TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > دولة المافيات التحاصصية، لماذا ؟؟

دولة المافيات التحاصصية، لماذا ؟؟

نشر في: 11 يوليو, 2020: 06:15 م

 د. مهند البراك

ـ2ـ

و يتساءل كثيرون عن معنى (فصائل المقاومة) في البلاد ، تقاوم من ؟؟ إن أرادت مقاومة المحتل الإسرائيلي، لماذا لا تذهب الى هناك لإيقاف إقامة مستوطنات جديدة و لدعم مشردي الشعب الفلسطيني الشقيق ؟؟

و لماذا لاتقاوم العدوان التركي التوسعي على أرض بلادنا و كردستان العراق و لاتقاوم العدوان الإيراني المتواصل الذي وصلت قنابله الى أطراف مركز قضاء كويسنجاق في محافظة أربيل ؟؟ في وقت تأهلت فيه القوات المسلحة العراقية باصنافها و بدعم تحالف دولي عريض يستطيع الفتك بداعش كلّما حاولت أن ترفع رأسها.

الاّ انها تعلن عن محاربة الاميركان و قوات التحالف الدولي التي جاءت بطلبات و عبر وساطات و رجاءات حكومات التحاصص لإنقاذ البلاد من داعش الإجرامية، سواء من قبل حكومات المالكي أو العبادي، و وفق اتفاقات و عقود مبرمة . . متناسية (فصائل المقاومة) بأن اسيادها جاءوا و استلموا الحكم بتوقيعهم أنواع التعهدات للاحتلال الأميركي بموافقات ارجنتينية إثر إسقاطه صدام . . فعن أية مبادئ و عن أية مُثُل قرآنية تتحدث ؟؟

في وقت أدىّ فيه نهب و عنف و تسيّد تلك الفصائل التي تحاول التستّر بستار الحشد . . الى إفقار شعبنا بعربه و كرده و كل أطيافه، و تسبب بتشريد العراقيين ذاتهم عن ديارهم و في عجز الدولة عن تأمين حتى رواتب و استحقاقات موظفيها في زمن انهيار أسعار النفط و الانهيار المتواصل للطلب عليه، بعد أن حوّلت العراق الشامخ الى دولة ريعية محطمة الزراعة و الصناعة و التجارة و بلا احتياطي طوارئ، بل و استولت الفصائل تلك حتى على الأموال الفلكية لمنافذه الحدودية . . 

بل و تسببت بعجز الدولة عن مكافحة وباء كورونا الذي يغزو العالم، حين عملت منذ بداية غزو الوباء على عدم أخذه بالجدية اللازمة لحماية البلاد بدعوى عدم المس بقدسية المراقد المحفوظة بقدرة القدير و عدم المس بطهارة زوارها و طهارة منتجاتها المرسلة، في وقت شملت فيه إجراءات العزل بسبب كورونا المسجد الحرام و كعبة حجاج بيت الله . . فابقت الحدود الشرقية للبلاد مفتوحة في وقت مهدد شكّلت حينه الجارة إيران بؤرة خطيرة للوباء، رغم استغاثات و صيحات الشعب و المسؤولين الإداريين و تنبيههم الى الخطورة الهائلة لذلك الموقف المتعمّد !

الأمر الذي أثار و يثير تساؤلات هائلة من نواب برلمانيين و متخصصين و مثقفين و أوسع الجماهير، وسط صمت البرلمان . . هل هو بسبب الستراتيجية المشوهة لنظرية (الموجات البشرية) الصينية التي تتبعها الفصائل التي لاتبالي بالخسائر البشرية فداءً للمقدس ؟؟ المقدس الذي ضاع بصيحات متظاهري تشرين و من سبقهم " بإسم الدين باكونا الحرامية " . . 

أم هو بسبب ابقاء شبكة طرق طهران ـ بغداد ـ بيروت مفتوحة كعصب للهلال الطائفي و لأهداف لايُعلن عنها ؟؟ بلا مبالاة بحياة و مصائر عشرات ملايين العراقيين، التي وصلت حدوداً قاسية في مواجهة الوباء بعدم التصدي له في البداية. أم هو بسبب الخوف على التحاصص المافيوي الذي تدرّه عليها المنافذ الحدودية التي تبلغ إيراداتها سنوياً أكثر من ثمانية مليارات دولار، بحسب اقتصاديين متخصصين و إداريين مشهود لهم بالمعرفة و الخبرة ؟؟

بعد أن شكّلت العصابات بمنظور متخصصين محايدين، و كأنها الآلية الوحيدة لحكم البلاد بالقوة و تحقيق أعلى الأرباح لها بالتحاصص، بواجهة دستور و مؤسسات دستورية، وفق منظور دولة إسلاموية تتمدد (كشعار داعش)، عاصمتها الارجنتين و بقية الدول ولايات عائدة لها وعائداتها تموّل الدولة الأم . . كما صرح قادة إيرانيون كبار بأن العراق ليس دولة و إنه جزء من فارس . . حتى صار نواب و وزراء سابقين و كبار المعلقين في الفضائيات يقولون ان : ايران تشعل الحروب خارجها و تقاتل بابناء الشعوب التي تهيمن عليها و لاتبالي بأرواحهم، عملاً بفكرة (الثغور الاسلامية) قبل أكثر من ألف سنة، بعد تحويرالفكرة لمصالحها الأنانية هي، على حد أقوالهم . . 

في وقت تهاجم فيه دوائرها و العائدين لها السيد الكاظمي على تصريحاته بأهمية حصر السلاح بيد الدولة و يدعونه للتخلي و (التغليس عنه) كما فعلت الحكومات السابقة و إن عليه الإعداد لإنتخابات مبكرة فقط ؟؟ ناسين أو متناسين انه، لا انتخابات نزيهة دون حصر السلاح بيد الدولة، لأن السلاح المنفلت سيؤدي الى إجبار الناس على إعادة انتخاب من فشلوا في الحكم و في إدارة دولة ساروا على تحطيمها، أو يؤدي الى تزوير نتائجها تحت تهديد و فعل السلاح كما حصل في الدورات السابقة، و ناسين بأن لامواجهة للأزمة الصحية و الاقتصادية لخلق مناخ آمن لإجراء الإنتخابات دون حصر السلاح بيد الدولة و تجريد الفاسدين من استخدامه، و السيطرة على أموال البلاد. (يتبع)

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram