متابعة / المدى
مع بدء انتشار معدلات الإصابة بكورونا في إقليم ووهان الصيني نهاية العام الماضي، كانت سارة جيلبرت، 58 عامًا، أستاذة علم اللقاحات بجامعة أكسفورد، والتي تقود حاليًا أكثر بحث بريطاني تقدمًا عن لقاح لفايروس كورونا، تحاول فهم أسباب ظهور هذه الإصابات المتكررة، متشككة في الوقت ذاته بالروايات الرسمية.
بدأت جيلبرت سريعًا التحدث مع زملائها والتفكير فيما يمكن فعله، بعدما أدركت خطورة الوضع مع ارتفاع معدلات الإصابة، تقول العالمة البريطانية في مقابلة مع وكالة بلومبرج الأميركية إنه "لم نكن نعرف ما سبب ظهور الحالات، والوقت كان مبكرًا للخروج بأي نتيجة". جيلبرت هي أم لثلاثة أبناء، يدرسون جميعًا الكيمياء الحيوية، تنهض مبكرًا من نومها عند الرابعة صباحًا، بكثير من الأسئلة في رأسها حول اللقاح والوباء الذي أغلق العالم، لتبدأ العمل مبكرا من المنزل لبضع ساعات، قبل أن تستقل دراجتها للذهاب للمعهد بالجامعة الذي تواظب العمل فيه حتى المساء.
ويضم فريق أكسفورد، الذي لم يكن يضم سوى عدد قليل من الأشخاص ما يقرب من 250 شخصًا. وحقق لقاح أكسفورد الذي تطوره شركة "أسترازينيكا"، تطورًا كبيرًا، بحسب كبيرة علماء منظمة الصحة العالمية، التي ذكرت أنه "على الأرجح الأكثر سبقًا في العالم، وأكثر اللقاحات التي وصلت لمراحل متقدمة من التطوير". وبحسب جريدة "ديلي ميل" البريطانية قال علماء جامعة أكسفورد وعلى رأسهم سارة جيلبرت إنهم واثقون "بنسبة 80 %" من إمكانية حصولهم على اللقاح بحلول ايلول المقبل.
وأفادت الأنباء أن الأشخاص الذين يتم إعطاؤهم لقاح أكسفورد يقومون بتطوير أجسام مضادة وخلايا دم بيضاء تسمى الخلايا التائية والتي ستساعد أجسامهم على محاربة الفايروس إذا أصيبوا. وتشمل تجربة أكسفورد للمرحلة الثالثة حوالي 8000 شخص في جميع أنحاء المملكة المتحدة وأيضًا ما يصل إلى 6000 شخص في البرازيل وجنوب إفريقيا، حيث قد يكون من السهل اختبار اللقاح لأن الكثير من الأشخاص مصابون بالفايروس في هذه الدول. لا يستهوي العالمة البريطانية الظهور إعلاميًا أو الحديث طويلًا، ملتزمة في أغلب أوقاتها بالعمل سواء في المنزل أو المعهد التابع للجامعة، يقول أندرو ماكلين، عضو مجلس إدارة شركة أكسفورد للعلوم، والذي عمل معها لسنوات: "مستوى معرفتها بالتفاصيل غير عادي".
أخيرًا، أعربت جيلبرت عن ثقتها الكبيرة في اللقاح المسؤولة عن تطويره مع فريقها البحثي، قائلة أمام لجنة برلمانية في تموز الجاري، إن لقاح أكسفورد لديه احتمال بنسبة 80 في المائة ليكون فعالا في منع الأشخاص الذين يتعرضون للفايروس التاجي الجديد من تطوير كورونا.