TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كواليس: متى يصبح المسرح ضرورة حياتية عندنا؟!

كواليس: متى يصبح المسرح ضرورة حياتية عندنا؟!

نشر في: 29 يونيو, 2020: 06:05 م

تواصل المدى نشر الأعمدة الثقافية، والتي سبق وأن أرسلها الفنان الرائد الراحل سامي عبد الحميد إلى المدى، بغية النشر. والمدى إذ تنشر هذه الأعمدة تؤكد الحضور الثقافي الفاعل الذي كان يميز فناننا الكبير.

 سامي عبد الحميد

4-4

وأشكال وكتل وألوان وملابس المناظر المسرحية ، وقد تحركه حركات الممثلين أو رقصاتهم أو حركة المناظر المسرحية أو حركة الاضاءة المسرحية، وقد يضحك هذا المتفرج أو ذاك لموقف أو لشخصية تثير الضحك، وقد يتعاطف هذا المتفرج أو ذاك مع معاناة بطل المسرحية وكل ذلك يدعو إلى التفريج عن كربة أو إبعاد التوتر النفسي والابتعاد عن هموم البيت ومشاكل العمل لساعة أو ساعتين وهو يتفرج على الصور المسرحية المتلاحقة وما فيها شخصيات يمثلها ممثلون بلحمهم ودمهم ولهذا السبب لم يتعرض الفن المسرحي للازاحة عندما ظهر فن السينما أو عندما ظهرت العروض الفنية على شاشة التلفزيون وقد تنقل على الشاشة الفضية ما تفعله الصورة المسرحية ولكن هذا اللقاء بين الممثل والمتفرج هو الذي جعل المسرح باقياً حياً متطوراً ، ولعبت جماليات الفن المسرحي دورها في تسلية المتفرج ومتعته . 

سادساً- محور الضرورة السياحية: اتخذت بعض الدول المتقدمة مسرحياً من الفن المسرحي وسيلة لجذب السواح المحليين والأجانب، فهناك سواح يحبون المسرح ويتقصدون زيارة باريس لمشاهدة مسرحيات موليير في مسرح (الكوميدي فرانسيز) ، وهناك سواح يريدون معرفة المسرح الشكسبيري وأسلوب الأداء فيه فيزورون مدينة (ستراتفورد ابون ايفن) لمشاهدة إحدى مسرحياته. وهناك سواح يهتمون بالفن المسرحي ويريدون مشاهدة مسرحية (الأميرة توراندوت) التي أخرجها المخرج الروسي (فاختانغوف) وتعرض حتى اليوم في أحد مسارح موسكو وكما أخرجها ذلك المبدع الكبير ولا بد أن أذكر بأنني في يوم من الأيام قدمت مقترحاً إلى وزارة الثقافة العراقية أن تتبنى مشروع تقديم (ملحمة كلكامش) مسرحياً سنوياً في أحد مسارح بغداد أو غيرها أو حتى في أطلال بابل، وأن تتبنى مشروع تقديم مسرحيات مقتبسة عن حكايات ألف ليلة وليلة يؤلفها أو يعدها مؤلفون مختلفون ويخرجها مخرجون مختلفون وذلك في قاعة (القشلة) عند شارع المتنبي وفي ذلك جذب للسواح الأجانب لاسيما وإن موطن الملحمة الخالدة هو العراق وإن بغداد يطلق عليها الأجانب مدينة ألف ليلة وليلة. 

ذلك كله يقودنا إلى التساؤل : هل أصبح المسرح في بلادنا ضرورة من ضروريات الحياة وحاجة من حاجات المجتمع ؟ أقول: كلا مع استثناء الضرورة الدينية حيث تقام شعائر وطقوس (التشابيه) في أيام عاشوراء وتبقى الضرورات الأخرى منتقصة حيث لم يعد يشعر المواطن العراقي بالحاجة إلى المسرح مادام يبقى منشغلاً في همومه ومشاكل حياته وتوفير ما يديمها ، إذ ليس هناك لا أمن ولا أستقرار ، وليس هناك من مسرح دائم وإنما هناك عروض موسمية أو بالمناسبات أو بالصدفة وفرقة المسرح الوطني لا تبرمج لمشاريعها والفرق الخاصة قد غابت عن الساحة وحتى المسرح التجاري تتقطع عروضه ، والمسرح الأكاديمي عشوائي لا يهمه التعليم بقدر اهتمامه بالتظاهر، والمسرحيات التي تقدم لا تعكس واقع المجتمع وهموم الفرد وتطلعاته قليلة أو غير واضحة في ثيماتها وأهدافها . 

وإذا ما تبلور جمهور متذوق للفن المسرحي فسرعان ما يتلاشى بحكم الظروف الصعبة المتغيرة وتقلبات السلطة الحاكمة ولم تأتِ وزارة ثقافة تولي اهتماماً حقيقياً بالمسرح رغم وجود دائرة مهمتها الإنتاج المسرحي والسينمائي ، بعد هذا وذاك كيف يشعر المواطن العراقي بضرورة المسرح وبحاجته إليه؟ 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: أحلام المشهداني

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

قناديل: بغدادُنا في القلب

عنوانان للدولة العميقة: "الإيجابية.. و"السلبية"

العمودالثامن: برلمان كولومبيا يسخر منا

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

 علي حسين ما معنى أن تتفرغ وزارة الداخلية لملاحقة النوادي الاجتماعية بقرارات " قرقوشية " ، وترسل قواتها المدججة لمطاردة من تسول له نفسه الاقتراب من محلات بيع الخمور، في الوقت نفسه لا...
علي حسين

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...
د. فالح الحمراني

السرد وأفق الإدراك التاريخي

إسماعيل نوري الربيعي جاك لوغوف في كتابه "التاريخ والذاكرة" يكرس الكثير من الجهد سعيا نحول تفحص العلاقة المعقدة، القائمة بين الوعي التاريخي والذاكرة الجماعية. وقد مثل هذا المنجز الفكري، مساهمة مهمة في الكتابة التاريخية،...
إسماعيل نوري الربيعي

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

توماس ليبلتييه ترجمة: عدوية الهلالي بالنسبة للبعض، تعتبر الرغبة في استعمار الفضاء مشروعًا مجنونًا ويجب أن يكون مجرد خيال علمي. وبالنسبة للآخرين، فإنه على العكس من ذلك التزام أخلاقي بإنقاذ البشرية من نهاية لا...
توماس ليبلتييه
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram