TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: إعادة تعريف الوطنية !!

العمود الثامن: إعادة تعريف الوطنية !!

نشر في: 4 إبريل, 2020: 09:31 م

 علي حسين

يقولون لكم لاتفكروا في اختيار رئيس وزراء ، نحن نفكر بدلاً منكم ونعقد الاجتماعات ، ويقولون لك أن الخطر الأكبر يكمن في ساحات الاحتجاج ، و إن المشكلة ليست مع نهب أكثر من تريليون دولار وقتل الآلاف وتشريد الملايين، ولا مع الأحزاب التي تحوّلت إلى حيتان تبتلع كل ثروات البلاد،

لكنها، أي المشكلة، مع شباب ونسوة ورجال يريدون "تقويض النظام السياسي " الذي وضع نظريته المفكر إبراهيم الجعفري ، والغرض الآخر لساحة التحرير التي تعج بالمنحرفين ، مثلما يصفها " البعض " هو إظهار أن السلطة " اللطيفة " والأحزاب القانونية فاسدون.. ياسلام ياعزيزي الكاتب الذي تعتقد أن الشعب هو الفاسد ، وهو الذي قنص أكثر من 600 شابٍ وجرح الآلاف واعتقل المئات.. والغريب أن الذين يكتبون عن الاحتجاجات ويشتمونها ليل نهار لم يكتبوا لنا سطرا واحدا عن عنتريات ترامب داخل الاراضي العراقية ، وعن إصرار السيد إسماعيل قاآني على ان يختار رئيس الوزراء العراقي بنفسه ، 

وليسمح لي السيد قاآني أن أقول له إنني مثل ملايين العراقيين نخاف ونخشى الاعتراض على كلامك، لأن وكلاءك في العراق يمكن أن يغيبوننا بلمح البصر، ولا نستطيع أن نعترض حتى على إشاراتك، أحياناً نكتب في الفيسبوك وأحياناً أخرى نحتجّ في ما بيننا، لكن هل نستطيع أن نصدر بياناً نقول لك فيه ياعزيزي أنت تتدخل فيما لايعنيك ؟ خليك مع مشاكل بلادك الاقتصادية والاجتماعية ومع " بلوة " كورونا التي تحتاج تظافر جميع الشعوب ، واتركنا نحلم بحكومة بحجم أمنيات المتظاهرين ، وليس بحجم بيان قادة الفصائل المسلحة الذين اكتشفنا ان التظاهرات اقرب لهم من حبل الوريد .

لا أتذكّر منذ سبعة عشر عاماً أنّ مسؤولاً عراقيّاً اعترض على ما يقوله ساسة إيران عن العراق، او قال لمسؤول اميركي او تركي : خليك في حالك !! .

لن تصدِّق ياعزيزي السيد قاآني عندما أقول إنني معجب بك. فلا أتذكّر أنّ بلاداً تعثرت كما نتعثر. لماذا؟ لأنه لا يوجد مسؤول أو سياسي يستطيع أن يقول لك، لماذا تتدخل في شؤون العراق؟ ولكن ياسيدي مثلما يحرص "جنابك" على راحة واستجمام المسؤولين والأحزاب، ألا يستحقّ العراقيون منك أن تحرص على أن تنصح السياسيين بأن يوفروا لهم الاستقرار والرفاهية والعدالة الاجتماعية من دون أن يصفقوا لـ أحزاب الجهل والانتهازية؟! لماذا ياعزيزي تتبارى الدول من أجل البناء والعلم، بينما أحزابنا تشيع الجهل والخراب؟

ياعزيزي قاآني وأنت تنتمي لدولة دينية ترفع شعار"مخافة الله"، ألم تشاهد وترى كيف يزداد رفاقك "في الإيمان" غنىً وقسوة وطائفية، فيما يزداد العراقيون خوفاً وفقراً؟ ألم تر كيف قُتل شباب التظاهرات، وغيبوا لأنهم حاولوا إعادة تعريف الوطنية 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram