TOP

جريدة المدى > عام > المرأة وأدب الحرب

المرأة وأدب الحرب

نشر في: 21 يوليو, 2020: 06:13 م

عفاف مطر

ليس لأن الرجال هم قادة الحرب وجنودها، فهذا يعني بالضرورة أن يقتصر أدب الحرب على الرجال؛ لا، بل إن موضوعة الحرب مثلها مثل أي موضوع آخر في الحياة، كما يهم الرجل؛ تهم المرأة.

في هذه المقالة استعرض بعض الروائيات اللاتي كتبن وتفردن في كتاباتهن عن الحرب، وتعد رواياتهن من أعظم ما كُتِب في عالم الرواية بصورة عامة وأدب الحرب بصورة خاصة.

الكاتبة الأميركية مارغريت ميتشل 

حظيت رواية "ذهب مع الريح" بشهرة كبيرة جداً، وفازت بجائزة بوليتزر عام 1937، وفيها تروى "ميتشل" قصة فتاة بسيطة، خلال الحرب الأهلية بين ولايات الشمال والجنوب الأميركية، دمّرها الحب، في بداية حياتها، ورمى بها بين أحضان رجل أحبها بعمق ولكنها لم تمنحه سوى الكراهية والانتقام، وعلى مدار الرواية يتعرف القارئ على المجتمع الأميركي ككل ومجتمع ولاية جورجيا بشكل خاص. كتبت مارغريت ميتشل رواية "ذهب مع الريح" عام 1936، وهي الرواية الوحيدة التي كتبتها في حياتها، وبعدما انتهت من كتابتها أصيبت بمرض أجبرها على المكوث فى بيتها لفترات طويلة.

الكاتبة الأميركية هيرت ستو 

رواية "كوخ العم توم"، رواية تدور حول مكافحة العبودية، ونشرت في عام 1852، وقيل بأن هذه الرواية ساعدت فى وضع الأسس للحرب الأهلية الأميركية، وظلت رواية "كوخ العم توم" الأكثر مبيعاً في القرن الـ19، بعد الكتاب المقدس. هيرت ستو معلمة ولدت فى كونيتيكت – وكانت ناشطة في معهد هارتفورد اللاهوتي وسعت وجاهدت لإلغاء تجارة الرقيق.

الكاتبة الألمانية مارتا هيلرس

لها رواية واحدة وهي تعد سيرة ذاتية للكاتبة نفسها، (امرأة في برلين) تحكي عن العلاقات المعقدة بين المدنيين والجيش المحتل، والمعاملة المهينة للنساء في مدينة محتلة والذي عُرِفَ بـ الاغتصاب الجماعي، وهي الجريمة التي عانت منها جميع النساء، بغض النظر عن السن إذ شملت الفتيات في سن ثماني سنوات وحتى الشيخوخة، صدرت الطبعة الأولى للكتاب باللغة الإنكليزية في الولايات المتحدة عام 1954. بعد وفات هيلرس بعامَيْن؛ أي في العام 2003، صدرت طبعة جديدة للكتاب في ألمانيا، وكانت من أفضل الكتُب مبيعاً، ثم صدر، مرّة أخرى، في طبعة جديدة، باللغة الإنكليزية في العام 2005، وباسم «مجهول». إضافة إلى صدورها، بسبع لغات أخرى. كما أن الكتاب حُوّل إلى فيلم في العام 2008 بالعنوان ذاته، باللغة الألمانية، وأخرجه ماكس فيربربُك، وقامت بدور البطولة فيه نينا هوس.

