محمد حمدي
بدأ منتخبنا الشبابي منذ يوم أمس أول رحلة إعدادية له نحو المشاركة في بطولة آسيا للشباب تحت 19 عاماً ضمن المجموعة الثانية إلى جانب منتخبات اليابان وكوريا الجنوبية والبحرين في البطولة التي ستقام في أوزبكستان للمدة من 14-31 تشرين الأول المقبل من العام الحالي،
المعسكر الداخلي الذي سينطلق بمعية المدرب قحطان جثير في كربلاء المقدسة يقام على نفقة وزارة الشباب والرياضة بتعهّد صريح من الوزير عدنان درجال الذي أوعز على الفور بعد لقاء قصير مع جثير ولاعبيه بتوفير الأجواء المناسبة لإقامة الإعداد والشروع من ملعب كربلاء الدولي، الخطوة المتوقعة من الكابتن درجال لاقت قبولاً حسناً في الشارع الرياضي الذي توقع أن يصطدم المنتخب بعقدة توفير الإمكانات المادية له كما هو الحال في جميع المواسم السابقة يضاف الى ذلك ما خلفته جائحة كورونا وحظر التجوال من موانع طبيعية بوجه الإعداد للبطولة.
مع ذلك نرى أن الوقت يبدو مناسباً لتكثيف الأجواء التدريبية وإن كان الحرّ لاهباً في هذه الفترة ويصعب جداً الحصول معه على مباريات تجريبية لذات الظروف المشار إليها، وما يخفّف من ثقل المهمة أن العالم أجمع يعاني من ذات الظروف والصعوبات وإن كانت في العراق أشدّ ثقلاً، لكن الأمل في تحقيق نتائج طيبة يبقى معقوداً بإرادة الشباب الموهوبين وما يمكن أن يتوفر لهم خلال الفترة المقبلة كان يتم تأمين سفرهم قبل فترة مناسبة للانسجام مع الأجواء أو للحصول على فرصة لقاء فرق أخرى ودياً ستسبقنا الى هناك بالتأكيد.
مصادرة ملاعب
مناشدات كثيرة وصلتنا من مناطق متفرقة من بغداد كأحياء الحرية والشعلة والأمين وغيرها الكثير يشكو فيها روابط الفرق الشعبية وهي المدارس الأولى لانطلاق الموهوبين الشباب وتتمحور جميعها باتجاه مصادرة الملاعب ومنتديات الشباب في المناطق بذريعة الاستثمار، ولكنه في الحقيقة استثمار مدمّر سيهدر طاقات الشباب والأمل في تطوير مواهبهم ومن ثم الابتعاد عنها قسراً، هذا الأمر لم يكن بعيداً عن وزير الشباب والرياضة عدنان درجال أو الوزارة الراعية لأكبر شريحة سكانية في العراق وعمد الى إجراء زيارات ميدانية الى مواقع الساحات الشعبية المصادرة واستقبل الشباب خطوته وتفاعله بحرارة على أمل إلغاء العقود والإجازات الاستثمارية والمسير مع الطرح الذي قدمه الكابتن درجال الذي قال إن الدولة تؤمن بالاستثمار في قطاع الشباب على أنه الأكثر ربحاً وأهمية .
شعار جميل لكنه سيصطدم بواقع مرير هو عائدية الأرض ومن أجّرها واستحوذ على حقوق الاستثمار لإنشاء المولات والمجمّعات أو المستشفيات الأهلية كما هو الحال مع منتدى شباب الحرية الذي عرف بغزارة انتاج النجوم الرياضيين بمختلف الألعاب، لا أريد أن أقول إن لغة البلدوزرات واصوات المنتفعين ستكون أقوى وأكثر تأثيراً لأنها تملك السلطة والمال، ولكن هذا ما نراه بجلاء اليوم ونحن نتأسّف على ضياع المتنفّس الوحيد لشبابنا.
الرواد مرة أخرى
للرياضيين الأبطال الرواد قصّة حزينة تمرّ على مسامعنا يومياً وتزدحم بمئات الصور التي يكون بعضها مفجعاً حتى وإن جاء قانون المنح ليكون عوناً لهم، فما بين التأجيل والإطالة يستنزف هؤلاء الوقت الثقيل بالانتظار لحلحلة أزمة هنا واحتساب وإدارة هناك ونقص في البيانات التي تؤكد أن اللاعب الذي لا أريد أن اذكره بالاسم حفاظاً على نجوميته ومكانته هو ليس بطلاً آسيوياً مع إن الجماهير لازالت الى اليوم تتغنّى بما صنعه على شاشات التلفاز التي لا تكفي لتكون شفيعاً أمام سطوة سياسة (كتابنا وكتابكم) الروتينية سيّئة الصيت فيما ينتظر الآخر تجاوز الخمسين عاماً ليحتسب ضمن الرواد وعليه تحمل عبء ثلاث سنوات ليكون مبلغ المنحة كافياً لدفع نفقات استئجار المنزل أو قسط أول لعملية جراحية فهل يعقل ذلك؟