علي حسين
في صباح كل يوم أجلس أمام جهاز الكومبيوتر وأتمنى عليه أن يساعدني في البحث عن موضوع لا يصيب القراء الأعزاء بالضجر، وفي كل يوم أحاول أن استبدل حديث السياسة بأحاديث عن الكتب ، وكنت أنوي اليوم أن أكتب لكم عن الروائية الايطالية فرانشيسكا ميلاندري، ومقالها الصرخة :
" أكتب إليكم من إيطاليا: هذا ما نعرفه عن مستقبلكم " والذي نشرته صحيفة الغارديان ، حيث تصف لنا هذه الروائية مستقبلنا ونحن نتفرج على وحشية الوباء بكلمات تشعرنا بالخجل ، ونحن نقرأ لمدعي ثقافة يعتقدون أن ساحة التحرير أكثر خطراً على العراق من المنطقة الخضراء
تقول فرانشيسكا : "المثقفون الذين لم تكن الأخبار تخلو منهم سيختفون، وتفقد آراؤهم بغتة أي قيمة، بعضهم سيلوذ بمنطق سيأتي مفتقراً تماماً إلى الإحساس بالناس، فيتوقف الناس عن الإنصات إليهم. والذين كنتم تتجاهلونهم هم الذين سيتبيّن أنهم يبثون الطمأنينة والسماحة وأنهم أهل للثقة، وعمليون، وقادرون على قراءة المستقبل، ، مقال فرانشيسكا يجب قراءته مرّات ومرّات لنتعلم ما معنى الإنسانية ، وكيف نواجه المصاعب بالتضامن البشري
سيقول قارئ عزيز مالك يا رجل ما لنا ومال السيدة فرانشيسكا ؟ ماذا أفعل يا سادة، لا بد من العثور على موضوع بعيداً عن جهابذة الديمقراطية العراقية التي لم يشرحها أفلاطون في جمهوريته، وإنما وضعها محمود الحسن الذي كان يصرّ على أنّ الفساد وشراء أصوات الناخبين والتزوير، لا تعني أننا نعيش في دولة لا يحكمها القانون! .. ربما سيسخر البعض مني ، لأنني لا أريد أن أنسى طلة محمود الحسن ، ولكن ماذا أفعل ياسادة وهذا الاختراع العجيب الانترنت لا يريد لجنابي ان ينسى طلته ، فها هو يخرج علينا بتصريح جديد يوصينا فيه بالحفاظ على عادل عبد المهدي .. ماذا نفعل مع علماء الغرب " الكافر " ، الذين يريدون أن ينافسوننا حتى على " تقولى " ساستنا ، فهاهو هو مخترع الانترنت " بيرنرز لي " يقول في حواراً معه إن تصميم الشبكة العنكبوتية بالنسبة له كان أشبه بنوع من أنواع العبادة التي يبحث أصحابها عن العدل والتسامح والسلام :" سعينا الروحي والاجتماعي هو بحث عن مجموعة القواعد التي ستٌمكن الناس من العمل معاً في انسجام وتناغم "، ولأننا نسعى للتطور والانسجام فقد عقدت حكومتنا الرشيدة جلسة الكترونية مغلقة كان أبرز القرارات فيها إضافة رسوم كمركية على منتج " الفطر الغذائي" ، وباقي القرارات الكوميدية يمكن لمحبي النكته والقفشت أن يجدوها في موقع رئاسة الوزراء
كنت أتصور أن قرار" الفطر " مجرد نكتة، وأن الحكومة تسعى إلى كسر الملل، غير أنه بات من الواضح أن منطق الفشل سيستمر يحكمنا طويلاً.
جميع التعليقات 1
Anonymous
الله يفطر كلوبهم السوده .هاي كورونا شنو ماتندلهم ؟