الروائية الأميركية دانيال ستيل

كتبت دانيال رواية بعنوان (إمرأة صالحة) وتدور أحداثها عن سيدة عملت في تمريض ضحايا الحرب العالمية الأولى، كانت قد خرجت من نيويورك وهي في التاسعة عشرة من عمرها، بعدما فقدت عائلتها على إثر غرق السفينة العملاقة الشهيرة "تيتانيك"، عملت فترة في مساعدة الفقراء، ومرت بزيجة فاشلة، وعند قيام الحرب قررت الاشتراك في تمريض الضحايا، وكان هذا سبب في عودتها في نهاية الرواية إلى مدينتها الأم. كما كتبت رواية (التوأم) وتدور أحداث الرواية في فترة الحرب العالمية الاولى عن توأمتين تعيشان مع أبيهما الذي لم يتعافَ مطلقاً من وفاة أمهما بعد ولادتهما وتختلف شخصياتهما وتصرفاتهما حيث تتواجد إحداهما في فرنسا أثناء اشتعال الحرب وتتورط الأخرى في زيجة لم تكن في حسبانها.

الروائية السورية غادة السمان 

رواية (بيروت 75) من أهم ما كتبت غادة السمان، وهي رواية تتنبئ بحرب أهلية تجتاح لبنان، وقد تحققت نبوءتها فعلاً، رواية غادة السمان بيروت 75 هي أشبه بعملية دخول حقل ألغام حيث يصطدم القارئ بواقع عربي مريض اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً كما تحرص السمان على تقديم ذلك في جملة عواطف وأفكار وتطلعات لمجموعة اجتماعية معينة.

الروائية اللبنانية جنى فواز الحسن

كتبت جنى رواية (الطابق 99) ناقشت فيها أزمة الهوية في بلاد المهجر ومشاكل ثقل الماضي المرتبط بعداوات الحرب. تحكي عن قصة حب معقدة في نيويورك سنة 2000 بين شاب فلسطيني مسلم يدعى مجد، وحسناء لبنانية مسيحية اسمها هيلدا. ينتمي كلاهما إلى جيل ما بعد الحرب، فمجد الذي نجا بأعجوبة من مجزرة صبرا وشاتيلا سنة 1982، فقد والدته وقتها لتصبح لديه عقدة نفسية سببتها ندبة غائرة في وجهه وعرج في ساقه. والمفارقة أن حبيبته التي تعرّف عليها في أميركا مسيحية من عائلة منتمية إلى حزب الكتائب المسيحي اللبناني المسؤول المباشر عن المجزرة. نشرت الرواية سنة 2014 عن منشورات ضفاف ومنشورات الاختلاف، ووصلت للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية البوكر لعام 2015.

الكاتبة السورية نغم حيدر

كتبت روايتها المعنونة بـ (أعياد الشتاء) وهي حكاية الفتاتين شهيناز وراوية اللتين جمعتهما غرفة ضيقة في أحد بلدان اللجوء الباردة، وتغوص في تفاصيل حياتهما الدقيقة والمتناقضة حد الانقسام، كاشفة ندوب الرحيل وقساوة اللجوء. تذهب الكاتبة إلى أبعد من علاقة بطلتيها بجسديهما، وإلى أبعد من حب شهيناز للضابط العنيف قتيبة وتناقض شعورها نحوه بعدما نفاها، وإلى أبعد من مأساة اللجوء والانسلاخ والندوب المعششة في الروح. وبأسلوب أدبي جريء تتطرق إلى العلاقة السادية بين البطلة شهيناز والضابط قتيبة، والعلاقة المبهمة بين راوية وأبيها. ويمكننا أن نقول إنها قصة سياسية من دون أن تتطرق إلى السياسة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

الاعتياد على مسالك الحياة السهلة:  صفقة مع الخطر
عام

الاعتياد على مسالك الحياة السهلة: صفقة مع الخطر

ألِكْس كورمي* ترجمة: لطفية الدليمي بينما أكتب الآن هذه الكلمات يرسلُ هاتفي النقّالُ بطريقة لاسلكية بعضاً من أعظم ألحان القرن الثامن عشر (مؤلفها الموسيقار العظيم باخ لو كنت تريد معرفة ذلك!!) إلى مكبّر الصوت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram