إياد الصالحي
أشَاعَتْ مكاشفة نائب رئيس الهيئة التطبيعية لاتحاد كرة القدم د.شامل كامل عِبر حديثه القيّم للمدى الخميس الماضي، أجواء التفاؤل في الوسط الكروي لمستقبل الأولاد الموهوبين من فئة (9-14عاماً) بعدما تلقينا رسائل عدة تستفسر عن مدى إمكانية زيادة عدد المراكز التي سينطلق بها المشروع في ست محافظات بادئ الأمر، لاستيعاب آلاف اللاعبين الماهرين في عموم مدن العراق، وشمولهم برعاية اتحاد اللعبة بعد تشكيل مجلس إدارته في الانتخابات القادمة.
أحد المهتّمين بموضوع مراكز الموهوبين، عمار شلاكه محمد مدرب منتخب تربية ذي قار، كتبَ لنا صباح الخميس الماضي (نرجو أن يصل صوتنا إلى الكابتن شامل كامل بأن المواهب في الناصرية ظُلمتْ كثيراً، ولا ندري لماذا تُخصّص مراكز للموهوبين في ست محافظات فقط؟ نتمنّى فتح مركز في مدينتنا، ولدينا الامكانيات التدريبية المُدعمة بشهادات آسيوية ودولية، فضلاً عن الملاعب، لصقل مهارات الموهوبين) . مطلب مشروع ينمّ عن حرص المدرب على مواهب أبناء مدينته لئلا يهجروا اللعبة في وقت تحتاج الكرة العراقية لكل مبدعي الوطن، فهم ثروة ثمينة ينبغي كلنا نخاف من خسارتها.
رسالة عمار من بين عشرات الرسائل التي مثّلت الحسّ الوطني باستدامة العمل مع المواهب في عموم البلد، وكانت محط سعادة الدكتور شامل الذي أطلعناه على مطالِب أخرى من المحافظات بشمولها ضمن برنامج الهيئة التطبيعية، وعزا شامل تأسيس المراكز في البصرة والنجف والكرخ والرصافة وأربيل والموصل لوجود أعضاء اللجنة التطويرية في الاتحاد وعددهم ستة في المحافظات المذكورة، وكذلك الخوف من عدم السيطرة على عدد كبير من المراكز بسبب الظروف الصحّية ومحدودية الإمكانات المادية، لافتاً الى أن نجاح أول خطوة تفسح المجال لتوسِعة المشروع لمحافظات أخرى، وحسب الخطّة المرسومة، مبيناً أن مركز البصرة مخصّص لجميع الموهوبين في المنطقة الجنوبية حتى يتم فتح مركز الناصرية والمدن البقية ضمن الرقعة الجغرافية.
صدقاً، الأمر ليس سهلاً، فالأهداف العظيمة لن تتحقق بالتمنّي، ومشروع ستراتيجي مثل (مراكز الموهوبين) لن يرى النور طالما يتم تداول مستقبله على الورق، فصاحب المقترح الكابتن عدنان درجال يعي أهمية القاعدة الكروية ولم يخل أي حديث له قبل استيزاره في منصبه بسنوات طويلة من أهمية تأمين مستقبل اللعبة، وها هي الفرصة سُنحت لك لتكثّف اهتمامك بتلك الشريحة وتدعم المشروع من خلال قنوات الاتصال الرسمية بدءاً بمجلس الوزراء وانتهاء برئيس أي نادٍ تستشعر رغبته التامة في خدمة مشروع الدولة.
لا أمل في تطوير الأندية والمنتخبات من دون فرق رديفة بأعمار صغيرة، وهذا يتوقّف على إنشاء المراكز في المحافظات الست وزيادة عددها مستقبلاً، مع بناء مقر شمولي لأكاديمية وطنية كبيرة بمواصفات مدينة "سباير" الرياضية بالعاصمة القطرية الدوحة التي تأوي الرياضيين في تخصّصات التدريب واللياقة والعلاج والسباحة ومختبرات العلوم الرياضية وغيرها.
نقترح على الهيئة التطبيعية في حال اكتمال استحصال الموافقات الحكومية على إنشاء مراكز الموهوبين وتشكيل لجنة لدراسة سيرة كل نجم كروي ساطع بالتنسيق مع الاتحاد الفرعي، وبعدها تُطلق تسمية أبرز النجوم خلقاً وعطاءً وحقّق منجزات باهرة وحصد الكؤوس والميداليات وحظي بشعبية جارفة على كل مركز في المحافظة، ليكون تأريخه مؤثراً في نفوس الموهوبين ومُدعاة لتحفيزهم على حُب اللعبة والتفوّق فيها، مع التنويه بضرورة منح الأحياء الاستحقاق الاعتباري ويكرّموا أمام الجماهير، مثل تسمية (مركز حسين سعيد لموهوبي الكرخ) و(مركز فلاح حسن لموهوبي الرصافة) و(مركز حارس محمد لموهوبي الموصل) و (مركز هادي أحمد لموهوبي البصرة) وهكذا مثالاً لا حصراً.
لن يشقى مدربو منتخباتنا الوطنية البراعم والاشبال والناشئين والشباب من التنقل بين المحافظات لاختبار آلاف الموهوبين مثلما سعى حسن كمال وعماد محمد والراحل علي هادي وقحطان جثير، فالمراكز المقترحة ستضمّ أفضل اللاعبين طوال السنة جاهزون لخدمة المنتخبات في الاستحقاقات العربية والقارية، وهي فرصة أيضاً لضم المدربين من حملة الشهادات المتقدّمة للعمل في تلك المراكز التي يهمّنا فيها أن تتحوّل الى حقيقة بعدما حفّز برنامج "فيفا إلى الأمام" الاتحادات الوطنية المنضوية له للاستفادة من مُنحة مشروع "الهدف" لرعاية الاجيال وصناعة كرة قدم متطوّرة.