TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: محلل سياسي للبيع!!

العمود الثامن: محلل سياسي للبيع!!

نشر في: 25 يونيو, 2020: 09:13 م

 علي حسين

متى تنتهي حقبة المحللين السياسيين في فضاء الحياة العراقية؟، هل صورة المحلل السياسي الكاريكاتورية، وهو يصرخ ويولول في الفضائيات جزء من الفيلم الهابط للسياسة العراقية؟ .

عليك أن ترجع بالذاكرة إلى سنوات عدة حين كان المحلل السياسي عبد الكريم خلف يجلس في الاستوديو يشتم الحكومة ويطالب بالعصيان المدني ودخول المنطقة الخضراء و"سحل" السياسيين جميعًا.. تلك المشاهد المضحكة التي كان يظهر فيها قبل أن يصبح "ببغاء" عادل عبد المهدي ويحرض على قتل المتظاهرين، طائفة من المحللين السياسيين من الذين ما أن تضع مايك أمام فم الواحد منهم حتى يبدأ بالصراخ والعويل عن الفوضى التي ستعم في البلاد لو الطبقة السياسية قررت أن تستقيل. 

وفي كل يوم نرى الصحف والفضائيات تتسابق على استضافة مفكر ستراتيجي ليصول ويجول معلنًا أنه من صنع الديمقراطية في العراق. 

وذات يوم أخبرنا المحلل السياسي والخبير الستراتيجي المقيم في لندن حاليًا، والعاشق للسعودية سابقًا، والمغرم بطهران حاليًا، والحائر ماذا يفعل مستقبلًا، نجاح محمد علي، أنّ العراق لم ينتصر في معركته ضد داعش! وإنما الذي انتصر إيران. 

وقد قيل ما قيل في أسباب تقلّب بعض المحللين من اليمين إلى اليسار، وبالعكس، الكثير من الكلام، إلا أنّ أحدًا لم يخبرنا حتى الآن، أين اختفى "المدني" حمد الموسوي الذي تحول من لفلفة أموال مزاد بيع العملة، إلى تأسيس حزب مدني مهمته إشاعة الحياة الثقافية في البلاد، مما ذكرنا بصاحب الوزارتين سعدون الدليمي، عندما وضع حجر الأساس لأوبرا بغداد وهو يبتسم ويقول لمراسلي الفضائيات: إنها ستكون الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، وبعد خمس سنوات تحولت أوبرا الدليمي إلى مستنقع للبعوض والضفادع، بالأمس ظهر علينا محلل من طراز خاص اسمه هاشم الكندري ليخبرنا بكل "أريحية" بأن ما حدث في مستشفيات الناصرية مجرد تمثيلية، ولا وجود لمشاكل تتعلق بانتشار فايروس كورونا ونقص الأجهزة الطبية، وأن الضجة التي حدثت حول نقص الأوكسجين ، إنما هي مخطط لنقل الدواعش من سجن الحوت في الناصرية وتهريبهم.

علينا ان ندرك إن المحللين السياسيين هم ظاهرة صنعها سياسيو 2003، وقد وجدنا عددًا من هؤلاء المحللين يتحولون إلى مستشارين في مكاتب الرئاسات الثلاث .

للأسف إنّ الآفة التي أصيب بها التغيير في العراق هي الأدعياء، والقافزون فوق سطح التغيير بمنتهى الخفّة، ومشكلة هؤلاء أنهم يعتقدون أن الناس فقدت ذاكرتها ونسيت ماذا قال هؤلاء قبل سنوات في مديح الأمريكان .

يكتب ريجيس دوبريه في كتابه "المفكّر في مواجهة القبائل" إن: "الناس تدرك جيدا أنّ الخطاب السياسي الانتهازي يتعكّز على فضيلة النسيان التي يتميز بها البشر"، فالحقيقة أنّ النسيان، غفر للكثير من مسؤولينا، جرائمهم التي صُنّفت في خانة الخطأ غير المقصود.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

 علي حسين كان العراقي عصمت كتاني وهو يقف وسط قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعرك بأنك ترى شيئا من تاريخ وخصائص العراق.. كان رجل الآفاق في الدبلوماسية وفي السياسة، حارساً لمصالح البلاد، وحين...
علي حسين

قناديل: يكتب كي لا يموت العالَم

 لطفية الدليمي في حياة كلّ كاتب صامت، لا يجيدُ أفانين الضجيج الصاخب، ثمّة تلك اللحظة المتفجّرة والمصطخبة بالأفكار التي يسعى لتدوينها. الكتابة مقاومة للعدم، وهي نوع من العصيان الهادئ على قسوة العالم، وعلى...
لطفية الدليمي

قناطر: بغداد؛ اشراقةُ كلِّ دجلةٍ وشمس

طالب عبد العزيز ما الذي نريده في بغداد؟ وما الذي نكرهه فيها؟ نحن القادمين اليها من الجنوب، لا نشبه أهلها إنما نشبه العرب المغرمين بها، لأنَّ بغداد لا تُكره، إذْ كلُّ ما فيها جميل...
طالب عبد العزيز

صوت العراق الخافت… أزمة دبلوماسية أم أزمة دولة؟

حسن الجنابي حصل انحسار وضعف في مؤسسات الدولة العراقية منذ التسعينات. وانكمشت مكانة العراق الدولية وتراجعت قدراته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وانتهى الأمر بالاحتلال العسكري. اندفعت دول الإقليم لملء الفراغ في كواليس السياسة الدولية في...
حسن الجنابي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram