TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: حجي جرايد

العمود الثامن: حجي جرايد

نشر في: 3 مايو, 2020: 09:18 م

 علي حسين

تنقل لنا الأخبار، بين الحين والآخر، عددًا من البشارات أبرزها وأهمها بالنسبة لهذا الشعب الذي لا ينام دون أن يضع صور زعمائه "الأجلّاء" تحت المخدة، أنّ نوري المالكي وأياد علاوي اتفقا أخيرًا،

وسيلتقطان قريبًا صورة فوتوغرافيّة تتصدر الفضائيات والصحف وهما يرفعان علامة النصر في مواجهة تشكيل الحكومة، فلا حكومة من دون "بركات" الزعماء "التاريخيين"، في الوقت الذي يسخر فيه المواطن العراقي من الإمبراطورية البريطانية الاستعمارية، لأن مصيرها سيصبح مثل مصير الصومال بسبب أنها شكلت الحكومة الأخيرة في أقل من يوم واحد.

كنت أتمنى أن أكتب عن الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، والذي ضرب فيه العراق مثلًا لا يتكرر، بدليل أن العديد من الصحفيين اختطفوا وقتلوا، وشردوا من أماكن عملهم، لأنهم لا يؤمنون بالديمقراطية العراقية الجديدة، التي ترفع شعار "لا أرى.. لا أسمع.. لكنني أثرثر" .

يشعر السياسي العراقي بحالة من التعالي تجاه الصحافة العراقية، ولا يهمه أبدًا أن تذهب الصحافة أو تبقى، ولهذا نجد معظم المسؤولين " الاشاوس "، يفتح أبوابه وخزائن ذاكرته لصحفي من جريدة عربية أو قناة فضائية أجنبية، لكنه يستنكف أن يجلس أمام صحفي عراقي، إلّا بشروطه، التي هي أن يضع المكتب الإعلامي لفخامته الأسئلة ويجيب عليها، يضعون بينهم وبين الصحافة العراقية أسوارًا من الحديد ، الكلّ يدفع من أجل نشر صورهم وهم يقصّون شرائط لمشاريع وهميّة، هؤلاء أنفسهم يستنفرون قوّاتهم، حين يُدلي موظف صغير بتصريح لإحدى الصحف العراقية، حتى أنّ معظم الوزارات أصدرت"مشكورة" توجيهات بغلق الأبواب والنوافذ أمام وسائل الإعلام المحليّة، وعلى الصحفي حين يستخدم المعلومات أن يخفي نصفها حتى لا يتعرض إلى مساءلة القانون، او تخطفه سيارة مضللة تحت سمع وبصر الاجهزة الامنية . تكفي هذه الأمثلة لكي نسأل، إذا كانت الصحافة حقًا جهاز مراقبة كما أراد لها الدستور، فكيف تمنع من الدخول إلى قبة البرلمان الذي هو ممثل الشعب الذي تعدّ الصحافة جزءًا من سلطته؟!، كيف بإمكان الإعلامي العراقي أن يقدّم المعلومة وهو لا يرى الوزير حتى في الاحلام ؟!

لو سألنا اليوم أي مواطن عراقي عن رأيه وهو يسمع ان الصحافة استطاعت ان تزيح رئيس الوزراء او رئيس الجمهورية من منصبه ، وانها تمكنت من وضع حسين الشهرستاني خلف القضبان بعد ان لفلف اموال الكهرباء ، فقد يموت قهرا أو ضحكا، لان هذا الصحافة صدعت رؤوس القراء بحديث واثق البطاط الذي كان يريد فيه تحويل رأس ضابط في الشرطة الى منفظة سجاير ، دون ان يرف جفنا للدولة .

ما ذنب الصحافة إن خرجت مانشيتات صحف اليوم تقول إن المالكي وعلاوي يريدان حكومة لا مكان للمحاصصة فيها ..سيبتسم المواطن ويقول في سره (حجي جرايد). 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram