TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: الحرب على الفقراء

العمود الثامن: الحرب على الفقراء

نشر في: 10 يونيو, 2020: 09:00 م

 علي حسين

بين الحين والآخر أُعيد قراءة أعمال الساخر محمود السعدني . كاتب واجه الظلم والفقر والاستبداد بالنكتة، وحاول أن يُضحك القارئ البسيط من المأساة التي تحاصره، يتحدث بلسان البسطاء ويطرح آراءهم بالأحزاب الحاكمة والمعارضة، والأحزاب التي تريد أن تحوّل هموم الناس إلى مشاريع استثمارية.

ربما البعض يقرأ هذه السطور وهو يهزّ يده ويقول في سرّه، ماله هذا الكاتب هل يعاني من حالة فقر في الدم والموضوعات، حتى يريد أن يستعرض علينا ما قرأه؟.

لكنني ياسادة أراوح كل يوم في محيط ساسة العراق "الأفاضل"، وأتوهّم أنهم في طريقهم للتوبة إلى الله بعد كل ما فعلوه بالبلاد والعباد، وإذا بي أكتشف أنّ معظمهم يعتقد أنّ الانتهازية والكذب وسرقة أموال الشعب من ضرورات الديمقراطية الجديدة!، تصوّروا أنّ الإعلام بكلّ طوائفه سخر من النائب مطشر السامرائي يوم اعتبر الشعب العراقي "دايح"، لكنه، وهذا هو المهم، حصل في النهاية على راتب تقاعدي وعدد من العقود والمقاولات. الآن عرفتم لماذا أعود لقراءة محمود السعدني الذي يخبرنا في كتابه الممتع "الولد الشقي" أنّ "المسؤول يصرّ على أن يعيش المواطن في العصر الحميري أغلب حياته، في ظل الخديعة، ويعيش في انتظار السياسي الملهم، الذي بسببه تتحول الديمقراطية إلى نكتة، ويُسحق المواطن المسكين تحت الأقدام"؟.

تقول فصول الكوميديا العراقية المبتلاة بمشاهد سوداء إن المجاهد وعد القدو شقيق النائب حنين القدو يريد تحويل سهل نينوى إلى مقاطعة خاصة بسيادته، من خلال الاستيلاء على أملاك المسيحيين في السهل، والسيد القدو يؤكد أنه لن يترك الساحة قبل أن يصبح واحدًا من أثرياء ألمانيا. 

سيتهمني البعض، حتمًا، بأنني أسعى لإشاعة حالة من الاكتئاب عند القراء، وأنني مصرّ على أن أجعل من كلماتي مدخلًا للتأكيد على أن السياسيين والحكومة هما سبب غياب التفاؤل والبهجة من حياتنا، وأنني أترصد حركات وغمزات النواب لأسخر منهم. 

لقد قيل كلام كثير عن البحبوحة التي سنعيش فيها، بعد أن هدى الله نوابنا إلى العودة الى البرلمان وتقبيل وجنات بعضهم البعض والتلويح بعلامة النصر وقالوا لنا إن حكمة الحلبوسي ومثابرة البرلمان جعلتنا في مقدمة الدول التي تحترم مواطنيها 

أعتقد أننا يجب أن نضحك من اللامعقول الذي يحكم حياتنا التي تحفل بمضحكات عديدة، والتي كان آخرها مسرحية مؤلمة كان ضحيتها ملايين المواطنين الفقراء الذين طلب منهم أن يدفعوا ثمن سرقات سبعة عشر عامًا لثروة العراق.

بعد احاديث صاخبة عن محاربة الفساد والقضاء عليه في عقر داره يجد المواطن المسكين نفسه محاصرا بكورونا ، ومعها وأوليات الحكومة: استقطاع رواتب المتقاعدين، من دون أن تدري أنه ثمة وطن من المعوزين ينمو كل يوم على مدى العراق.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram