علي حسين
يقولون لكم لاتفكروا في اختيار رئيس وزراء ، نحن نفكر بدلاً منكم ونعقد الاجتماعات ، ويقولون لك أن الخطر الأكبر يكمن في ساحات الاحتجاج ، و إن المشكلة ليست مع نهب أكثر من تريليون دولار وقتل الآلاف وتشريد الملايين، ولا مع الأحزاب التي تحوّلت إلى حيتان تبتلع كل ثروات البلاد،
لكنها، أي المشكلة، مع شباب ونسوة ورجال يريدون "تقويض النظام السياسي " الذي وضع نظريته المفكر إبراهيم الجعفري ، والغرض الآخر لساحة التحرير التي تعج بالمنحرفين ، مثلما يصفها " البعض " هو إظهار أن السلطة " اللطيفة " والأحزاب القانونية فاسدون.. ياسلام ياعزيزي الكاتب الذي تعتقد أن الشعب هو الفاسد ، وهو الذي قنص أكثر من 600 شابٍ وجرح الآلاف واعتقل المئات.. والغريب أن الذين يكتبون عن الاحتجاجات ويشتمونها ليل نهار لم يكتبوا لنا سطرا واحدا عن عنتريات ترامب داخل الاراضي العراقية ، وعن إصرار السيد إسماعيل قاآني على ان يختار رئيس الوزراء العراقي بنفسه ،
وليسمح لي السيد قاآني أن أقول له إنني مثل ملايين العراقيين نخاف ونخشى الاعتراض على كلامك، لأن وكلاءك في العراق يمكن أن يغيبوننا بلمح البصر، ولا نستطيع أن نعترض حتى على إشاراتك، أحياناً نكتب في الفيسبوك وأحياناً أخرى نحتجّ في ما بيننا، لكن هل نستطيع أن نصدر بياناً نقول لك فيه ياعزيزي أنت تتدخل فيما لايعنيك ؟ خليك مع مشاكل بلادك الاقتصادية والاجتماعية ومع " بلوة " كورونا التي تحتاج تظافر جميع الشعوب ، واتركنا نحلم بحكومة بحجم أمنيات المتظاهرين ، وليس بحجم بيان قادة الفصائل المسلحة الذين اكتشفنا ان التظاهرات اقرب لهم من حبل الوريد .
لا أتذكّر منذ سبعة عشر عاماً أنّ مسؤولاً عراقيّاً اعترض على ما يقوله ساسة إيران عن العراق، او قال لمسؤول اميركي او تركي : خليك في حالك !! .
لن تصدِّق ياعزيزي السيد قاآني عندما أقول إنني معجب بك. فلا أتذكّر أنّ بلاداً تعثرت كما نتعثر. لماذا؟ لأنه لا يوجد مسؤول أو سياسي يستطيع أن يقول لك، لماذا تتدخل في شؤون العراق؟ ولكن ياسيدي مثلما يحرص "جنابك" على راحة واستجمام المسؤولين والأحزاب، ألا يستحقّ العراقيون منك أن تحرص على أن تنصح السياسيين بأن يوفروا لهم الاستقرار والرفاهية والعدالة الاجتماعية من دون أن يصفقوا لـ أحزاب الجهل والانتهازية؟! لماذا ياعزيزي تتبارى الدول من أجل البناء والعلم، بينما أحزابنا تشيع الجهل والخراب؟
ياعزيزي قاآني وأنت تنتمي لدولة دينية ترفع شعار"مخافة الله"، ألم تشاهد وترى كيف يزداد رفاقك "في الإيمان" غنىً وقسوة وطائفية، فيما يزداد العراقيون خوفاً وفقراً؟ ألم تر كيف قُتل شباب التظاهرات، وغيبوا لأنهم حاولوا إعادة تعريف الوطنية