رعد العراقي
لقاء وزير الشباب والرياضة برئيس وأعضاء الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية وعدد من أعضاء الهيئة الاستشارية للاتحاد يوم الجمعة الخامس من حزيران 2020 يعد خطوة إيجابية في الطريق الصحيح لبناء جسور التعاون والعمل المشترك نظراً للدور الحيوي والمؤثر الذي تلعبه الصحافة الرياضية في عملية تطوير وبناء القطاع الرياضي.
وحسب ما ورد ببيان قسم الإعلام والاتصال الحكومي في الوزارة، فإن اللقاء تضمّن مناقشة عدة محاور رئيسية شملت السعي للقضاء على البيروقراطية والفساد الإداري وإعداد البرامج لاحتواء الشباب واستثمار طاقاتهم ومواهبهم إضافة الى إعداد القوانين الرياضية ذات الصلة والانتهاء من إيجاد الحلول لمعاضل اللجنة الأولمبية وازدواجية الاتحادات وغيرها من مواضيع مهمة، داعياً الى تفعيل دور اتحاد الصحافة الرياضية عبر توجيه وقيادة دفة الإعلام ليكون إعلاماً وطنياً وهادفاً.
تلك الدعوة التي أطلقها عدنان درجال تكاد تكون منطقية بحساب حرصه على ضمان الدعم الإعلامي لبرنامجه المفترض وهو يعي تماماً بحكم تعاطيه مع الإعلام كلاعب سابق وشخصية رياضية معروفة أهمية السلطة الرابعة في تقويم وتشخيص الثغرات وإدامة الزخم المعنوي لكل خطواته المقبلة.
لكن من الإنصاف والمنطق القول إن من سبقه في المنصب أمضوا بنفس تلك الطروحات في مشهد تكرّر لأكثر من مرّة، إلا أن كل ما دار سابقاً من وعود وأفكار ظلّت رهينة محاضر الاجتماع ولم تنفذ على الميدان ولم ترتقِ العلاقة بين الوزارة والإعلام كذلك لمستوى الأماني والتطلّعات التي وصف بها نهاية اللقاء الأخير.
هناك بالطبع أسباب جوهرية هي من تحدّد النجاح الحقيقي في إدامة زخم العلاقة بين الوزارة والصحافة الرياضية.. أبرزها أن يكون الراعي الحكومي والطرف المسؤول عن الرياضة بكل مفاصلها مُدرك جيّداً لكل المعاضل والمعوّقات التي تحول دون امتلاك اتحاد الصحافة مفاتيح الاستقلالية والتفرّد بحرية في إدارة شؤون الصحفيين الرياضيين، وبالتالي فإن الدعم لا يمكن أن يُطلب دون أن تبادر الوزارة أولاً كمظلة لتثبيت دعائم الكيان الصحفي وتمنحه الاستقلالية الإدارية والمالية بعيداً عن أي تأثيرات يمكن أن تحوّل الولاء المهني الى ولاء نفعي يدين لمن يدعمه مادياً وإدارياً.
هل يدرك الوزير أن تلك السقطة الإدارية هي من سبّبت في تداعي المواقف الرصينة وأسهمت في تمزيق أوصال العلاقة بين الصحفيين الرياضيين أنفسهم وأصبح التشهير والتسقيط والإساءة عبر المنابر الإعلامية نهجاً لدى البعض دون حساب أو رادع وهناك من يحاول أن يفرض خطوطاً حُمر لكل من يخالف توجّهاته أو مزاجه من زملائه أو يشعر أنه ربما ينازعه على موقعه بعد أن باتت المؤسسات الرياضية تستقطب اسماء صحفية وتحتضنها وتتكفّل برواتبها لتضمن الولاء لها والدفاع عنها وإن كانت تعوم على بحر من السلبيات والخروقات وهو ما حوّل أبناء الصحافة الرياضية من تجمّع مهني بحت الى أفرادٍ تابعين الى المؤسّسات أو الشخوص الداعمين
تلك الحقيقة ولا نريد من الوزارة أن تهرب بعيداً عن مواجهتها تحت ذرائع مختلفة خاصة وهي تدرك أن مسؤوليتها تشمل كل المفاصل الرياضية بلا استثناء، ولا بدّ أن تكون حريصة على بتر كل الأفعال الهجينة ولجم هوس من يحاول أن يسيء لتاريخ الصحافة الرياضية ورموزها والمضي نحو تنفيذ فكرة استقلالية اتحاد الصحافة بميزانية مالية وهيكلية إدارية وصلاحيات الإيفاد أو التنسيب للعمل ضمن المواقع الرياضية المختلفة ومراقبة وتقييم كل الصحفيين الرياضيين، وخاصة أن الاتحاد برئيسه الحالي وأعضاءه لديهم الخبرة والقدرة على الارتقاء بالاتحاد من جديد عندما تتوفر لهم وسائل السيطرة والقيادة.
باختصار.. لا نجاح مفترض دون تنفيذ المنهاج والطروحات على أرض الواقع ..ولا تعاون ودعم مفترض من الصحافة الرياضية إلا أن تكون هي تحت سلطة واحدة تحتكم في عملها الى مبادئ المهنية البحتة دون ضغوط أو تأثير.. وعندما تتطلّع الوزارة لأن يكون الإعلام وطنياً وهادفاً ..عليها أن تنتصر بشجاعة وتحمي بالقانون كل من يحمل قلماً وطنياً وهادفاً قبل أن تجد نفسها محاصرة وسط سيوف المنتفعين!!