TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: موهبة الحمامي

العمود الثامن: موهبة الحمامي

نشر في: 6 يونيو, 2020: 09:41 م

 علي حسين

تستيقظُ صباح كل يوم في انتظارك مسلسل منع التجوال الذي لا تملك الحكومة وسيلة أخرىغيره، لمواجهة وباء كورونا الذي كشر عن أنيابه بشكل واضح خلال الأيام القليلة الماضية.

ولأنباء منع التجوال طعمُ مر في فم المواطن العراقي الفقير الذي لا يملك سوى قوت يومه، وقد وجد نفسه وحيدًا في ظل وباء الفقر ووباء المرض حيث أهملته الدولة عاريًا ومتروكًا لمصيره. مؤلم شعور المرء أنَّه لن يستطيعَ توفير احتياجات عائلته.. وحين يجد أن لا جدوى من الحكومة وشعاراتها الرنانة، ويصعب أنْ يجيبَه أحد. وإن فعل سيكتفي بعبارات تشجيع مكرورة ليست بالتأكيد من النوع الذي يبدل المصائر.

لن يكون صادمًا لو طالعت هذا الخبر الذي يقول ان المواطن العراقي العائد الى بلاده من الخارج يتحمل تكاليف الحجز الصحي ، مع إضافة تفاصيل أخرى عن الدولة التي لاتملك اموالا لتقديم خدمات صحية ذات مستوى جيد . 

بعد سنين طويلة سوف يذكر التاريخ أن بلدانًا خاضت ملاحم إنسانية كبرى لإنقاذ مواطنيها من الوباء، ليقولوا للعالم أن لا قيمة أغلى وأهم من حياة الإنسان، من دون الاعتبار للدين والطائفة، وليذكر الإنسان العراقي أن في هذه البلاد عاش مدّعو السياسة والباحثون عن المنافع والمصالح، تركوا الوباء، وانشغلوا بالدفاع عن مصالحهم وكراسيهم وامتيزاتهم ، اضافة الى اشغال المواطن العراقي بامور تنغّص عليه حياته ، بعضها يمكن احتماله، أملًا في أن يتكفل الزمن بحلها، وبعضها أشبه بالقدر الذي لا فكاك منه، مثل الظهور المتواصل هذه الايام لوزير النقل السابق والنائب الحالي قدّم النائب في البرلمان العراقي كاظم فنجان الحمامي على الفضائيات حيث يتوهم الرجل أنه منذور لمهمة مقدّسة، فهو لا يترك مناسبة إلا ويخرج علينا بتغريدة، ليُقدِم فيها على استعراضاتٍ سياسيةٍ يقول فيها للجماهير إنه صاحب " سبع صنايع " ، فنراه يقفز مسرعًا إلى الفضائيات عشية كل أزمة، وكان آخرها أمس أتحفنا به كاظم الحمامي، بمقولة ثقيلة الوزن ، مثلها مثل الكائنات الفضائيات التي استنجد بها ذات يوم لكي يُحدِّث مطار الناصرية، وبالقوى الخارقة ليحفر أكبر نفق في العالم! اليوم نقرأ أن: "السيد الحمامي يتنبأ بانهيار أمريكا .

نحن في هذا الجزء من العالم وأنا واحد منه، لا نزال نحلم بنهاية الزعامات التي خربت البلاد، لكننا للأسف بدلًا من ذلك نعيش مع السيد الحمامي الذي يريد أن ينافس فوكوياما ونهاية تاريخه . 

أظن أن الفترة القادمة من تاريخ العراق ، فيما بعد ظهور فيروس كورونا سوف تكون متخمة بالأحداث والتطورات والمصائر الدرامية الكاشفة، التي ستحتاج إلى الى عقول فلسفية بوزن الحمامي والكربولي ولا ننسى عالية نصيف يملكون موهبة اللعب على كل الحبال .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram