محمد حمدي
اختتم وزير الشباب والرياضة الكابتن عدنان درجال جولة مباحثات رياضية شبابية في العربية السعودية وصفت بأنها ناجحة على حدّ قول الوزير وشملت عدّة ملفات ربما يقف في طليعتها المدينة الرياضية المهداة الى العراق من الملك سلمان بن عبد العزيز، الزيارة وإن يكن غلفها طابع التعتيم الإعلامي من الطرفين وكان من المفترض أن تختتم بحضور رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلا أنها أتت بوقت مناسب جداً من الممكن أن تستوعب طروحات مستقبلية كثيرة .
حديث المدينة الرياضية وما يمكن ان تضيفه الى العراق عموماً والعاصمة بغداد بشكل خاص لا يجب أن يندثر تحت ضغوطات وخلافات داخلية ألقت بظلالها على عشرات المشاريع المماثلة، والحقيقة إن مجرّد الحديث عنها كمنحة أو هدية مقدّمة الى الرياضة العراقية وجماهيرها من السعودية تحديداً لابد أن يصاحبها تصوّر واقعي هو أنها يجب ان تبنى على أحدث طراز وأكمل وجه، كونها ستخلّد ذكرى وموقف له دلالة كبيرة ويحمل في طيّاته حسن النيّات لبناء علاقات أخوية راسخة قد يتبعها مشروع آخر، ولا نعني هنا اننا نطالبهم أو غيرهم بالمزيد ابداً، فالعراق بلد غني مقتدر غير أن تراكمات الأحداث وتقلّبات السياسة والملفات المزعجة عجزت أن تكون ملتقى للحلول والعكس هو الصحيح وكم من فرصة طيبة كانت في متناول اليد خسرناها بحسابات مغلوطة وتصرفات لا يمكن القبول بها!
المهم في الأمر، إن الوزير درجال أعلن عن لجنة فنيّة ستصل العراق قريباً لحسم هذا الملف، وعدم الانتظار طويلاً فأية بقعة أرض في بغداد أو حولها لن تكون بعيدة عن جماهيرنا الرياضية الكبيرة وإن المشروع ما أن يوضع له حجر الأساس فإننا سنكون على ثقة راسخة جدا بان إكماله على الصورة الأمثل ستكون بعِداد الأشهر البسيطة وهذا الكلام ليس جزافاً، بل من مصدره الرسمي الذي تعهّد بالمال والجودة والكفاءة.
الملف الآخر هو استضافة الاشقاء للفرق الرياضية العراقية والمنتخبات وفق بروتوكولات تعاون مشتركة وقعها ثلاثة وزراء سابقون ولم ينفذ منها سوى الشيء اليسير، وما أثمر عن بطولة رباعية ومنحة مالية كبيرة أتت في وقتها المناسب ذلك الحين، ومن الممكن أن تكون هذه البروتوكولات وثائق عمل تخضع لعاملي الوقت والمناسبات الرياضية أيضاً بغية الاستفادة منها على أكمل وجه لا أن تخضع لعامل الصدفة أو وضعها مثلاً تحت مزاجيات المسؤول فقط .
وطالما كان الحديث عن البروتوكولات فإن مكاتب وزارة الشباب والرياضة عامرة بها منذ عهد الوزير جاسم محمد جعفر مروراً بالآخرين ونذكر على سبيل المثال البروتوكول القطري والمصري والتركي والإيراني وربما كان الأخير هو الأهم كونه خضع لتأكيدات كثيرة وصلت الى مستوى نائب رئيس الجمهورية وأحتوى على بنود مكّثفة جداً للقاءات ومعسكرات وغيرها وبالتالي فإن البحث عن التجديد ليس بصالحنا اطلاقاً لأنه مثبّت على الورق أصلاً، في مجالات الأندية والاتحادات والفئات العمرية والملتقيات الأسبوعية وتبادل الخبرة، وبالتالي فإن الأمر لا يتطلب الكثير من الجهود لتقليب الصفحات والاستفادة منه بأقصى درجة.
لقد وصل الحال أن طالبت الوزارة في فترة سابقة الاتحادات الرياضية بوضع مناهج البروتوكولات على جدول أولوياتها ومعها الأندية بطبيعة الحال ليتم العمل بما هو موثق ويحتوي على تسهيلات ، ولا أعرف لماذا تغفل الاتحادات عن هذه الميزة وتطالب بما هو غير واقعي مع بلدان ليس لنا معها أي اتفاق يذكر أو أن سفرها حتى الى البلدان المذكورة يكون خارج النص باجتهاد شخصي يغلب عامل العلاقات الخاصة على البروتوكول التعاوني ، إن الحديث الذي نذكره هو لإعادة الطرق والتذكير عسى أن تعم الفائدة.