إياد الصالحي
أكملتْ هيئة التطبيع في اتحاد كرة القدم هيكلة القيادة للمرحلة المقبلة بتسمية محمد فرحان أميناً للسرّ في اجتماعها الأول الذي أقامته عبر وسيلة الاتصال (Skype) أمس الأول الأثنين السادس من نيسان 2020 بانتظار تشكيل اللجان الأساسية قريباً للمباشرة بالعمل حال تحسّن الوضع الصحي في العراق من مخاطر فيروس كورونا.
ويُعد محمد فرحان أمين السر الخامس في تاريخ الاتحاد العراقي لكرة القدم ما بعد عام 2003 إذ سبقه أربعة أمناء هم باسم جمال وأحمد عباس وطارق أحمد ود.صباح رضا ، ومن المؤمّل أن يوظّف خبرته التي حرص على تميّزها خلال مسيرته مع نادي أمانة بغداد الذي حقّق نتائج لافتة منذ عودته الى الأضواء في موسم 2009-2008 ونيله المركز الرابع ومواصلته رحلة تحدّي الأندية الجماهيرية بفضل وعي إدارته ومثابرتها وحُسن تنظيمها شؤون النادي حيث يمثل فرحان أحد مسؤوليه بعد أن عمل بصفة أمين سر مدة طويلة قبل أن تجدّد الهيئة العامة ثقتها في انتخابات 7 كانون الأول 2018 لتناط به مهمة نائب الرئيس في التشكيلة الجديدة.
برغم قصر المدّة التي ستعمل بها هيئة التطبيع، فإن التفاؤل يسود الوسط الكروي بنجاح اعضائها لإنجاز الواجبات المُكلّفين بها، وهذا يتوقف على تكاتفهم وانسجامهم واستفادتهم من دروس الأخطاء الفادحة التي جرّت الاتحاد المستقيل الى نفق مُظلم من صراعات واتهامات نتيجة الاجتهاد في اتخاذ القرارات بعيداً عن ردود الأفعال سواء من الهيئة العامة أم وسائل الإعلام التي وجدتْ في أزماته أفضل برامج سهرة للمشاهدين لكشف المستور وفضح القُصور!
ويُعرَفْ أمين السر في اتحاد الكرة هو مفتاح الاستقرار والتنظيم للاستدلال على طبيعة العمل ومدى صواب القرارات المتخذة بشأن قضايا اللعبة، وتاريخها يُحدّثنا عن أبرز شخصية لعبت دوراً مهماً محلياً ودولياً من خلال حُسن الأداء وقوة مواجهة الأزمات وصواب اتخاذ القرار، الدكتور عبدالقادر زينل الذي شغل أمانة السر للاتحاد العراقي لكرة القدم للأعوام (1984 و1985 و1990و1993و1995 و1996) في أسوأ ظروف مرّت على كرتنا ما بين الحرب والحصار وتغلغل مسؤولي السلطة في كل مفاصل الرياضة، ومع ذلك كانت رؤاه وخبرته وقناعاته تسيّر شؤون الاتحاد وتُلزم الاندية المشاركة في انشطته بخارطة طريق تفضي الى نجاح كرتنا الذي توّج بتأهله لأول مرّة الى كأس العالم 1986 في المكسيك.
لا شك أن محمد فرحان جاء في توقيت صعب بعد الشدّة التي واجهها اعضاء الاتحاد السابق ورفعهم راية الانسحاب من الساحة نتيجة تعرّضهم الى اتهامات عدّة ضربت مصداقية عملهم بالصميم سواء ما يتعلق في انتخاباتهم أم بكتابة النظام الداخلي للاتحاد، وكلاهما من صُلب واجبات هيئة التطبيع التي تتمتّع بشخصيات معروفة ليس بينهم طارئ على اللعبة أو لا يمتلك المؤهّل العلمي والوعي الثقافي اللذين يحصّنان فكره من الأخطاء الساذجة والتصريحات الهابطة والتهوّر في التصرّف عند اتخاذ القرار، ونكاد نجزم أن كل اعضاء هيئة التطبيع نالوا القبول في الشارع الرياضي، وبالتالي نترقب أن يكونوا بمستوى الثقة، وأكثر طموحاً في معالجة سلبيات الدورات الانتخابية ومراجعة ثغرات النظام الداخلي لتهيئة ارضية صالحة لعمل الاتحاد القادم.
ينبغي على الإعلام والرياضيين بشكل عام توجيه التحية لكل فرد في هيئة التطبيع لقبولهم (فيتو الفيفا) للتضحية بطموحاتهم الشخصية في العمل مع الاتحاد الجديد مقابل خدماتهم بإيثار عالٍ لإصلاح منظومة الكرة العراقية ضمن وعاء زمني محدّد تحت منظار الاتحادين الدولي والآسيوي، آملين عدم اضاعة الوقت بمراعاة مزاج متضرّر من حقبة سابقة يترّصد لأخطاء التطبيع أو فتح جبهة مناكفة للدفاع عن قرار فني يخصّ أحد المنتخبات أو جعل مقرّ الاتحاد مواجهة لتصفية حسابات ناديوية أو انتداب اشخاص غير مؤهلين للجان يُسرّبون اسرار العمل وخاصة الوثائق في مواقع التواصل الاجتماعي ليشتدّ غيظ الموالين لهذا النادي أو ذاك المدرب أو اللاعب، وغيرها من المحاذير الواجبة التي ينبغي أن يُدركها أمين السر محمد فرحان كونه حامي توقيع رئيس التطبيع في مناخ كروي لم يزل يتقلّب ويُهدد بالفوضى بتأثير إرهاصات المجتمع الصابر والطامح لمزيد من الضمانات لأمنه المعيشي ومستقبله الغامض!!