TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: هل تشعر واشنطن بالذنب؟

العمود الثامن: هل تشعر واشنطن بالذنب؟

نشر في: 8 يونيو, 2020: 04:43 م

 علي حسين

هل تشعر أميركا بالذنب؟ وهل يعرف ساستها أنهم أدخلونا في متاهة الطائفية، وكانوا مشاركين وشهودًا على الخديعة؟

كنت أظن أن ما حدث يقع خارج إرادة أصحاب البيت الأبيض، لكن الوقائع تؤكد في كل يوم أن أصحاب القرار الأميركي كانوا بكامل وعيهم وهم يمكنون بعض "مدعي السياسة" من إدارة شؤون البلاد.

أمريكا من حقها أن ترى أن هذا زمان برلمان الحلبوسي، وأن البيت الأبيض مع بناء الدولة على طريقة المحاصصة الطائفية، ومن حقها أن يصبح العراق خارج اهتماماتها، لكن الحرب التي خاضتها أميركا عام 2003 لم يكن من بين أسبابها أن تنحاز إلى قوى سياسية، تعتقد أن التغيير فرصتها وغنيمتها ولا تريد لأحد أن ينافسها عليه.

في كل يوم يشعر العراقيون بأنهم يعيشون المرحلة الأصعب والأخطر في تاريخ بلادهم، وهي مرحلة الانقلاب على التغيير الذي حصل بعد عام 2003 حيث توقعت الناس التي عاشت عقودًا من الدكتاتورية والتسلط بأنها ستفتح الأبواب والنوافذ للمستقبل، حتى أطل السياسيون برؤوسهم، فانفصمت عرى البلاد وتفرق الناس شيعًا وأشياعًا بفضل حكمة وحنكة العديد من الساسة الذين لم يتوقفوا عن تقديم كل ما هو فاشل ومزيف وعشوائي، وإشاعة كل ما يمت إلى القسوة والعنف، ونحن ندخل السنة السابعة عشرة من التغيير بات المشهد أكثر كوميدية وتحولت السياسة إلى مهزلة، سيتهمني البعض بأنني أحاول أن أنسج سيناريو من الخيال، ولكن الحقيقة تقول إن السيناريوهات التي يضعها بعض السياسيين، تثبت بالدليل القاطع أننا أمام معالجات درامية استطاع أصحابها وبمهارة أن يواروا ملفات مهمة مقابل انشغال الناس بورقة الإصلاح التي أتحدى اي مواطن أن يعرف ما الذي تحتويه؟ أو بانتظار الاجتماع الوطني الذي تحول إلى مشهد من مسرحية بيكت الشهيرة "في انتظار غودو"، مع الإصرار على أن تستغرق الناس في الحديث الصاخب عن الانقلابات العسكرية والمؤامرات التي تحاك في الظلام طبعًا مع غلق كامل لكل ملفات البناء والتنمية وتطوير قدرات الناس وتأسيس دولة المواطنة؟.

بعد 2003 تبنى العراقيون أسلوب التحول الديمقراطي بطريقة سلمية تحفظ الأمن والهدوء والاستقرار، وتحفظهم من المخاطر والأهوال، لكن الأمور جاءت عكس ما تمنوا ولم تعرف البلاد هدوءاً منذ أن بدأ الساسة يهتفون الواحد ضد الآخر، العراقيون انحازوا للديمقراطية، وأصحاب القرار انحازوا لمصالحهم الشخصية، فخلطوا شعارات مصلحة الوطن بأطماعهم السياسية، كنا نسعى جميعًا إلى عراق الإخاء والمساواة، ولكن البعض يريده عراقًا مكبلًا مريضًا فاسدًا، لا مكان فيه لأي شيء حقيقي، بل السطوة والنفوذ لكل مزيف ومزور ومنافق وفاسد.

لماذا لا تراجع الإدارة الأميركية نفسها لتكتشف ما جنته على التغيير في العراق؟.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

 علي حسين ما أن خرج الفريق عبد الوهاب الساعدي ليتحدث إلى احدى القنوات الفضائية ، حتى اطلق بعض " المحلللين " مدفعيته تجاه الرجل ، لصناعة صورة شيطانية له ، الأمر الذي دفع...
علي حسين

باليت المدى: شحذ المنجل

 ستار كاووش مازال الوقت مبكراً للخروج من متحف الفنانة كاتي كولفيتز، التي جعلتني كمن يتنفس ذات الهواء الذي يحيط بشخوص لوحاتها، وكأني أعيش بينهم وأتتبع خطواتهم التي تأخذني من الظلمة إلى النور، ثم...
ستار كاووش

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

محمد الربيعي يضع العراقيون امالا كبيرة على التشكيلة الوزارية الجديدة، المرتقب اعلانها قريبا، لتبني اصلاحات جذرية في مؤسسات الدولة، وعلى راسها التعليم العالي. فهذا القطاع الذي كان يوما ما منارة للعلم والمعرفة في المنطقة،...
د. محمد الربيعي

مثلث المشرق: سوريا ومستقبل الأقليات بين لبنان والعراق

سعد سلوم على مدار عقود، انتقلنا من توصيف إلى آخر: من "البلقنة" في سياق الصراعات البلقانية، إلى "لبننة" العراق بعد التغيير السياسي في أعقاب إسقاط نظام صدام حسين، وصولًا إلى الحديث اليوم عن "عرقنة"...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram