ترجمة : عدوية الهلالي
وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز ، فإن أول فيلم حول وباء كوفيد 19 أصبح جاهزاً ..إنه ببساطة فيلم متوسط الطول مدته 63 دقيقة ويحمل عنوان (كورونا ) ، وهو فيلم مثير انتهى المخرج السينمائي الكندي من أصل إيراني مصطفى كيشفاري من تصويره في مدينة فانكوفر قبل انتشار الوباء ..
ويمارس كيشفاري ( 33 عاماً ) كتابة السيناريو والانتاج والرسم إضافة الى الإخراج ، وكان يعمل في إخراج فيلم آخر عندما شاهد ذات يوم في المصعد العناوين الضخمة في الصحف عن الوباء ، وهنا ومضت في ذهنه فكرة إنجاز فيلم يروي قصة مايحدث لسبعة اشخاص محتجزين في مصعد بعد ان يكتشفوا بأن أحدهم مصاب بالفايروس ..وتثير القصة –حسب مؤلفها – قضية " الخوف من الآخر " و" الخيارات الأخلاقية " التي نملكها في مجتمع يواجه كل أفراده الخطر ذاته ..
تمكن كيشفاري من إنجاز الفيلم بمعدات بسيطة وفريق صغير قام بتشكيله وتصوير الفيلم خلال عشرة أيام فقط بعد أن كتب النص في الأول من كانون الثاني ، وعلى الرغم من الميزانية الضئيلة ، تمكن من استئجار مساحة مناسبة وبناء مصعد وإشراك سبعة ممثلين قام بحبسهم بقسوة في مصعد وإدخالهم مباشرة في قلب الحدث بعد أن أخبرهم بأن أحدهم مصاب بالفايروس لمراقبة ردود أفعالهم والسماح لهم بالارتجال خارج النص المكتوب ..ويرى كيشفاري أن أحداث الفيلم كان يجب أن تجري بشكل واقعي ليمثل تحدياً فنياً وتقنياً حقيقياً ، وبهذا يشكل فيلم (كورونا ) عودة الى سينما الواقع التي تستخدم الخيال لفهم الواقع بشكل أفضل إضافة الى الطبيعة الحقيقية للناس والأشياء ..
اختار كيشفاري مدينة فانكوفر المعروفة بكونها هوليوود الشمال لأنها بوابة الى الصين أيضاً ومركز أزمة الوباء في كندا ..ففي الوقت الذي كان الوباء فيه يضرب مدينة ووهان الصينية ، كان الكنديون الصينيون والآسيويون ضحايا لهجمته ، إذ تراجعت أعمال الشركات الصينية الكندية بنسبة 70% حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز ..
وكان كيشفاري ينوي تقديم فيلمه في مهرجان سينمائي لكن حماسته تضاءلت بعد انتشار الفايروس ولم يعد أمامه إلا خيار البث الرقمي ..ويذكر أن كيشفاري كان موظفاً سابقاً في أحد المصارف ثم تحول الى مجال السينما بعد حصوله على منحة دراسية في مدرسة السينما في فانكوفر ، ولم يكن معروفاً في عالم السينما عندما شارك في مهرجان كان السينمائي ، لكن اختيار فيلمه ( أنا ران ) كأفضل فيلم قصير في عام 2015 فتح له العديد من الأبواب دولياً ..كما حاز فيلمه الوثائقي الأول ( غير المنقبة ) الذي يروي قصة امرأة مسلمة تصبح ممثلة ، على ثمانية وعشرين جائزة دولية ، وفي عام 2017 ، تم عرض فيلمه القصير للرسوم المتحركة ( صندوق الموسيقى) في مهرجان كان ، أما في العام الماضي فقد عرض له فيلم قصير آخر بعنوان ( العروس الطفلة ) ويتناول قصة حقيقية عن الزواج القسري للأطفال وقد أثار حينذاك جدلاً كبيراً ..وقبل أن يصور فيلمه (كورونا ) ، كان يعمل في إخراج فيلمه الأخير ( الإرادة والجدار ) الذي يروي قصة صداقة بين صبي مكسيكي وشرطي حدود في مكان ما ليس ببعيد عن الجدار الذي يفصل المكسيك عن الولايات المتحدة ..ويعمد كيشفاري الى اختيار مثل هذه المواضيع لكونه على دراية جيدة منذ بداياته بقضايا الظلم والتمييز في المجتمع ، أما فيلمه الجديد ( كورونا ) فيرى أنه يتناول قصة البشرية جمعاء ولاشك أنه سيحظى بالترحاب في هوليوود ..
عن مجلة لوبوا الفرنسية