TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: يحدث في دولة عالية نصيف

العمود الثامن: يحدث في دولة عالية نصيف

نشر في: 10 مايو, 2020: 10:05 م

 علي حسين

بالأمس، وأنا مستغرق بمتابعة ردود الفعل على رحيل عادل عبد المهدي وتابعه عبد الكريم خلف الذي نصب لنا مهرجانًا للسيرك كان فيه ببغاء القيادة العامة للقوات المسلحة يفرد عضلاته في الفضائيات وهو يصرخ "من يأتي ليخرب ويسرق هل يتوقع أن نرمي عليه الزهور أم نقتله"،

ولم يحاسبه أحد حتى هذه اللحظة باعتبره محرضًا على قتل مئات الشباب، ولأنه برر للجريمة وزينها ، جاء خبر إعلان مجلس قيادة الثورة في محافظة واسط ليضيف مسحة جديدة من الكوميديا للحالة العراقية ، خصوصا أن الثوار قرروا إلغاء جميع الإجراءات المتخذة لمواجهة كورونا، لأنهم اكتشفوا أن كورونا مؤامرة ضد محافظة واسط.

أتمنى ألا تضايق ملاحظاتي، عن البيان شباب الاحتجاجات الذين طالما دافعت عن حقهم، ولعلنا ندرك جيدًا أن مطالب أهالي واسط والبصرة وذي قار وغيرها من مدن العراق، لم تكن لولا التهميش الذي يعيشه أبناء هذه المدن، وسوء الخدمات والفساد الذي ينهب ميزانية المحافظات ويذهب إلى جيوب المسؤولين بدلا من أن يذهب إلى مستحقيه.

من حق المنتفضين أن يلقوا القصائد الحماسية، لكن لم يخبرنا أحد من أصحاب البيان هل الكورونا التي قتلت عشرات الآلاف في أميركا أيضا مؤامرة؟ طبعًا لا أحد منا يمكنه أن يصادر حق أهالي واسط، ومعهم العراقيين، في أن يتظاهروا ضد الفساد و ماجرى من مظالم، لكن ليس من حق أحد أن يحوّل هذه الاحتجاجات التي راح ضحيتها مئات الشباب إلى مهرجانات عبثية تقودها وتمولها أحزاب عاثت فسادًا وخرابًا في البلاد . أتمنى أن لايصنّفني البعض بالمعادي للاحتجاجات لأنني أردد كلمة جهل، ونحن البلاد التي انطلقت منها أول مركبة فضائية، مثلما أخبرنا ذات يوم رجل الفضاء الأول كاظم فنجان الحمامي، الذي خسرناه للأسف، ولم نمنحه فرصة بناء أول محطة فضائية في العراق ننافس فيها وكالة ناسا العميلة.

إذن، لامفاجأة على الإطلاق أن نحتل المراكز الأولى على سلّم البؤس العالمي، ما المفاجأة في بلد يتغنى بمحاسن عالية نصيف في فيديو كليب مثير يقول المقطع الأول منه: "عالية نصيف يمفرحة الشعب.. كون اسمك ينكتب من الذهب. "، هل لاحظتم مثلي أننا أمام أغنية حافلة بروائع الصور وبدائع المعاني، ودقائق الإحساس والتغني بالجمال والخير؟..

سيقول البعض إنه فيديو كليب من معجبين بالسيدة النائبة لا يستحق أن تخصص له هذه الزاوية، وكان يفترض أن تكتب عن الإنجاز الكبير الذي حققته حكومة عادل عبد المهدي وهي توزع حقائب جلدية على الوزراء الجدد تتضمن كتابات عادل عبد المهدي وخططه في إسعاد العراقيين !! 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram