إياد الصالحي
أزدحمتْ أجندة الهيئة التطبيعية لاتحاد كرة القدم باستحقاقات الأندية والمنتخبات المفترض حسمها على طاولة التباحث بين اللجان المتخصّصة في الهيئة، وبين المعنيين بالاستحقاق، لغرض التوصّل الى نتائج مرضية للطرفين تأخذ طريقها للتنفيذ بعيداً عن المشاكل والمساجلات في وسائل الإعلام التي تعي حراجة الظروف الصحية في البلاد وتأثيراتها على العلاقات العامة وأعمال المؤسّسات وأضرارها المستمرّة على عموم المجتمع ومنها شريحة الرياضيين.
وسط تلك الأجندة المهمّة، يبرز استحقاق المنتخبين الوطني والشبابي المرتقبين للتصفيات المزدوجة المؤهلة لـ(مونديال 2022 وكأس آسيا 2023) ونهائيات آسيا للشباب في العاصمة الأوزبكية طشقند -على التوالي- اللتان تنطلقان في تشرين الأول المقبل، ما يعني ضيق الفترة القادمة التي تستوجب الشروع بوضع خارطة طريق للاعبين وملاكاتهم التدريبية اليوم قبل الغد، لتتضح رؤية الجميع دون أي تأخير يتسبّب في إرباك الجاهزية للحدثين المرتقبين بشغف من الجماهير.
حتى الآن، لم تقدّم اللجنة (الفنية والتطوير) في الهيئة التطبيعية التي يترّأسها الدكتور شامل كامل محمد وتضم في عضويتها - الخبير داود سلمان العزاوي وأكرم عبد الواحد محمد أمين ود.ذوالفقار صالح عبدالحسين ود.وسام نجيب صليوة ورافد سالم- رؤيتها عن طبيعة مهامّها وما تم التحضير لتسهيل مشاركتنا في المنافسة القارية الصعبة في ظلّ اجتياح وباء كورونا (كوفيد-19) لعموم مدن العراق، ما أبقى الصورة ضبابية بعد مرور شهر كامل دون إجراءات واقعية استباقية تُطمئِن الشارع الكروي على مصير المنتخبين.
نثق جيداً بخبرة رئيس وأعضاء اللجنة (الفنية والتطوير) لما أمضوه من رحلة طويلة في دروب ومنعطفات شؤون اللعبة، وامتلاكهم تحليلات منطقية عن أهم المعالجات اللازمة للخروج من مأزق كهذا، لكنّنا لم نقرأ أو نستمع لتقرير مفصّل يبيّن توصيات اللجنة لرئيس الهيئة وأعضائها بخصوص كيفية جمع لاعبي المنتخبين الوطني والشبابي والاجتماع مع الملاكين التدريبين لدراسة برنامجهما ومدى استفادتهما من دعوة اللاعبين إن كانت هناك مؤشرات على بعضهم، وهل جرى تقييم اللاعبين المحترفين في بعض الدوريات الخارجية، وما مدى جاهزيتهم منذ انتهاء آخر مشاركة لهم مع الوطني في خليجي الدوحة كانون الأول 2019، ومع الشباب في تصفيات المجموعة الأولى التي ضيفها ملعب السيب العُماني تشرين الثاني العام نفسه؟
أسئلة كثيرة بحاجة الى أجوبة حاسمة يُستشفّ منها مواكبة وانجاز رئيس واعضاء اللجنة (الفنية والتطوير) لواجباتهم منذ تسنّمهم المسؤولية، ونعتقد أن الأمر يستلزم من رئيس الهيئة التطبيعية إياد بنيان مفاتحة الجهات الرسمية حول إقامة المنتخبين الوطني والشبابي خلال فترة التحضير، وموقفهما من التعليمات وفقاً للقرار الحكومي الصادر عن اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية بمجلس الوزراء لمكافحة فايروس كورونا المستجد، فمازال القرار سارياً بمنع أي نشاط رياضي جماعي أو غيره حتى تنجلي الأزمة الصحية، في حين حكومات عدّة تحرص وتقلق أيضاً على أبناء شعوبها سمحت لمنتخباتها أن تتجمّع في فنادق محدّدة ويخضع لاعبوها الى الفحص الطبي اليومي في الفندق والملعب حسب توقيتات منتظمة للحيلولة دون إصابة أحد أعضاء المنتخب بالفايروس.
وبما أن الاجراءات الاحترازية من فايروس كورنا تأخذ في نظر الحسبان توفّر ملاكات طبيعة متخصّصة تعرف كيفية التعامل مع المرض بكفاءة عالية، فإننا نستغرب عدم تسمية الهيئة التطبيعية لاتحاد كرة القدم لـ (اللجنة الطبية) لتضم رجالات الطب الذين يواصل بعضهم عمله بإخلاص مع الأندية والمنتخبات، بل في ظروف أكثر تعقيداً من زمن كورونا، وأثبتوا دورهم الوطني الفاعل في استشفاء اللاعبين وتحضيرهم لخوض أصعب المباريات، فما بالنا ونحن أحوج إليهم اليوم لمواجهة مرض شرس أودى بحياة الرياضيين الخلوقين فالح عودة نائب رئيس دائرة التنسيق والمتابعة في وزارة الشباب والرياضة والمدرب علي هادي والصحفي علي عامر البياتي، ويُهدّد اليوم نقيب الرياضيين والنجم السابق أحمد راضي والصحفيين يوسف فعل ولؤي عمران الذين نتمنّى لهم الشفاء التام والخروج بسلام من هذه المحنة.
لم يدّخر الإعلام الرياضي جهداً من أجل دعم مهمات الهيئة التطبيعية الموكلة لها من الاتحاد الدولي لكرة القدم، ونرى ضرورة الاهتمام بمصير المنتخبين الوطني والشبابي بما يوازي حرص الهيئة على انجاز النظام الأساس للاتحاد وقواعد الانتخابات المرتقبة والتسابق الزمني للإيفاء بالتزامها الدولي قبل تشرين الأول بما يحقق مصلحة اللعبة التي ندرك حجم تَرِكة المشاكل التي أدّتْ إلى انهيار اتحادها السابق بعد عام ونصف من منحه الشرعية في انتخابات أيار 2018 المثيرة للجدل .. والشبهات!