TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلاكيت: موريكوني الذي أسمعنا الافلام

كلاكيت: موريكوني الذي أسمعنا الافلام

نشر في: 8 يوليو, 2020: 06:44 م

 علاء المفرجي

أعيد نشر ما كتبته عن الموسيقار

الايطالي موريكوني.. بمناسبة وفاته:

أغلب موسيقى الأفلام لم تتطور أبعد من أيام السينما الصامتة فهي تستخدم المؤثرات الجوية أو كحشو لخلفية الفيلم إذ أن بودفيكين وازنشتاين أصرّا على أن الموسيقى يجب أن تؤدي دور المرافق مطلقاً. لقد شعرا بأن على الموسيقي أن تحتفظ بخطها الخاص ونزاهتها الخاصة.

وكانت الموسيقى الفيلمية أحد هموم ازنشتاين النظرية ، إذ بين ازنشتاين في فلمه ألكسندر نيفسكي كيف ولماذا كانت لسلة معينة في لقطات معينة وذات طول معين متعلقة بطريقة نوعية أكثر من أي نوعية في قطعة معينة من الموسيقى، فقد تعاون مع المؤلف بروفيكييف على وضع نوع من التأليف النوعي البصري حيث يقابل كل سطر موسيقي حركة الصور التي تم وضعها في صف تقطيع عمودي، أي توحيد كلا الشريطين الموسيقي والصوري رأسياً وتوليف كل عبارة موسيقية مع كل عبارة متصلة متوازية من أفلام الصورة.

والموسيقى التي كتبها (ادموند مايزل) لفيلم ( المدرعة بوتوميكين) لايزنشتاين قد بلغت حداً كبيراً من التأثير لدرجة أن بعض البلدان الأوروبية صرحت بعرض الفيلم ولكنها منعت عزف الموسيقى.

وقد برز العديد من صناع موسيقى الأفلام المتميزين، لعل أبرزهم الموسيقار الإيطالي إينو موريكوني الذي قام بتأليف وتلحين أكثر من أربعمائة فيلم ومن بين أشهر أعماله تلك الألحان والمقاطع الموسيقية التي تميزت بها أفلام المخرج الإيطالي سيرجيو ليوني، فيما عرف بأفلام، سباغيتي ويسترن وقبضة مليئة بالدولارات، من أجل حفنة من الدولارات، الطيب والخبيث والشرير وحدث ذات مرة فى أميركا. وقام أيضاً بتأليف الموسيقى التصويرية لعدد من الأفلام المشهورة مثل المهمة، المنبوذون، سينما براديسو، لوليتا، ومالينا. فالموسيقار الإيطالي، إنيو موريكوني، حصل على الأوسكار أخيراً، بعد 5 ترشيحات سابقة، لتأليفه أفضل موسيقى تصويرية عن فيلم (الحاقدون الثمانية) من إخراج كوينتن تارانتينو. ويعتبر ترشيحه عام 2016، بعد ترشحه عن أفلام، سينما براديسو، والمهمة،والمحصنون، وبوكساي، ومالينا. اضافة لصنعه موسيقى العديد من الافلام مثل: المنبوذون، لوليتا.

والذي تابع فيلم «الطيب والشرس والقبيح» للمخرج سرجيو ليون، يدرك قوة الموسيقى التصويرية وإنها تعادل نصف الصورة السينمائية، حيث نكتشف عبقرية الموسيقار الإيطالي انيو موريكوني، الذي تحولت موسيقاه في هذا الفيلم إلى علامة فارقة في أفلام الغرب الأمريكي، والتي أهلته للترشيح للأوسكار عام 1966. فقد استخدم أنيو موريكوني في موسيقاه عناصر غير تقليدية، كصفير البشر وعويل الذئاب، ليكسب مقطوعته رهبة عالية، بحيث تتناسب مع اللقطات الواسعة للصحراء والجبال التي وردت في الفيلم.

فالموسيقار العظيم الذي تمكن على مدى سبعة عقود من سيرته المهنية، من إنتاج نحو 500 مقطوعة موسيقية، مازال شاخصاً في ذاكرة الناس خاصة تلك الموسيقى التي قدمها في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات، بفيلم «حفنة دولارات» والذي مثل أول تعاون بينه وبين سيرجيو ليوني، واستمر لسنوات، شهدت إنتاج ما عرف باسم «ثلاثية الدولارات» التي تشكلت من أفلام «حفنة دولارات» و«لبضع دولارات أكثر»، و«الطيب والشرس والقبيح»، لتشكل تلك الثلاثية قاعدته للصعود عالمياً، فقد كانت مقطوعاته في هذه الأفلام تحفاً فنية، صنعت له اسماً لامعاً، وساعدته في متابعة مشاريعه السينمائية الأخرى.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. مازن عباس

    نسيت قطعته الموسيقية الرائعة التي صاحبت فلم professional بطولة جان بلمندو. مقال رأئع استاذ علاء.

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram