علي حسين
كنت قد كتبت في هذا المكان عن السيدة "شن وي" التي استعانت بها الصين في الحرب ضد فيروس كورونا. السيدة شن تعمل برتبة جنرال فى الجيش الصيني وتلقب بمدمرة الفايروسات، فقد استطاعت من قبل قهر وباء إيبولا ومن بعده سارس.
هذه المرأة العجيبة التي تبلغ من العمر 54 عامًا عاشت أكثر من ربع قرن من حياتها تعمل بصمت في مشروع سرّي تبناه الجيش الصيني للقضاء على مرض اسمه إيبولا، وقدمت للعالم درسًا في المثابرة لا مكان فيه لجمل وشعارات عن عملاء البورجوازية وأصحاب الأجندات الانحرافية الإمبريالية الرجعية، ولا مكان للمزايدات السياسية التي تجعل من شخص بأهمية الدكتور جعفر صادق علاوي، خارج الخدمة، ولا تريد البلاد الاستفادة من خبراته، بل إن الرجل تعرض للملاحقة من أحد عباقرة الطب والذي يعمل رئيسًا للجنة الصحة البرلمانية وأعني به "صائد الفايروسات" النائب قتيبة الجبوري الذي أخبرنا قبل أسابع أن "كورونا" هو فايروس سياسي، مهمته تخريب اقتصاد العراق، وهو الاقتصاد الذي ينافس اقتصاد الصين واليابان مجتمعتين، وأضاف "سيادته" توابل لنكتته، أن كورونا فايروس استخباراتي، ثم أطلق للشعب وصيته الطبية: لا تقلقوا فإن تأثيركورونا أقل بكثير من تأثير الإنفلاونزا، ومشاهد الموت مجرد فوتوشوب!!، والآن قتيبة الجبوري بشحمه ولحمه يخرج علينا قبل يومين محذرًا من التهاون بفيروس كورونا، داعيًا المواطنين إلى أخذ هذا الأمر على أقصى درجة من الجدية، وعدم الخروج من المنازل إلا للضرورة.
وبالنظر إلى حالة اللعب على الحبال التي تلبست النائب قتبية الجبوري، فإن ما يجري هو نوع من الألاعيب " الحواة " التي يحاول بها البعض ارتداء قناع الدفاع عن حقوق المواطنين والتغني بشعارات مشروخة، ناسين أن بضاعتهم غالبًا ما تكون رديئة ومتهرئة، فضلا عن كونها بضاعة مزيفة.
العالم يعيش هاجس الخوف من وباء "كورونا"، بينما نحن نعيش مع وباء أخطر واشد فتكًا وهو تصريح جهابذة السياسة الذين ينشرون كل يوم أنواعًا جديدة من وباء الكذب والانتهازية والطائفية والخراب، إن هناك اليوم في بلاد الرافدين والتي ستسمى "بلاد العجائب" جيشًا قوامه آلاف السياسيين تستطيع أن تُطلق عليهم وأنت مرتاح الضمير صفة "الفضائيين" فهم يتقاضون رواتب "فضائية" ويتقاسمونها بالعدل والقسطاس.
لا يعترف المسؤول "الفاشل" بالخطأ، ويعتقد أن "الخطأ والصواب" لا علاقة لهما بإدارة الدولة، حين حوّل المالكي أغنى دولة عربية مثل العراق إلى بلد يحتار اين يضع مرضى كورونا ، فقد " لفلفت " اموال الصحة مثلها مثل الكهرباء والتعليم ، فالأمور لا تتعدى "تجارب تخطئ وتصيب"، وحين لا نصدر قرارا بتكليف الدكتور جعفر صادق علاوي تولي رئاسة اللجنة العليا للصحة والسلامة ، فإن الأمر يدخل في قائمة "تجارب الهواة".