علي حسين
مشاهدة فيديوهات بعض الذين يحملون لقب "سياسي" زورًا وبهتانًا، ويجلسون تحت قبة البرلمان، تجعل الواحد منا يتساءل: هل يعقل أن يعود العراق بعد كل هذه التضحيات وعشرات الآلاف من الشهداء وملايين المشردين إلى دولة يتحكم فيها أشخاص لايحبون وطنهم؟
ومن المصادفات، وأنا منهمك في العمل، نبهني أحد الزملاء عن فيديو للخبير الجنرال في الأمن عدنان الأسدي يقول فيه، وبكل فرح وسرور، إن إيران تجذرت في العراق، ويضيف بلغة "الخبير!!"، إن أمريكا عندها السماء وإيران عندها الأرض، ويكمل بكل أريحية: "محد يكدر يطلع إيران من العراق".
لا أعرف حتى هذه اللحظة ما المناسبة التي جعلت عدنان الأسدي، رئيس كتلة دولة القانون في البرلمان العراقي وليس الإيراني، يشدو على مسامعنا قصيدة الغزل هذه بالجارة طهران..
تحتل الأحزاب السياسية الحاكمة عددًا من المحافظات والوزارات تضاف إليها المنطقة الخضراء وجزء لا بأس به من الجادرية، لكنها عندما تواجه مسألة تنظيمية أو إعادة تقييم، فإنها تذهب، إما باتجاه الجارة الشرقية، أو تركب الطائرة لتحطّ عند أردوغان.
كنا نعتقد أن لدى الساسة العراقيين طريقًا للخروج من الأزمة، فإذا بنا نقرأ ونسمع أن جمال الكربولي ومعه أحمد الجبوري الشهير بـ"أبو مازن" مضافًا إليهما خميس الخنجر يعقدون اجتماعًا في إسطنبول لمناقشة أسهل الطرق في الحصول على المكاسب، في الوقت الذي تتجه أنظار الأحزاب الشيعية صباح كل يوم، صوب طهران للحصول على مباركتها.
ألم يحن الوقت لمراجعة أخلاقية شاملة تجعلنا نطرح السؤال المهم: هل يجوز أن نجد أحزابًا تستولي على المناصب وتتقاسم المغانم، وأعضاؤها ينعمون بأعلى الرواتب وبأرقى الامتيازات، لكنها تناقش قضاياها في دول الجوار، ولا قانون يقف بوجهها، لأنها في عرف هذه الأحزاب علاقات ستراتيجية؟
عندما أيقن ديغول بخسارته في الاستفتاء الذي أجراه عام 1969، عاد إلى بيته الريفي وظلّ مقيمًا فيه إلى حين وفاته. لم يطلب طعنًا ولا إعادة عدّ وفرز يديوي، لم يتوعد خصومه بحرب أهلية، كل ما فعله الجلوس في الريف يتسامر مع القرويين.
لا يمكنك أن تعرف من هو الوطني في العراق، ومع مَن، ولا لماذا، ولا إلى متى! في أميركا ودول أوروبا "الكافرة" ينسحب مرشح من معركة الرئاسة، عندما يُكتشف أنه غشّ في دراسته الثانوية، وليس في"الوطنية"!
اليوم المواطن المغلوب على أمره مثل "جنابي" يحق له أن يسأل، متى يطمئن ركاب سفينة الوطن على حياتهم ومستقبلهم، في وقت يصرّ فيه ساستنا الأشاوس على أن يمضوا بنا فى بحر هائج تتصارع فيه المصالح وحيتان الفساد؟، فيما المواطن المسكين حائر تتخبط به الأمواج والخطب والشعارات، بينما لا شاطئ هناك ولا ضوء بعيدًا يهتدي به وإليه، باستثناء خطب عن ملابس المرأة، والإصرار على أننا طلاب آخرة ولسنا طلاب دنيا .
جميع التعليقات 1
Khalid Muften
السياسي الذي يتفاخر بسيطرة الجيران على ارض بلده وسمائها لا يستحق العيش والتنعم بخيرات البلد .