TOP

جريدة المدى > عام > موسيقى الاحد: الموسيقى والمشاعر

موسيقى الاحد: الموسيقى والمشاعر

نشر في: 11 يوليو, 2020: 06:08 م

ثائر صالح

التأثيرات العاطفية للموسيقى موضوع بحث متواصل، إذ يحاول العلماء والأطباء تحديد طبيعة تأثير الموسيقى على المستمع والمشاعر التي تحركها فيه. كلنا يتذكر قصة الفارابي الشهيرة مع سيف الدولة التي رواها ابن خلكان في "وفيات الأعيان".

يقول: "أخرج من سوطه خريطة ففتحها وأخرج منها عيداناً وركبها، ثم لعب بها، فضحك منها كل من كان في المجلس، ثم فكها وركبها تركيباً آخر وضرب بها فبكي كل من في المجلس، ثم فكها وغير تركيبها وحركها فنام كل من في المجلس حتى البواب، فتركهم نياماً وخرج".

ولدراسة العواطف التي تثيرها الموسيقى قام العلماء في جامعة كاليفورنيا في بركلي بدراسة نشروها في كانون الثاني الماضي. أجرى الباحثون تجربة على 2500 شخص من الولايات المتحدة والصين لمعرفة تأثير أنواع مختلفة من الموسيقى عليه. اختارت عينات البحث أربعين قطعة موسيقية يعتقدون أنها تثير ثماني وعشرين عاطفة بالإضافة الى تقييمها من ناحية التأثير الإيجابي أو السلبي وكذلك درجة التأثير. وتم تحليل المعطيات بالعمليات الإحصائية للعثور على المشاعر "عابرة" الثقافات، أي التي يمكن اعتبارها ممثلة للطبيعة البشرية. وبينما توصل الباحثون الى وجود تشابه أو تطابق في تحديد نوع الشعور الذي تثيره قطعة موسيقية معينة في العينة من الثقافات المختلفة الأمريكية والصينية، لا يوجد اتفاق في اعتبار الشعور المعين إيجابياً أم سلبياً تبعاً للخلفية الثقافية، فهذا التقييم خاضع لاعتبارات الخلفية الثقافية بالدرجة الأولى وليست النفسية، وحتى درجة التأثير لم تتطابق بين الثقافتين. 

وللتأكد من دقة النتائج أجرى الباحثون تجربة إحصائية ثانية على نحو 1000 عينة من البلدين لمعرفة تقييمهم لثلاثمئة قطعة موسيقية غربية وتقليدية صينية لدراسة تأثير الاعتبارات الثقافية، وخلصوا الى تحديد ثلاثة عشر من التأثيرات على الأقل، هي المتعة، الفرح، الجمال، الأروتيكا، الاسترخاء، الحزن، الحلم، الانتصار، القلق، الرعب، الانزعاج، التحدي وأخيراً تعاظم النشاط. بهذه الطريقة يمكن تقسيم المكتبة الموسيقية حسب هذه المشاعر مثلما قال آلان كوين الباحث في علوم الأعصاب في الجامعة. وتتراوح التطبيقات على نتائج هذا البحث بين الاستعمالات في العلاج النفسي والعصبي حتى الاستعمالات في خدمات البث عبر الانترنت (streaming)..

يقول كوين "الموسيقى لغة عالمية، لكننا لا نبذل اهتماماً كافياً لما تقوله [الموسيقى] لنا وكيف تُفهم على الدوام. أردنا القيام بخطوة أولى هامة على طريق حل سر الطريقة التي تثير فيها الموسيقى هذه الظلال المتنوعة من العواطف". 

وسبق لجامعتين بريطانية وفنلندية أن أجريتا بحثاً على تأثيرات الموسيقى الحزينة في 2016، وتوصل البحث إلى تشخيص عواطف الاستمتاع أو الارتياح أو الألم في المتلقي. فغالبية العينة التي بلغ عددها 2436 شخصاً من البلدين أقروا بوجود شعور من الاستمتاع وتحسن المزاج. لكن البعض منهم أشاروا الى ارتباطها بذكريات مؤلمة، كفقدان عزيز. وبحسب بحث ياباني لجامعة طوكيو للفنون ومعهد بحوث الدماغ (RIKEN) فإن الموسيقى الحزينة لا تثير الحزن فقط، فالحزن من المشاعر السلبية، ومن غير المعقول أن الحزن هو الشعور الذي يدفعنا لسماع الموسيقى الحزينة، وذلك في تأكيد لاستنتاجات الدراسة الفنلندية-البريطانية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الفيفا يدرس زيادة عدد منتخبات كأس العالم

بريطانيا ترفع 24 جهة من قائمة العقوبات على سوريا

العراق يترقب أمطارا غزيرة تستمر للأسبوع المقبل

وزير الإعمار: نصف مساحة العراق خارج خدمات الصرف الصحي

منفذ طريبيل يمنع دخول 2000 رأس غنم مصابة بأمراض معدية إلى العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

الاعتياد على مسالك الحياة السهلة:  صفقة مع الخطر
عام

الاعتياد على مسالك الحياة السهلة: صفقة مع الخطر

ألِكْس كورمي* ترجمة: لطفية الدليمي بينما أكتب الآن هذه الكلمات يرسلُ هاتفي النقّالُ بطريقة لاسلكية بعضاً من أعظم ألحان القرن الثامن عشر (مؤلفها الموسيقار العظيم باخ لو كنت تريد معرفة ذلك!!) إلى مكبّر الصوت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram