TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: راقصات ابو مازن!!

العمود الثامن: راقصات ابو مازن!!

نشر في: 12 مايو, 2020: 09:47 م

 علي حسين

أيهما أكثر ابتذالًا، أن تقول عالية نصيف إن الشعب يعرف نزاهتها أم ظهور النائب أحمد الجبوري ماركة "أبو مازن" ليقول إنه لا ينام الليل دون أن يستمتع إلى الجوبي في صحبة الرقصات؟، ويضيف، لا فض فوه، أن سيادته في جلسات الطرب "لايعرف أبوه" ويقطع علاقته بالعالم ولا يرد حتى على تلفونات النواب.

بالقياس ذاته، أيهما أكثر انتهاكًا للقيم السياسية، استعراضات أبو مازن المبتذلة على الفضائيات، أم الدعوة التي أقامها مجلس النواب على السيدة سلام سميسم لأنها انتقدت تبذير المجلس؟.

لا فرق بين استعراضات أبو مازن، واستعراض مجلس النواب وهو يفرد عضلاته ضد من ينتقده، سوى أن "أبو مازن" يغلف استعراضاته بابتسامته "الساحرة" وتأكيده على أن الشعب لا ينام قبل أن يقبل صورة " سيادته " ويضعها تحت المخدة، فيما يزعم مجلس النواب أنه يقدم عملًا وطنيًا وخدمة جليلة لشعب بلاد الرافدين. ولهذا استحق "أبو مازن" أن تفتح له استوديوهات الفضائيات كي تتحدث عن نضاله الوطني من أجل إشاعة روح الرقص بين المواطنين.، واستحق النواب " الافاضل " ان يتعموا بالامتيازات والرواتب من دون ان تطأ اقدام الكثير منهم قاعة المجلس .

منذ سنوات وهذا الشعب الجاحد، يعتدي على حقوق نوري المالكي في البقاء على كرسي السلطة إلى أبد الآبدين، وبسخر من " معلية " اياد علاوي ، ويرفض أن يُمنح أسامة النجيفي وسام الرافدين لجهوده في تحرير الموصل، ويبدي استغرابه من "استخارة" حنان الفتلاوي لرئيس الوزراء، وتجده، وأعني الشعب، يولول ويتبرّم كلما قيل له إن حسين الشهرستاني وضع العراق في مصاف الدول الأولى في إنتاج الطاقة، وإن الخطط الأمنية التي كان يضعها عدنان الأسدي وسعدون الدليمي تدرّس اليوم في أكاديمية ساندهيرست العسكرية البريطانية، وأخذت الألسن تلوك في سيرة النائبة عالية نصيف لأن القضاء رفع عنها الحصانة، وكان الواجب أن يكون الشعب سندا للنائبة الهمامة .

ولهذا أجد نفسي متضامنا مع الدعوة "الكريمة" التي قدمها لنا النائب أحمد الجبوري ماركة "أبو مازن" وهو يطلب منا أن لا ننام من دون أن نمارس رياضة "الجوبي" وأن نكثر من الراقصات. 

تتذكرون معي كيف خرج علينا هذا المناضل أحمد الجبوري، أبو مازن، ليطالبنا بأن نعطيه ثلاثين مليون دولار كي يصرفها على الكاولية! فهي في نظره أفضل من العملية السياسية التي لا تريد أن تعطي رجلًا بحجم أبو مازن حقه، فمنصب وزير ومحافظ، وعرّاب صفقة رئيس البرلمان ونائب أو نائم دائم على قلوب العراقيين لا تكفي مسيرة أحمد الجبوري الذي طالبنا بأن نسميه "الزعيم" 

صحيح، ما قاله ابو مازن مقرف، لكن ما تفعله السلطة التشريعية وهي تكشر انيابها أكثر قرفاً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

 علي حسين عزيزي القارئ.. هل تعرف الفرق بين المصيبة والكارثة؟، المصيبة يمكن أن تجدها في تصريح السياسيين العراقيين وجميعهم يتحدثون عن دولة المؤسسات، وفي الوقت نفسه يسعون إلى تقاسم المؤسسات فيما بينهم تحت...
علي حسين

أزمة المياه في العراق وإيران: تحديات جديدة للاستقرار الإقليمي

د. فالح الحمــراني حذرت دراسة أعدها معهد الشرق الأوسط في موسكو من ان أزمة المياه بإيران والعراق المتوقعة في نهاية هذا العام قد تفضي الى عواقب بعيدة المدى، تؤثر على الاستقرار الاجتماعي في المنطقة،...
د. فالح الحمراني

العراق.. السلطة تنهب الطقس والذاكرة

أحمد حسن على مدار عشرين عاما، تحولت الثقافة في العراق إلى واجهة شكلية تتحكم بها مجموعات سياسية تدير المجال العام كما تدير المغانم. وفي ظل هذه الوضعية لم تعد الثقافة فضاء لإنتاج الوعي أو...
أحمد حسن

لماذا تهاجم الولايات المتحدة أوروبا بسبب حرية التعبير؟

فابيان جانيك شيربونيل * ترجمة : عدوية الهلالي «أعتقد أنهم ضعفاء. الأوروبيون يريدون أن يكونوا ملتزمين بالصواب السياسي لدرجة أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون." لفهم الموقف الأمريكي تجاه القارة العجوز، يصعب إيجاد تفسير أوضح...
فابيان جانيك شيربونيل
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram