TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: اختطاف ميركل فـي بغداد

العمود الثامن: اختطاف ميركل فـي بغداد

نشر في: 22 يوليو, 2020: 09:24 م

 علي حسين

لا تزال الدولة تأخذ موقف الحياد من عمليات الخطف، ودراجات كاتم الصوت. ليس ثمة شيء عندها سوى بيان تصدره وزارة الداخلية تحذر من أن الدولة لن تسمح بالفوضى. 

تلحّ الدولة بكل أجهزتها على أنها حامية للمواطن، وأنها لن تسمح لأي جهة غيرها أن تمتلك السلاح، وأصبح شعار "السلاح بيد الدولة" مثل معزوفة موسيقية تعزفها الأجهزة الأمنية مع كل عملية خطف أو اغتيال.. أما البحث عن الجاني فهذه مسؤولية المواطن.. مضى على اغتيال الباحث هشام الهاشمي أكثر من أسبوعين، دون أن تعلن الدولة موقفًا من التحقيق.. ربما يسخر مني البعض ويقول: يارجل عشرات عمليات الاغتيال والخطف تمت خلال السنوات الماضية، والنتيجة ان الدولة تضع الملفات في احد الادراج ، مثلما وضعت من قبل ملفّات جسر الأئمة وتفجيرات بغداد الجديدة وجريمة سبايكر وملف قتل المتظاهريت ، ولهذا علينا ن نعرف جيدًا أن كل أعضاء اللجنة التي حققت في اغتيال هشام الهاشمي ، ذهبوا مطمئنين إلى النوم العميق، بعد أن أوهموا العراقيين بأن الحكومة اقتصّت من المجرمين. لا شيء تغير، إلّا مأساة أهالي الضحايا التي ازدادت هولًا وضخامة وفجيعة..

وأعتذر لأنني سأعود للحديث عن السيدة "هيلا ميوس" التي مر على اختطافها ثلاثة أيام .. وشاهدنا نحن المواطنين المغلوبين على أمرنا ومعنا أجهزة الدولة شريط الفيديو الذي يصور عملية الاختطاف والسيارات التي نفذت عملية الخطف.. والعديد من المسلحين الذين وقفوا بالقرب من مركز شرطة يرفع شعار "لا أرى.. لا أسمع .. لا أتكلم".

وأكرّر ما قلته سابقًا أن المسألة هنا تتعلق بفضيحة كبيرة: هناك أطراف تعرف جيدًا أن الدولة لا تملك سلطة معارضتها، ولكن هل يعقل ياسادة أن تُخطف امرأة جاءت لمساعدتنا؟.. أليس الأمر أشبه بعار سيظل يطارد هذه البلاد التي لا تحترم ضيوفها؟.. قبل سنوات وقفت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، وهي تواسي أكثر من مليون لاجئ هربوا من بلدانهم "المؤمنة" ومنهم آلاف العراقيين الذين لم تتحملهم بلاد أحزاب التقوى، لتقول السيدة ميركل للجميع: أريد أن أبعث الأمل في نفوس الحالمين بالطمأنينة والأمان، وشيء من الضوء.

آلاف العراقيين يعيشون في ألمانيا في ظل نظام يوفر لهم الرعاية الصحية والأمان والسكن، ولا أريد، وأعتقد أنني لا احتاج، أن أذكركم بأن مسيحيي بلاد الرافدين هجّروا من بيوتهم في بغداد والبصرة والموصل بسبب خطاب يومي منفر، مخيف، مقزز، ولا أريد أن أعيد السؤال مَن قتل الأيزيديين في بغداد؟، ومن كان يصر على محاصرة المسيحيين وإجبارهم على ترك بيوتهم؟ 

واعيد طرح السؤال بصيغة أخرى: لديك دولة يلقى فيها العراقي صنوفا من الاحترام والامان ، ولديك دولة لا تريد ان تقول : توقفوا عن هذه المهازل !!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

 علي حسين كان العراقي عصمت كتاني وهو يقف وسط قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعرك بأنك ترى شيئا من تاريخ وخصائص العراق.. كان رجل الآفاق في الدبلوماسية وفي السياسة، حارساً لمصالح البلاد، وحين...
علي حسين

قناطر: بغداد؛ اشراقةُ كلِّ دجلةٍ وشمس

طالب عبد العزيز ما الذي نريده في بغداد؟ وما الذي نكرهه فيها؟ نحن القادمين اليها من الجنوب، لا نشبه أهلها إنما نشبه العرب المغرمين بها، لأنَّ بغداد لا تُكره، إذْ كلُّ ما فيها جميل...
طالب عبد العزيز

صوت العراق الخافت… أزمة دبلوماسية أم أزمة دولة؟

حسن الجنابي حصل انحسار وضعف في مؤسسات الدولة العراقية منذ التسعينات. وانكمشت مكانة العراق الدولية وتراجعت قدراته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وانتهى الأمر بالاحتلال العسكري. اندفعت دول الإقليم لملء الفراغ في كواليس السياسة الدولية في...
حسن الجنابي

إدارة الاقتصاد العراقي: الحاجة الملحة لحكومة اقتصادية متخصصة

د. سهام يوسف بعد مصادقة المحكمة الأتحادية على نتائج الانتخابات الأخيرة، يقف العراق على أعتاب تشكيل حكومة جديدة. هذه الحكومة ستكون اختبارًا حقيقيًا لإصلاح الاقتصاد العراقي المتعثر، حيث تتوقف عليه قدرة البلاد على مواجهة...
سهام يوسف علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram