د.علي الهاشمي
في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي نظّم أحد العراقيين الميسورين نشاطاً للرابطة العربية للصحافة الرياضية (الاتحاد العربي للصحافة الرياضية فيما بعد) في مدينة ميونخ بألمانيا الغربية،
عَرفتُ لاحقاً أن الشخص العراقي الحاصل على الجنسية الألمانية أنعم الله عليه بثروة جيّدة، وهناك نظام في ألمانيا الغربية إذا ما أقام الميسورون نشاطاً معيّناً تُخفّض عليهم الضرائب، هكذا قيل لنا، وشارك في هذا النشاط رجال الصحافة الرياضية والطب الرياضي من مختلف الدول العربية منهم على سبيل المثال المرحوم ضياء حسن رئيس الرابطة العربية للصحافة الرياضية حينذاك وسجّاد الغازي ود.مظفر عبد الله شفيق ود.سهيل نجم من العراق ونجيب المستكاوي ود.أحمد الصاوي من مصر ومحمد جميل عبد القادر رئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية حالياً من الأردن ومحمد عبد الله الفارع من اليمن الجنوبي حينذاك ومن السودان وغيرهم .
كنت أغلب الوقت أجلس مع المستكاوي نناقش أموراً عدّة تخصّ الرياضة العربية والصحافة الرياضية وشكرني على مقال كتبته في جريدة الجمهورية المصرية في وقت سابق بعنوان (مصر صوت الرياضة العربية) تناولتُ فيه تاريخ مصر الرياضي والأرقام والميداليات التي حصلت عليها وأبرز النتائج التي أهّلتها لأن تكون مصدر اشعاع للرياضة العربية ، فقال لي مازحاً (نحن الصحفيون المصريون ليس لدى أغلبنا هذه المعلومات).
في أحد الأيام جاءَني المستكاوي مُنزعِجاً، وكان عصبيّ المزاج على غير عادتهِ بحُكم هدوئهِ وكبر سنّه قياساً ببعض المشاركين، وبدأ يتلفّظ بكلمات دارجة الاستخدام في مصر، وعندما هدّأتهُ وقلتُ لهُ عَرَفنا العصبية ولم نعرف اسبابها علّنا نجدُ حلاًّ لكَ أو معكَ، وهل أنتَ على حق أم جانبتَ الحقيقة؟ قال واوتارهُ الصوتية تخرج حشرجة تنمُّ عن مقدار استيائهِ ممّا حدث: اتصلوا بي من مصر ليعلموني بصدور أمر تعييني مديراً عاما في إحدى الوزارات وهذا سبّب غضبي.. قلتُ له نحن الآن في حيرة، هل نقدّم لك التهاني ونعمل احتفالاً بسيطاً في مطعم الفندق؟ وأضفت: هذا مبتغى كل من تتوفّر له فرصة العمل في الدولة لما يترتّب على هذا الموقع من امتيازات مادية واجتماعية، فلماذا هذا الغضب لشيء ينفعك ولا يضرّك؟
قال لي: بدلاً من تقديم التهاني لي قدّموا لي التعازي لأني اشعر الآن وكأنّي في عِدادُ الأموات! كيف يتجرّأ وزير على تعييني مديراً عامّاً ولم يأخذ رأيي أو موافقتي، هل أنا ضعيف لدرجة أن يضعني مسؤول في جيبه بعد أن ملأتُ أوراق الصحف الرياضية بآلاف السطور التي تبني الشخصية الرياضية لأجد نفسي في خريف العمر مسلوب الشخصية والإرادة الحرة؟
واضاف: أنا متلهّف للعودة لأوقف كل من اسهم في هذا القرار عند حدّهِ بسلسلة من المقالات الصحفية لكي لا يكون غيري ضحيّة قرارات تسيء الى تاريخ الناس مؤطّرة بغلاف هلامي من التقدير والامتيازات.
جميع التعليقات 1
Anonymous
وصلت الفكرة دكتور. هل تتذكر بمن التقيتهم بهم في المخيم الصيفي في زرناگورس/ ليننغراد؟ انا واحدٌ منهم، وجيرانكم في مدينة الثورة.. مع الود