علي حسين
في كلّ صباح ومع الانشغال بالبحث عن موضوع أقدّمه للذين يتابعون"جنابي". أعرف أنّ العديد من القراء الأعزاء يريدون مني أن أترك الحديث عن تقلبات عزت الشابندر، والبشارة التي حملها لنا ائتلاف دولة القانون من أننا سنتمتع بالأمن والاستقرار مع وجود وزير للداخلية بهمة النائب ياسر صخيل..
ولأننا في حديث عن الزعامات الكبيرة، اسمحوا لي أن أتحدث عن ذكرى مرور 40 عامًا على رحيل جوزيف بروز تيتو، الميكانيكي الذي أصبح واحدًا من أهم شخصيات القرن العشرين. والرجل الذي تجرأ على الاختلاف مع ستالين يوم قال له: لماذا تريد جيشًا يوغسلافيا قويًا؟ نحن جيشك. ليجيب تيتو: شيئان لا يمكن استيرادهما، الوطنية والجيش. وأصر على أن يقيم دولة من كبرى دول أوروبا الشرقية. واكتشف مبكرًا أن الصراع بين الأقطاب سيضع بلاده في مشكلة، فأخرجها من الحرب الباردة بين موسكو وواشنطن. ثم أقام لها مكانة أولى بين دول عدم الانحياز.
سيقول قارئ عزيز: مالك يا رجل بدأت بالبحث عن موضوع، وانتهيت بالحديث عن رجل مات منذ عقود ؟ ماذا أفعل يا سادة، لا بد من العثور على موضوع بعيدًا عن جهابذة الديمقراطية العراقية التي لم يشرحها أفلاطون في جمهوريته، وإنما شرحها لنا أمس الناطق باسم مجلس القضاء الأعلى وهو يخبرنا أن مجلس القضاء الأعلى، قرر استدعاء وزير الزراعة صالح الحسني بشأن تصريحاته الأخيرة عن مبالغ استيراد النبق.. وماذا ياسادة عن مقتل أكثر من 700 متظاهر برصاص الحكومة والجماعات التي تساندها.. النبق أهم وأبقى!!
دائما ما اطرح على " جنابكم " هذا اللغز المحير : متى نطمئن على مستقبل هذه البلاد ؟ متى يشعر الناس بأنهم شركاء في هذا الوطن وليسوا تابعين؟ متى يغادر سؤال الخوف على مصير البلاد من أذهان أبناء هذا الوطن؟ الجواب طبعًا ليس عند أحد، لأننا نعيش في ظل ساسة ومسؤولين يرفضون وجود هذا الوطن معافى وصحيح البدن والنفس.. نواب وساسة يتقاضون رواتبهم من مواطن يعتبرونه مجرد مقيم يسعون إلى قيادته إلى هوة سحيقة.
منذ ايام اكتشف ساستنا الاشاوس انهم يهيمون حبا بالعراق ، ونجدهم يرتدون مسوح الاصلاح والشراكة الوطنية ، ليتذكروا بعد سبعة عشر عاما من اللعب على الحبال والانتهازية وتقاسم الكعكة أن المحاصصة خادشة للحياء وصادمة للمجتمع والروح الوطنية !! .
كنت اتذكر مع عدد من الاصدقاء فيلسوف التنوير الألماني إيمانويل كانط ، الذي كان يقول ان الفضيلة تزيد قيمتها كلما كلفتنا الكثير ، دون أن تعود علينا بالمكاسب . واليوم يريد البعض ان يرتدي لباس الفضيلة والوطنية ليحصد المكاسب من خلال ترويج احاديث "النبق"!!
جميع التعليقات 1
Khalid Muften
( لم يترك القضاء شاردة او واردة حتى كشف اسرارها واعلن اخبارها من النبق حتى قتلة المتضاهرين ومليارات الفاسدين .