محمد حمدي
وفرت جائحة كورونا وظروفها الاستثنائية فرصة مثالية للسير نحو الحوكمة والاستغلال الأمثل لعالم الاتصالات في التدريب والمشاركات والاطلاع بلا تكاليف تقريباً، وشهد الوسط الرياضي إقامة عدد كبير من الدورات وورش العمل والبطولات الافتراضية التي وصلت الى أشخاص وأماكن لم تتح لهم الفرصة في السابق لأجل المشاركة والاستفادة منها،
وقد شهدت بنفسي دورات وورش داخلية وخارجية في التحكيم والتدريب تطبّق وفق أحدث منظومات الدراسة عن بُعد ببرامج متطوّرة جداً يُمكن للمشارك من خلالها البحث والاستقصاء والسؤال بحرية وفائدة تامة، وهذه الطريقة فضلاً عن تجاوزها حالة الجمود في الأنشطة الرياضية إلا أنها قدّمت فسحة هائلة للتطوّر والمعرفة والمشاركة، واعتقد أنها ستستمر بفاعلية حتى بعد إنتهاء الجائحة كما أنها وفّرت الجهد وثقل الصرفيات المادية في إقامة المؤتمرات ونجحت في الوصول الى أبلغ الدرجات والقرارات كما حصل في مؤتمر وزراء الشباب العرب الذي عقد عبر الدائرة الإلكترونية المغلقة قبل نحو شهر تقريباً وكان من المؤتمرات الناجحة بحضوره وحجم المشاركات والقرارات المتخذة.
ختام الموسم
ستنتهي قريباً فعّاليات البطولات الكروية العالمية على مستوى الأندية بعد اختتام أغلب الدوريات الكروية التي شهدت موسماً صعباً للغاية كانت في مسيرة الاستمرار تسير على كف عفريت، نجح في الأغلب من لديه إدارة متماسكة وقوانين منظمة الى حدود بعيدة منعت الجماهير من التواجد واتخذت فيه التدابير اللازمة بالرغم من حدوث بعض الأخطاء، ولكن الأعذار كانت مشروعة حتى مع إلغاء مسابقة الدوري الكروي التي حصلت معنا، وهنا يتبادر الى الذهن سؤال مشروع جداً، ترى ماذا سنفعل لو استمرّت الظروف على حالها وصعوبتها؟ وهل نستطيع التكيّف مع الفايروس وإقامة البطولات كما حصل في أوروبا مثلًا ؟ أعتقد أن مجرّد الإعلان عن إقامة الدوري في موعد محدّد هو إجراء نصفي لا يتّسم بالواقعية ويجب أن يرافقه إجراءات كثيرة ترتبط بوزارات الصحة والشباب والداخلية ومجالس المحافظات وأن تعاد قراءة الأحداث ألف مرّة قبل أي تصرّف جديد من الممكن أن يضعنا بمطبّات نحن في غنى عنها، لأن تسيير عجلة الدوري بلا رقابة وإجراءات صحية وثقافة تخصّصية في الظروف سوف لن تجدي نفعاً، لذلك يجب إعداد خطّة مبكرة لاستقبال الموسم الجديد تستوعب جميع المتغيرات ولا تتركها حِكراً لظروف قد تكون استثنائية.
يوم الشباب العالمي
سيوافق الثاني عشر من شهر آب 2020 انطلاق فعّاليات اليوم العالمي للشباب حيث تركّز المنظمة الدولية (الأمم المتحدة) جُلّ اهتمامها على هذا اليوم وتتوقع أنه سيكون متميّزًا في جميع بلدان العالم حتى تلك التي توصف بأنها دون خط الفقر!
وسيكون للرياضة مكانة خاصّة تقترن بالشباب، ومن المفترض أن تكون وزارة الشباب هي المعني الأول بهذا الأمر وقد نجحت في دورات سابقة أن تظهر يوم الشباب العالمي بطريقة مؤثرة من خلال البطولات الرياضية والفعاليات المشتركة بين الأنشطة الشبابية والرياضية، ومع إن ظروف المسابقات والتجمّعات ستكون صعبة الى حدود بعيدة، لكن المتيّسر من الأمور الأخرى متوافر بالتأكيد ومنها شراكة الإعلام الرياضي بقوّة في التعبير عن فعاليات هذا اليوم ببرامج مختلفة افتراضية أو مقننة تنجزها الوزارة بالتعاون مع اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية والأندية أيضاً، وإذا ما كان للإعلام دوره الكبير المؤثر فإن الوزارة ستنجح بالتأكيد في التعبير عن طموح الشباب وأنشطتهم في يومهم العالمي، ومن الممكن أيضاً تكثيف الحلقات الإلكترونية المفتوحة والمغلقة لإسناد هذه الانشطة بكثافة وفاعلية.