علي حسين
في عصر الفضائيات و"العالم قرية صغيرة" وثورة مواقع التواصل الاجتماعي، لا يعرف أحد في بلاد الرافدين من هي الجهات التي تطلق الرصاص بكل حرية، وتنقل الصواريخ بين المدن، وتؤدي بجدارة مشاهد الرعب في الشوارع ؟
إن واحدا من أهم حقوق إنسان العصر الحديث، هو الحق في المعرفة، وبالتالي فمن حق العراقيين أن يعرفوا ما يدور في بلادهم.. نريد أن نعرف ماذا يحدث ؟، ومن يهدد بحرق البلاد دون أن يرمش له جفن؟، ومن يقف وراء تأسيس جماعات مسلحة تتكاثر يوما بعد آخر بحجة مقاومة أميركا؟.. ربما يسخر البعض من "جنابي" ويقول يارجل هل هذه أسئلة تطرحها على القراء، والكل يعرف من يقف وراء هذه الفوضى؟ .
أيها السادة، منذ سنوات ونحن الشعب الوحيد الذي يضحك عندما يقرأ خبرًا يقول إن الرئاسات الثلاث اجتمعت وتدارست وقررت أن تعلن "حصر السلاح بيد الدولة".. أما كيف، والسلاح مزدهر بجميع أنواعه: قنابل يدوية، رشاشات، صواريخ، وأيضًا مدرعات إذا تطلب الأمر.
يكره مسؤولونا الأرقام إلا أرقام التأييد، وحسابات البنوك والسيطرة على المشاريع والمقاولات.. كل أرقام أخرى مرفوضة ومكروهة، لأنها جزء من المؤامرة الدولية على التجربة الديمقراطية في العراق، أرقام الأموال المنهوبة، الأموال التي صرفت على مشاريع وهمية، أرقام ضحايا التظاهرات، أرقام الفقر والمهجرين والكفاءات التي شُرّدت، تقارير البطالة الفساد والتزوير.. أرقام علينا ألا نقترب منها.
لاحِظ جنابك الكريم أن من بين أبرز أخبارنا أن "العلامة" والمفكر والتابع الأمين لعادل عبد المهدي ومستشاره " المخلص " عبد الحسين الهنين، أخبرنا "مشكورا" أن سبب أزماتنا المالية والسياسية والأمنية أيضًا، هم المتظاهرون الذين يريدون تعطيل عجلة الدولة ومشاريعها "العملاقة ".
تنمو الاكاذيب وتزدهر في زمن الانتهازية ، واليوم الانتهازية هي الصمت الذي أصبحت فيه مشهد رجل يطلق الرصاص وسط ساحة التحرير، أمرا عاديا .
لا نزال نتحدث عن المؤامرة الأميركية، ونكاد ننشغل كل يوم في مغامرات التحليل السياسي ونتقافز على الفضائيات في برامج فقدت صلاحيتها للاستخدام الآدمي، من أوصلنا إلى مشهد السخرية من دماء 700 متظاهر ؟
الرغبة الأولى التي يبديها ساستنا، هي أنهم يخوضون حروبهم المصلحية في كل اتجاه. وفي كل مرة نراهم يصفّقون بالإجماع لكل قرار يزيد الفرقة ويبث الكراهية في النفوس، كم هو أمر مثير للأسى أن يصر البعض على أن ما يجري منقتل ونهب سببه شباب التظاهرات ، اكاذيب وخطابات زائفة ، هذا ما يحتاج إليه العراق للخروج من عصور الفقر والتخلف، وحتمًا سوف نرى كيف تسير هذه البلاد على خطى سنغافورة واليابان!.. فقط ضعوا ثقتكم بمسشارعادل عبد المهدي !!