكم بها مجموعات سياسية تدير المجال العام كما تدير المغانم. وفي ظل هذه الوضعية لم تعد الثقافة فضاء لإنتاج الوعي أو...
أحمد حسن

لماذا تهاجم الولايات المتحدة أوروبا بسبب حرية التعبير؟

فابيان جانيك شيربونيل * ترجمة : عدوية الهلالي «أعتقد أنهم ضعفاء. الأوروبيون يريدون أن يكونوا ملتزمين بالصواب السياسي لدرجة أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون." لفهم الموقف الأمريكي تجاه القارة العجوز، يصعب إيجاد تفسير أوضح...
فابيان جانيك شيربونيل
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram