محمد حمدي
لا يخفى على أحد، إننا اليوم نعيش ذروة أزمة تفشّي وباء فايروس كورونا المستجدّ في العراق بدليل الأرقام الكبيرة التي تُعلن يومياً من خلية الأزمة، ومع هذه الزيادة غير المحسوبة يزداد الضغط كثيراً على المستشفيات ومراكز العزل والحجر الصحي التي تتطلّب رعاية خاصة وتوفير معدّات وأدوية معالجة الفايروس،
ومن الصعوبة بمكان توفير سرير مجهّز لمريض في هذه الظروف الصعبة، ولاحظنا تدخّل المسؤولين على مستوى وزير لدى وزارة الصحّة ومديرياتها من أجل هذا الغرض مع الأخذ بنظر الاعتبار أن عدد المصابين من الرياضيين لا يستهان به وهي ملاحظة جديرة بالدراسة والاهتمام لمعرفة اسبابها.
تعرّض رجال الإعلام إلى البلاء أيضاً وتضاعفت عدد الاصابات لديهم، ومنهم العاملون في الصحافة والإعلام الرياضي، ولكن للأسف فإن هؤلاء يعانون الأمرّين دونما متابعة أي مسؤول لمحنتهم حتى وإن تمّت الإشارة الى ذلك عبر وسائل الإعلام، لذلك نتمنّى على المؤسسة المهنية والاتحاد العراقي للصحافة الرياضية أن يُتابع حالة الصحفيين المصابين، وتسهيل أمر حصولهم على العلاج، وهم أقدر على هذه المهمّة الإنسانية النبيلة، وجلّ الاحترام والتقدير لعدد من الزملاء الذين نذروا أنفسهم كجنود لأداء خدمات كبيرة، ومنها الحصول على بلازما الدم للمصابين.
مطبّات تطبيعية
يتوقع أغلب نجوم الكرة المعتزلين أن الفرصة التي تتيحها الانتخابات المقبلة لاتحاد الكرة ستكون حدّاً فاصلاً للعودة الى المسار الصحيح، ومن بعدها العمل على تجاوز أدران الماضي، المشكلة أن الأحاديث الإعلامية لرجال هذا الوسط الرياضي تكون شكلية أكثر منها فعلية في زمن الانتخابات، وتبدو أحاديث الكرة العراقية والأندية والمنتخبات والجماهير "استهلاكية" يُغلفها الحرص شكلاً لا مضموناً وقناعة تامة، فبوادر الصراع الانفجاري من الممكن حدوثه مع تقادم الوقت وصدور إشارات من الهيئة التطبيعية على آلية الانتخاب .
رئيس التطبيعية إياد بنيان صرّح مراراً أن أولويات عملنا هي كتابة النظام الأساس وتسيير شؤون الكرة العراقية، وإجراء انتخابات الاتحادات الفرعية والروابط، فضلاً عن إجراء الانتخابات القادمة، محدّدات تطرّق اليها ولم يتدخّل في أروقتها ودهاليزها، فإذا كان الهمّ الأول هو إجراء الانتخابات بسلاسة نكون قد عملنا بطريقة شكلية الى أبعد الحدود دون مراجعة العُقد والمشاكل المتراكمة التي أحسّ بها الاتحاد الدولي ووضع لها إطاراً استباقياً للعمل كانت ملامحه تتضمّن عمل الهيئة المؤقتة لستة أشهر قابلة للزيادة، على أن تجري خلالها الهيئة التطبيعية أكثر من 23 مؤتمراً انتخابياً للاتحادات الفرعية والروابط، ويجب أن نقيمها قبل انتخابات المكتب التنفيذي، وعاد فيفا ليكون أكثر مرونة مع الاحساس بأن جائحة كورونا قد فعَلَتْ فِعلتِها الضبابية، وصار من غير الممكن التعامل بما هو قبل كورونا وما بعدها وإن كانت لم تبتّ بأي طلب للتمديد، ولكنها على الأرجح ستعطي الضوء الأخضر الى بنيان في هذا الاتجاه .
إن اشارات التطبيعية التي تتعلّق بتمشية أمور الاتحاد اليومية وهي كثيرة يقف على رأسها إعداد المنتخب الوطني لكرة القدم للاستحقاقات المقبلة، إشارات معقولة ومفهومة من الوسطين الرياضي والإعلامي، ولكن مع ذلك فإن تواجد الخبراء والمستشارين الجُدد والحديث عن تحديث النظام الاساس وفق رؤيتي حداثة منظور فيفا والاستعانة بالتجارب الجاهزة لبلدان ناجحة لا يلغيان أبداً ما سيتعرّضان له من هجمة مضادة مُحتملة، وعليه فإن الشفافية هي الحل واستيعاب الاعتراضات والصدامات مبكّراً أفضل من المفاجأة المتأخرة التي قد لا تكون في الحسبان لاسيما وأن الاتحادات الفرعية ومن المقرّبين منها في بغداد ليسوا مكتوفي الأيدي أو معدومي الوسيلة كما يتصوّر البعض، لذلك كلّه فإن نظرة أخرى في سيناريو الإخراج مبكّراً قد تفي الغرض وتُجنّب تطبيعية بنيان ما لا يوده.