TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مجرد كلام: فرة عروس

مجرد كلام: فرة عروس

نشر في: 11 مايو, 2020: 09:28 م

 عدوية الهلالي

من خلال معرفتي به بعد أن عملت معه لمدة ثلاث سنوات في مجلة الأسبوعية ومع فريق المجلة الذي عاش تفاصيل جعلته كالأسرة الصغيرة ، أكاد أوقن بأن الاستاذ مصطفى الكاظمي الذي عرفته صحفياً وأصبح الآن رئيس مجلس الوزراء لن يزعل مني لو صادف وقرأ مقالي هذا ،

فأنا لن أكتب عنه كرئيس مؤسسة عرفته جاداً ومثابراً ومتعاوناً بل كرئيس وزراء في العراق الذي ينتظر منذ أشهر طويلة تشكيل حكومة عراقية مقبولة ومهضومة من الداخل والخارج ، فقد تعبنا كثيراً ونحن نراقب تعاقب المرشحين على هذا المنصب الذي بدا منحوساً ، لأن كل من بلغه بشق الأنفس وجد نفسه مداناً كما حصل مع عادل عبد المهدي أو عاجزاً كما حصل مع محمد توفيق علاوي أو غير مرغوب فيه كما حصل مع عدنان الزرفي ..وهذا يعني أن المنصب غدا تحدياً كبيراً لمن يصل إليه وفرصة جديدة للمواطن العراقي ليحلم من جديد بحكومة أقل خيبة وفساداً وبأيام مقبلة أفضل ..

أقول هذا لأن الاستاذ الكاظمي الذي لم يكد يصبح رئيس وزراء حتى انبرت الأقلام تكتب عنه مابين مؤيدة ومستبشرة خيراً أومنتقدة لكل سلوك منه إنْ كان في الماضي أو الحاضر لابد لها أن تنتظر ماسيصدر منه وكيف سيواجه كل التحديات التي واجهت من سبقه وهل سيخضع لتأثيرات الأحزاب وأسلحتها الفتاكة أم سيبرز أسلحته الخاصة ويتغلب عليهم ويصدر قرارات تصب في صالح الشعب وتمنحه الثقة بحكامه ، تلك الثقة التي لم يحظَ بها يوماً مع كل الحكومات السابقة بدءاً بمن كان يضع ابناءه في التيزاب أو يدفنهم في مقابر جماعية وانتهاءً بمن ترك شبابه عرضة للرصاص الحي والاعتقالات والاختطاف في ساحات التظاهر أو جنوده عرضة لرصاص داعش ومؤامرات الحواضن ..

في واقعنا ، وعندما تدخل عروس الى منزل جديد تحاول أن تكسب كل أفراده فتطيع الكبار وتخدم الزوج وتداعب الصغار ، وهكذا يبدأ الجميع بامتداح كل فعل تقوم به وكأنها ملاك هبط من السماء ليحول واقعهم الى الأفضل ..ذات مرة ، امتدحت امرأة كنتها الجديدة فقيل لها : انتظريها لفترة وقد تغيرين رأيك : إنها ( فرة عروس( ..

ولأننا صرنا نخشى أن يصبح واقعنا عرضة لتجارب قد تنجح أو تفشل ، وصرنا نخشى أن يكون كل فعل إيجابي يصدر من رئيس الوزراء الجديد هو ( فرة عروس ) وكل فعل سلبي هو بداية لتلاشي حكومة جديدة ، فإن علينا ألا نسبق الأحداث ونؤيد أو نعارض بل لنتلزم جانب التفاؤل وننتظر الخير كعادتنا مع كل أزمة نمر بها ، فنحن شعب يهوى الحياة ويعشق الأمل لكننا لم نجد مَن يعبد لنا طريقه لذا علينا أن ننتظر ..وننتظر فقط ..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram