TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ليلة البحث عن وزير!!

العمود الثامن: ليلة البحث عن وزير!!

نشر في: 16 مايو, 2020: 09:25 م

 علي حسين

لم تخلُ قضية مهرجان البحث عن شخصية تتولى وزارة النفط من بعض الفكاهة إن لم نقل "مضحكات"، فهي فاقت كثيرًا ما عاناه عمنا المتنبي.. ومن هذه المضحكات ما خرج به مجلس محافظة البصرة وهو يبشرنا بأن عدد المرشحين لشغل حقيبة النفط بلغ 49 مرشحًا فقط ، وأنهم بانتظار أن تصبح القائمة ذهبية من 50 مرشحًا. 

ولأن الحكاية لم تنته، فإن الفصل الأكثر فكاهةً فيها هو ما صرح به أحد النواب من أن كرسي وزير النفط وصل سعره إلى 60 مليون دولار، ولأن المسرحية ممتعة فكان لا بد لنائب آخر من أن يخبرنا بأنه اجتمع مع "ر م و، وبحضور ر م ن، وتقرر أن نتقدم بمرشحين لاختيار أحدهما وزيرًا".. أرجوك عزيزي القارئ لا تسألني من هم (ر م و، ر م ن) فأنا مثلك أجهل لعبة الكلمات المتقاطعة التي يعشقها السادة النواب.. 

لا أحد منّا يشكّك في حبّ السادة النواب للعراق!!، لكن ما يسترعي الانتباه أنّ حبّ الوطن انتقل من شعارات الإصلاح ونصوص الشفافية والنزاهة، إلى معركة على المناصب، ليصبح التعبير عن هذا الحب غوصًا في كرسيّ المنصب، ويتحوّل الوطن، وفقًا لمعركة تنصيب وزير، إلى الإعلان عن مزاد لمن يستطيع أن يفرض مرشحه ولو بإرادة من خارج الحدود!

لأننا نعيش زمن العجائب، فقد أصبحت قضية منصب وزير النفط، الأبرز، لتتحول من مجرد خبر ينبغي أن يوضع بدون عنوان في صفحة داخلية، إلى قضية تشغل الفضائيات، فهي اليوم القضية الأبرز، ولن نستغرب إذا ما طلب السادة الذين يسعون إلى المنصب بأن تتدخل الأمم المتحدة لكي تمنحهم الحق بالاحتفاظ بكرسي المنصب، أو يذهب بهم الخيال بعيدًا فيطلبون نجدة حلف الناتو ليخلّصهم من هذا الشعب الناكر للجميل، الذي يرفض الخروج في مسيرات تهتف بحياة أعضاء مجلس النواب!

أرجوكم أن تعذروا إلحاحي ومتابعتي لشؤون من يدّعون السياسة والمسؤولية، فأنا مثلكم أبحث عن خبر مفرح فلا أجد سوى أخبار الساسة وصولاتهم ومعاركهم.

أنا يا سيدي القارئ الذي ربما يعترض على كتاباتي حول عالية نصيف والمناضل "أبو مازن، وتقلبات حنان الفتلاوي، لا أكتب من أجل الموعظة، بل ضد التخلّف، ولست أريد من مسؤولينا الأكارم أن يمضوا أعمارهم في مخيمات النازحين، كل ما أريده وأتمناه أن أشاهد مسؤولًا يختنق بالعبرات وهو يخرج من خيمة عائلة نازحة، لا أن يجلس في الفضائيات يهدد الجميع، ما أطمح إليه ساسة يعرفون معنى المواطنة، لا أقبل أن يتحسر العراقي وهو يقرأ خبر تشكيل حكومة في بلاد السند او الهند خلال ساعات ، بينما لانزال في هذه البلاد ننتظر على من يرسو المزاد .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

 علي حسين عزيزي القارئ.. هل تعرف الفرق بين المصيبة والكارثة؟، المصيبة يمكن أن تجدها في تصريح السياسيين العراقيين وجميعهم يتحدثون عن دولة المؤسسات، وفي الوقت نفسه يسعون إلى تقاسم المؤسسات فيما بينهم تحت...
علي حسين

أزمة المياه في العراق وإيران: تحديات جديدة للاستقرار الإقليمي

د. فالح الحمــراني حذرت دراسة أعدها معهد الشرق الأوسط في موسكو من ان أزمة المياه بإيران والعراق المتوقعة في نهاية هذا العام قد تفضي الى عواقب بعيدة المدى، تؤثر على الاستقرار الاجتماعي في المنطقة،...
د. فالح الحمراني

العراق.. السلطة تنهب الطقس والذاكرة

أحمد حسن على مدار عشرين عاما، تحولت الثقافة في العراق إلى واجهة شكلية تتحكم بها مجموعات سياسية تدير المجال العام كما تدير المغانم. وفي ظل هذه الوضعية لم تعد الثقافة فضاء لإنتاج الوعي أو...
أحمد حسن

لماذا تهاجم الولايات المتحدة أوروبا بسبب حرية التعبير؟

فابيان جانيك شيربونيل * ترجمة : عدوية الهلالي «أعتقد أنهم ضعفاء. الأوروبيون يريدون أن يكونوا ملتزمين بالصواب السياسي لدرجة أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون." لفهم الموقف الأمريكي تجاه القارة العجوز، يصعب إيجاد تفسير أوضح...
فابيان جانيك شيربونيل
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram