TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلمة صدق: القانون الرياضي الموحد

كلمة صدق: القانون الرياضي الموحد

نشر في: 27 مايو, 2020: 08:49 م

 محمد حمدي

يجمع جميع العاملين في الوسط الرياضي العراقي من مؤسسات رياضية رسمية وغير رسمية على ان اهم ما اوصلنا الى حالة الضعف والتخبط في العمل برياضتي الانجاز والهواة معا وادارتها كليا هو غياب القوانين التي تنظم العمل وتضع الاطر الصحيحة للعمل،

ويشترك خبراء الرياضة في هذا الطرح ويزيدون عليه بان القوانين السابقة المنقوصة في المضمون والمبهمة في جوانب كثيرة هي من ارهقت الرياضة العراقية ومعها كثرة من وضع تصوراته الفلسفية عليها بحسب فهمه لتأتي بعدها اللوائح المضافة وتزيد الطين بلة .

ومع وصولنا اليوم الى مرحلة متقدمة في صياغة القوانين ووضعها من المشرع وطرحها للقراءة كما في قوانين اللجنة الاولمبية والاتحادات الرياضية والاندية وتأخرها في هذه المراجعات يرى اغلب المطلعين ومنهم نواب في البرلمان انها صيغت على عجالة ولم تلب الغرض من صياغتها لأنها اما اخذت بالاستنساخ من قوانين دول اخرى او انها ركزت في جانب منها لإنهاء مشاكل عالقة تخص الادارة على رأس الاندية والاتحادات وادارتها او الانتخابات التي تخصها، من الجهة المقابلة يرى ممثلو الاندية والاتحادات الرياضية ان ثمة ثغرات واضحة في الصياغات الجديدة للقوانين تتيح للحكومة المركزية التدخل في عمل هذه المؤسسات وهي ذريعة قديمة جديدة استغلت بأبشع صورة كورقة ضغط وقوة يمارسها المتنفذون في الاتحادات والاندية واللجنة الاولمبية على حد سواء، ومعها يبدون عدم تخوفهم من مراقبة الحكومة لأموالها المصروفة في عالم الرياضة ودفع شبهات الفساد عنها.

تصور البعض من المشرعين ومعهم اعضاء في لجنة الشباب والرياضة في البرلمان ان الكشف عن دور مهم للاكاديميين والخبراء العراقيين المعروفين سينهي هذه المشكلة من جذورها ويبلور لنا صياغة انموذج لقانون رياضي مثالي، ولكن نتائج ردات الفعل اتت سريعة من ممثلي المؤسسات بان أي تعديل او اضافة اتت بمزاج هؤلاء الذين تم اختيارهم بعناية ليكونوا اداة عرقلة للقوانين ومرونتها وليس العكس وجاءوا بأمثلة كثيرة البعض منها يستحق الدراسة والآخر مبهم ايضا كما في تفسيرهم لدور المرأة ونسبة تمثيلها والغبن الذي يلحق بالرياضة النسوية .

الحقيقة ان غياب البنية القانونية كاطار عام للمؤسسات الرياضية هو الاهم في المعادلة ويستوجب وضع صياغة عامة لقانون رياضي موحد ومن ثم تأتي ادوار التشعبات حسب المؤسسات الرياضية كما هو الحال في معظم دول العالم، فحتى مؤسساتنا الرياضية ما زالت هيكليتها تحبو في المسار القانوني، قانون يؤطر العمل بصورة عامة ويعطي الشرعية القانونية والشفافية والوضوح ولا يؤجل الاحتراف والاستثمار والرياضة النسوية في أية مؤسسة واندية ولكل الاتحادات الرياضية المنضوية تحت لواء الأولمبية.

التوافق الجديد على الرؤيا لقانون موحد يحتوي الأطر لجميع المؤسسات لا يلغي ابدا القوانين المصاغة اصلا والموجودة في ادراج البرلمان حاليا لان القانون الموحد تنظيمي بحت يفسر بعض الاجراءات ويكمل ما لم يتم فهمه واستيعابه بصورة عامة والاجمل ان لجنة الشباب والرياضة البرلمانية لا تخالفه في الرأي كون ان احد اهم المؤسسات الحكومية العراقية وهي وزارة الشباب والرياضة ناشدت به لتكون احد الاجزاء المكملة له، وما يتبقى هو التفسير الكامل للقانون الموحد وطرحه للنقاش والاستفسار في فترة التوقف والركود الحالية كونها الانسب والاكثر سعة للوقت. 

ختامًا فإننا مع كل ما طرح يرى اننا مقبلون على فترة مغايرة تماما للتي سبقتها وان حزمة القوانين التنظيمية والعملية ستجد طريقها قريبا وتنهي حقبة مظلمة جثمت على صدر الرياضة في العراق طويلا ولن تعود اليه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: نظرية "كل من هب ودب"

 علي حسين يريد تحالف "قوى الدولة " أن يبدأ مرحلة جديدة في خدمة الوطن والمواطنين مثلما أخبرنا بيانه الأخير الذي قال فيه إن أعضاء التحالف طالبوا بضرورة تشريع تعديلات قانون الأحوال الشخصية، التي...
علي حسين

قناديل: انت ما تفهم سياسة..!!

 لطفية الدليمي كلُّ من عشق الحضارة الرافدينية بكلّ تلاوينها الرائعة لا بدّ أن يتذكّر كتاباً نشرته (دار الرشيد) العراقية أوائل ثمانينيات القرن الماضي. عنوان الكتاب (الفكر السياسي في العراق القديم)، وهو في الاصل...
لطفية الدليمي

قناطر: كنتُ في بغدادَ ولم أكنِ

طالب عبدالعزيز هل أقول بأنَّ بغداد مدينةٌ طاردةً لزائرها؟ كأني بها كذلك اليوم! فالمدينة التي كنتُ أقصدها عاشقاً، متلهفاً لرؤيتها لم تعد، ولا أتبع الاخيلة والاوهام التي كنتُ أحملها عنها، لكنَّ المنعطفَ الخطير والمتغيرَ...
طالب عبد العزيز

الزواج رابطة عقدية تنشأ من دون وسيط كهنوتي

هادي عزيز علي يقول الدكتور جواد علي في مفصله لتاريخ العرب قبل الاسلام ان الزواج قبل الاسلام قائم على: (الخطبة والمهر وعلى الايجاب والقبول وهو زواج منظم رتب الحياة العائلية وعين واجبات الوالدين والبنوة...
هادي عزيز علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram