ترجمة / أحمد فاضل
لم يكتب ويليام شكسبير عن وفاة ابنه على الإطلاق ، فقد أخفى وفاته في عديد سوناتاته المتأخرة ، والمسرحيات التي تكشف عن عمق ذلك الحزن ،
الآن يتم الإعلان عن أحدث رواية مستوحاة من الإرث الحزين لهذه الحياة القصيرة كواحد من أكثر كتب الربيع انتظاراً .
تتناول الرواية التاريخية للمؤلفة المعروفة ماغي أوفاريل ، " هامنت " الغموض المحيط بمصير هامنت شكسبير ، الابن الوحيد للمؤلف المسرحي الشهير ، حيث قالت عنها :
" لقد كنت مفتونة بهامنت منذ أن درست هاملت لأول مرة في المدرسة " ، وأوضحت أوفاريل :
" كنت دائماً محيرة وحزينة بسبب قلة ذكره في السيرة الذاتية والنقد الأدبي ، لذلك قررت كتابة رواية عنه ، لمحاولة منحه صوتاً وحضوراً " .
الرواية مقاربة غير تقليدية للتاريخ الأدبي وقد تم الترحيب بها بالفعل على أنها تسلط الأضواء على فترة حرجة من حياة شكسبير ،
أوفاريل البالغة من العمر ( 48 عاماً ) والحائزة على جائزة كوستا في عام 2010 ، تتبع الشاب هامنت الذي يعتقد أنه تم تسميته على اسم صديق العائلة هامنت سادلير ، أثناء بحث شكسبير عن اسم يكون قريباً إلى اسم شقيقته التوأم المريضة بشدة ، والحقائق المتفق عليها هي أن هامنت كان بالفعل شقيق توأم لابنة شكسبير الثانية جوديث ، وأنه توفي عن عمر يناهز 11 عاماً ، ودفن في فناء الكنيسة في هولي ترينيتي في ستراتفورد أبون آفون في صيف عام 1596 ، وهي السنة الأكثر إنتاجية من مهنة والده المبكرة في لندن في عصر تفشي وباء الطاعون المتكرر ، لم يكن سبب الوفاة محدداً دائماً في سجلات الرعية ، لذا فإن ظروف وفاة الصبي غير مؤكدة ومن غير الواضح أيضاً ما إذا كان شكسبير قد حضر مراسيم دفن الجنازة ، قال جريج دوران ، المدير الفني لشركة شكسبير الملكية :
" لقد عُمّد التوأمان في كاندلماس 1585 " ، " وفقاً لمذكرات جون مانينجهام ، حيث لم تعد جوديث تحتفل بتوأمها بعيد ميلادهما المشترك ، أجد هذا مؤثراً في أحداث الرواية التي يمكن لأب أن يعيد لم شمل توأميه ، المنفصلين في حطام سفينة ، وبالنسبة لفيولا وسيباستيان ، يمكن تعويض الخسارة المؤلمة بشكل سحري ، لكن لا يمكنه فعل أي شيء لشفاء حزن عائلته الذي يتم إحياءه في كل عيد ميلاد " .
بدأت قصة هامنت مع عودة شكسبير إلى منزله في وارويكشاير في عام 1613 بعد أن شب حريق في مسرح جلوب ، كان على شكسبير أن يعيش ثلاث سنوات أخرى فقط حيث مات في سن 52 ، أما زوجته هاثاواي فقد توفيت في 1623 عن 67 سنة ، حيث ألقت وفاة هامنت بظلالها على سنوات شكسبير الأخيرة ، فأحياناً
ما تُنسب الملاحظات الأكثر قتامة من مسرحيات مثل " حكاية الشتاء " و " الملك لير " ، التي تتعامل مع الموت العائلي إلى ثكل شكسبير ، ومع ذلك فإننا نعلم أنه في عام 1599 بدأ شكسبير في كتابة الدور الذي يعتبر أعظم ما كتبه على الإطلاق ، الأمير الدنماركي التاريخي هاملت ، حيث لا تستطيع أوفاريل التخلص من فكرة أن مواضيع هذه المسرحية مرتبطة بابنه الضائع التي قالت عنه :
" إن وفاته في مثل هذا العمر الصغير ، وعلاقته بالمسرحية اللاحقة هي قصة كنت أفكر فيها لفترة طويلة " .