ترجمة / أحمد فاضل
سيتم نشر رواية سيمون دي بوفوار (غير القابلين للانفصال) في نهاية هذا العام ، التي كانت تعتبر حميمة للغاية بحيث لم تتمكن من إصدارها في حياتها بسبب كونها غير راضية عنها .
تحكي دي بوفوار في روايتها هذه التي كتبتها عام 1954 ، عن الصداقة المأساوية التي جمعتها برفيقة دراستها في الثانوية إليزابيث زازا التي توفيت وهي في عمر ال 21 عاماً نتيجة لإصابتها بالتهاب في الدماغ .
الرواية وصفت بأنها كانت " حميمة للغاية " ، حتى أنه لم يكن من الممكن نشرها في حياة المفكرة النسوية ، لكن ابنتها بالتبني سيلفي لو بون دي بوفوار (1941) أخرجتها من أرشيف والدتها وأعدتها وكتبت لها المقدمة
تصدر الرواية في أكتوبر / تشرين الأول المقبل عن دور " ليرن " الفرنسية و" فينتاج " البريطانية و"إكو" الأميركية ، وقد حررت النسخة الأصل شارلوت نايت أحد أهم الأسماء في التحرير الأدبي اليوم والتي وصفتها بأنها " رواية مؤثرة عن الصداقة الأنثوية ". من جهتها ، وصفت المحررة موضوع القصة بأنه " الصداقة بين امرأتين تكافحان ضد الأفكار التقليدية لما يجب أن تكون عليه المرأة في أوائل القرن العشرين في باريس : الالتزام ، والطاعة ، وأن تلتزم المرأة بمن حولها وتلقي باهتماماتها وشغفها الشخصي جانباً " ، واعتبرت أن هذه الصداقة مع زازا كانت تأسيسية في شخصية صاحبة " الجنس الثاني " وشكلت ، من نواح عديدة ، المرأة التي ستصبح بوفوار، وبينما تحررت بوفوار لم تجد زازا مخرجاً على الإطلاق ورحلت باكراً " .
وكانت بوفوار قد أتت على ذكر الرواية في مذكراتها، وقالت إنها عندما عرضتها على جان بول سارتر ، لم يشجعها على نشرها، مبيّنة إنها كانت متفقة معه من حيث شعرت أن القصة لم يكن لها ضرورة وستفشل في جذب اهتمام القارئ .
قرأت لوبون دي بوفوار المخطوطة لأول مرة في عام 1986، بعد وفاة بوفوار بوقت قصير، وكانت تنوي نشرها ، ولكن أولويات النشر الأخرى وقفت في طريقها ، وبينت في مقابلة معها نشرتها " نيويورك تايمز " أن صاحبة " الجنس الثاني " قد تخلصت من بعض الأعمال التي كانت غير راضية عنها ، لكنها احتفظت بهذه الرواية في درج مكتبها ، وهي تحدد معركتها الشخصية ضد التوقعات التقليدية في مجتمعها الباريسي و" تصور " طموحها الفكري والوجودي .
عن / صحيفة الغارديان البريطانية