TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: تحالف بطعم التوازن!!

العمود الثامن: تحالف بطعم التوازن!!

نشر في: 1 يوليو, 2020: 09:29 م

 علي حسين

يريد تحالف "عراقيون" أن يبدأ مرحلة جديدة لـ"قيادة البلاد وحفظ مصالح العباد". وهذا كلامٌ من حقه دون جدال، لكن على التحالف الجديد أن يشرح للعالم، من كان يقود البلاد خلال السبعة عشر سنة الماضية، وبأي طريقة كانت تراعى مصالح العباد؟ .

في أيام فائقة الخطورة يتذكر البعض أنهم "منقذو البلاد " بينما المواطن يتذكر بحسرة ما فقده: الأمن والتسامح وكيف ضاع استقرار العراق بين خطب ملوك الطوائف الذين لا يتذكرون الشعب إلا أيام الانتخابات، بعد سبعة عشرعامًا من التغيير يظل حلم ساستنا إنشاء برلمان "متوازن"، والإعلان عن تسوية تاريخية بين الكتل السياسية، يتم بموجبها توزيع الكعكة العراقية بالتراضي .

بدءًا من انتخابات 2005 وانتهاءً بانتخابات 2014 التي جرى تخطيطها وتصميمها طائفيًا، اكتشف الناس ولو متأخرين أن سياسيّي الطوائف لم يقدموا خلال هذه السنوات الماضية سوى أداء كاريكاتيريًا مضحكًا، وأن مرشحيهم كانوا يُخبّئون دول الجوار تحت ثيابهم، وظلوا حتى هذه اللحظة شركاء في تدمير الوطنية العراقية.

لم يعد للدولة وجود في العراق، فهي ممزقة بين كتل سياسية تقود معركة كسر العظم، وجماعات مسلحة تريد ان تفرض حضورها حتى ولو بالصواريخ .

على قادة الائتلاف ألّا يواصلوا لعبة الاستمتاع بمصطلحات الجعفري وإعادة تزويقها وتسويقها للناس، فمهمّتهم اليوم هي أن يقرأوا الأحداث كما هي مرسومة بعيون جميع العراقيين سنّةً وشيعة، عربًا وكردًا، مسلمين ومسيحيين، صابئة وإيزيديين، على الائتلاف أن يدرك أن مسؤوليته الحقيقية هي أن يكون ائتلافًا لكل العراقيين وليس ناطقًا باسم الزعيمة حنان الفتلاوي ، والشجاعة تقتضي مواجهة الجميع بالحقائق لا التخفّي تحت أغطية عاطفيّة أو ملابس طائفية سرعان ما نكتشف أنها منتهية الصلاحية.

يقول المؤرخ الماركسي أريك هوبزباوم، إنه لا يمكن فهم خراب الأُمم، من غير أن نفهم أوهام قادتها، يقصد طبعًا أوهام الزعامة والتفرّد والتسلّط، اليوم العراقيون لا يحلمون بأكثر من بديهيات العيش الآمن الكريم، حُرموا أولًا وأخيرًا من حقّ بناء دولة مؤسسات. فماذا تنفع التسوية التاريخية، إذا كنا لا نحظى برجال يستحقّون أن يدخلوا التاريخ مرفوعي الهامات؟

يعيش ساستنا ضمن ما يسمّيه علم النفس "فنّ اقتناص الفرص"، ما هي الفرصة؟ هي أن تربح دائمًا وأبدًا وأن تَستغل موقعك السياسي والوظيفي دائمًا، وألّا ترحم أحدًا.

المواطن هو الأمن والمستقبل في الدول الديمقراطية.. حيث لا يتعلم الشعب الديمقراطية ولا الوطنية من تجمعات طائفية، وخطب وأناشيد عن نصرة "المذهب" وهتافات "أخذنا وياك للموت."

إذا لم يدرك قادة ائتلاف عراقيون في هذه اللحظة أن مصلحة البلاد ليست في التقاط صورة يظهر فيها نجم مزاد العملة حمد الموسوي ، أو في تمكين أشخاص معيّنين من التحكّم بشؤون العباد، فإن "عراقيون" سينتهي إلى باب مسدود.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

 علي حسين كان العراقي عصمت كتاني وهو يقف وسط قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعرك بأنك ترى شيئا من تاريخ وخصائص العراق.. كان رجل الآفاق في الدبلوماسية وفي السياسة، حارساً لمصالح البلاد، وحين...
علي حسين

قناديل: يكتب كي لا يموت العالَم

 لطفية الدليمي في حياة كلّ كاتب صامت، لا يجيدُ أفانين الضجيج الصاخب، ثمّة تلك اللحظة المتفجّرة والمصطخبة بالأفكار التي يسعى لتدوينها. الكتابة مقاومة للعدم، وهي نوع من العصيان الهادئ على قسوة العالم، وعلى...
لطفية الدليمي

قناطر: بغداد؛ اشراقةُ كلِّ دجلةٍ وشمس

طالب عبد العزيز ما الذي نريده في بغداد؟ وما الذي نكرهه فيها؟ نحن القادمين اليها من الجنوب، لا نشبه أهلها إنما نشبه العرب المغرمين بها، لأنَّ بغداد لا تُكره، إذْ كلُّ ما فيها جميل...
طالب عبد العزيز

صوت العراق الخافت… أزمة دبلوماسية أم أزمة دولة؟

حسن الجنابي حصل انحسار وضعف في مؤسسات الدولة العراقية منذ التسعينات. وانكمشت مكانة العراق الدولية وتراجعت قدراته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وانتهى الأمر بالاحتلال العسكري. اندفعت دول الإقليم لملء الفراغ في كواليس السياسة الدولية في...
حسن الجنابي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram