TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: عار الداخلية ومحنة المالكي

العمود الثامن: عار الداخلية ومحنة المالكي

نشر في: 1 أغسطس, 2020: 09:44 م

 علي حسين

السيد نوري المالكي كعادته يحب مشاهد "الأكشن" ولهذا نجده يكثر من الظهور، مرة ضيفًا على برنامج يصور في مكتبه، ومرات يغرد على تويتر معترضًا ومحذرًا، وكان آخرها أمس حين غرد على تويتر بأنه "ليس من حق أحد حل البرلمان دون موافقة النواب"، مضيفًا أن "رئيس مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية لهما حق الطلب فقط وليس قرار الحل"..

وهو كلام جميل جدًا، لولا الملعون الإمبريالي "يوتيوب" الذي يحتفظ للسيد المالكي نفسه بحوار مع قناة العراقية قبل ثمان سنوات بالتمام والكمال، كان فيه منفعلًا وحذر من تدخل البرلمان في شؤون الحكومة، ولم ينس المالكي أن يذكرنا بحقه في "التجميد"، ويعني به تجميد عمل البرلمان، إذا ما حاول يومًا الاعتراض على سياسات الحكومة، وأطلق في ذلك الوقت نظرية تقول إن البرلمان لا يملك الحق في تشريع القوانين، وإنما يملك حق الاقتراح، في ذلك الوقت كان السيد المالكي يسعى إلى إلغاء مهام مجلس النواب وتحويله إلى مجلس صوري مهمته أن يرفع يديه موافقًا على القوانين التي يصدرها مكتب رئيس الوزراء، في ذلك الوقت كتبت مقالًا بعنوان "القائد الأوحد" قلت فيه إن ما يجري يمثل تراجعًا حقيقيًا في التحول الديمقراطي. وطرحت سؤالًا: كيف يمكن لمؤسسة تشريعية كمجلس النواب أن تمارس دورها في ظل خطة جهنمية يقودها البعض لتحييد المجلس والسعي لتحويله من مجلس سياسي إلى مجلس عشائري؟.

في تغريدته الأخيرة، التي اعترض فيها على إجراء انتخابات مبكرة، يحاول السيد نوري المالكي أن يعيد ترتيب الأحداث حسب ما يريده هو وليس حسب ذاكرة موقع "اليوتيوب".

يجب أن نسجّل للديمقراطية العراقية، المسلّحة منها وغير المسلّحة، أولويات كثيرة و"مهمة"، فهي أول دولة تمارس السياسة من أجل الضحك على الناس، واللعب على مشاعرهم، لأنهم يعتقدون أنّ هذه البلاد منذورة لمهمة أكبر، وهي الحفاظ على " شذوذ " الاجهزة الامنية وسيطرتها على الشارع، وإلا ما معنى أن يُنتشر اشاوس القوات الامنية فديو يُصور شاب يتعرض لاهانه لا يمكن ان يتحملها انسان ، ونسمع في الفديو الذي بث على اليوتيوب كلمات لا يمكن ان تخرج من انسان سوي في الخلق والانسانية ، في الوقت الذي لم تخرج علينا وزارة الداخلية سوى ببيان قصير عنوانه"سنقتصّ من الجناة"من هم الجناة؟ أعتقد أن الوزارة تعرفهم،وتعرف ايضا، أنهم تعمدوا نشر الفديو من أجل أن يقولوا للجميع : نحن لكم بالمرصاد. ولعلّ الأقسى من الطريقة البشعة التي عمل فيها هذا الفتى ، أننا من جديد نتجرّع الحقيقة بمذاق العلقم، وهي أنّ المواطن العراقي بلا ثمن، ومن ثم فلا تسألوا عن"الاقتصاص من " الشاذين " انسانيا وخلقيا .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

 علي حسين كان العراقي عصمت كتاني وهو يقف وسط قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعرك بأنك ترى شيئا من تاريخ وخصائص العراق.. كان رجل الآفاق في الدبلوماسية وفي السياسة، حارساً لمصالح البلاد، وحين...
علي حسين

قناطر: بغداد؛ اشراقةُ كلِّ دجلةٍ وشمس

طالب عبد العزيز ما الذي نريده في بغداد؟ وما الذي نكرهه فيها؟ نحن القادمين اليها من الجنوب، لا نشبه أهلها إنما نشبه العرب المغرمين بها، لأنَّ بغداد لا تُكره، إذْ كلُّ ما فيها جميل...
طالب عبد العزيز

صوت العراق الخافت… أزمة دبلوماسية أم أزمة دولة؟

حسن الجنابي حصل انحسار وضعف في مؤسسات الدولة العراقية منذ التسعينات. وانكمشت مكانة العراق الدولية وتراجعت قدراته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وانتهى الأمر بالاحتلال العسكري. اندفعت دول الإقليم لملء الفراغ في كواليس السياسة الدولية في...
حسن الجنابي

إدارة الاقتصاد العراقي: الحاجة الملحة لحكومة اقتصادية متخصصة

د. سهام يوسف بعد مصادقة المحكمة الأتحادية على نتائج الانتخابات الأخيرة، يقف العراق على أعتاب تشكيل حكومة جديدة. هذه الحكومة ستكون اختبارًا حقيقيًا لإصلاح الاقتصاد العراقي المتعثر، حيث تتوقف عليه قدرة البلاد على مواجهة...
سهام يوسف علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram