علي حسين
أُبشّركم، هذه البلاد لا تعاني من انتشار فايروس كورونا، ولا تنقصها الأموال، وتعيش في بحبوحة وسعادة، والحياة عند العراقيين "بمبي"، كما غنت ذات يوم الراحلة سعاد حسني، ما ينقص هذا الشعب "البطران"، الأخلاق، ففي لفتة نادرة، أوصى رئيس ائتلاف دولة القانون،
الذي يلعب بمهارة دور "الحاكم العام"، بأن نحافظ على قيمنا الاجتماعية !! .. وماذا عن السيادة.. ياصاحب السعادة؟.. مؤجلة حتى يتفضل السيد أردوغان ويكف عن قصف القرى العراقية.. هناك بشارة أُخرى، الجارة إيران انضمت إلى فصيل القاصفين، فأصدرت الأوامر لمدفعيتها بأن تقصف بعض القرى الحدودية.. هل هناك بشارة أخرى؟.. نعم لجنة الأمن والدفاع النيابية تطالب الحكومة بالرد على القصف التركي في أراضينا، والرد بالتأكيد جاهز، بيان أصدره ائتلاف الفتح حذر فيه أنقرة، مع توابل من عينة "سيادة العراق خط أحمر".
منذ سنوات لا يمر يوم على المواطن العراقي، إلّا ويجد خبرًا عاجلًا يؤكد أصحابه أنهم منحوا سلطان أنقرة 24 ساعة لسحب قواته من العراق، وعشنا مع تحذيرات أطلقها إبراهيم الجعفري، تحوّلات كبرى ابتدأت بالساعات ثم تحولت إلى أشهر، وفوجئنا أخيرًا بأنّ وزير خارجيّتنا يلتقط صورة مع سفير تركيا في العراق، في الوقت الذي تواصل الطائرات التركية القصف. ويعذرني السادة المسؤولين، لأنني أحسب عليهم خطواتهم، وهو ما يغيض بعض القرّاء الأعزاء، الذين يعتقدون أنّ مهمة الكاتب لا تتلخص بمتابعة السياسيين وتقلباتهم، وإنما في الحديث عن الثورة التي أحدثتها عالية نصيف في مفاهيم العدالة والديمقراطية، ولأنني كاتب على باب الله، مازلتُ أشعر كعراقي بالاستغراب من الذين يصرّون على أنّ حياتنا لم تُصَب بالخراب، بسبب ألاعيب زعاطيط السياسة الذين يعتقدون أنهم فوق القانون، مثلما فعلت النائبة محاسن حمدون التي طلبت من حمايتها اقتحام المستشفى وإخراجها والتقاط صورة للجميع، النائبة والحماية وهم يرفعون شارة النصر، رغم تأكيد المستشفى أن النائبة "المنتصرة" مصابة بفايروس كورونا، طبعًا إضافة إلى فايروس الجهل والتخلف .
وأنا أتابع تصريحات مسؤولينا حول السيادة، وما بينهما من عنتريات، أثار انتباهي أن الذين يتحدثون عن السيادةهم انفسهم يطلقون الصواريخ داخل بغداد، دون أن يتجرأ أحد منهم على إطلاق صاروخ على طائرة تركية أو مدفع إيراني .
أٌثقلت صفحات "الكوميديا" في العراق النقاش الذي يعلو كل يوم في مجالس سياسيينا حول، "السيادة وأخواتها"، وقطع أنف ترامب!! والله العظيم يا جماعة "مهزلة"، عليكم أن تخجلوا، تتنافسون باسم السيادة على نهب ثروات البلاد والعبث بأمنها، وكأنّ خراب مدن العراق لا يمس السيادة، ولا تقلّب ساستنا "الأشاوس"، ساعة يقدمون الولاء لطهران، وفي أخرى يحاولون أن ينالوا بركة السلطان أردوغان، وفي كل الاحوال " السيادة محفوظة " حتمًا !
جميع التعليقات 1
ناطق حقي
لماذا لم يحتج العراق على القصف الايراني كما أحتج على القصف التركي؟ هل تم أستدعاء السفير الأبراني من قبل وزارة الخارجية؟