عن (المدى) الزاهرة
منذ صدور المدى الغراء في بغداد سرت روح جديدة في بنية الصحافة العراقية المدونة..أعني تأسيس قواعد عصرية للعمل الصحفي الصادق المعبر عن تطلعات الشعب العراقي وهمومه.
وكان من قواعد العمل في مؤسسة المدى تحديث أساليب العمل الصحفي واعتماد الصدق والصراحة وعدم الموّاربة في إيراد الخبر وكتابة التحقيق الصحفي والوصول الى المصادر الأساسية للخبر والشجاعة في أيراده.
ولعل تغطية أصول كوبونات النفط وسواها من حقائق مغيبة كان من أهم إنجازات (المدى ) صحيفة ومؤسسة.
لم يقتصر نشاط المدى على التقارير والأخبار والتحليل والندوات التحريرية المهمة,وكان للعمل الثقافي مكانته الأساسية في (المدى ) خلال العمل اليومي واستقطاب كبار الكتّاب أو بإجراء أسابيع المدى الثقافية السنوية واستقطاب مثقفي وفناني العالم العربي والعالم.
المدى -بكل اعتزاز مدرسة كبرى في الصحافة والثقافة والإعلام غرست جذورها عميقاً في تربة العراق الحبيب الذي تنتمي إليه بصدق.
تهنئة لل(المدى ) وعميدها الصديق الأستاذ فخري كريم وكافة العاملين فيها
باسم عبدالحميد حمودي
ناقد
تعرّفت على الحلم
أكتب عن المدى، والحلم الذي راودني، أرسلت لها مخطوطة وأنا في عمان زمن النظام الديكتاتوري، لقد جازفت واستغرب الأستاذ فخري عندما أخبرته بالمغامرة وبعد تحقق الخلاص كنت حاضراً مع عدد من الأدباء والإعلاميين في قاعة المسرح الوطني، تحدثنا عن تفاصيل الحلم بينما كان الأستاذ فخري يسجل ملاحظاته ويتحدث عنها.
استمر الاجتماع طويلاً وعندما غادرنا القاعة، حملت معي اشجاراً وأغصاناً من الحلم الذي كان يراودني وأدركت بعدها قيادة تحرير المدى لأني في بابل ، لكن هذا لايحرمني من دور يمثل جزءاً من موقفي الوطني والديمقراطي. وفعلاً باشرت بالكتابة عن يوميات المألوف الثقافي، لكن التحول المهم عندما ذهبت للمؤسسة حاملاً معي ثماني مخطوطات من التي انجزتها زمن النظام السابق وتحدثت مع الاستاذ فخري الذي تربطني به علاقة عمل في طريق الشعب أيام السبعينيات، وقرأت عناوين المخطوطات المكتوبة.
وطلبت هيئة التحرير حضوري والتقيت طويلاً مع الاستاذ فخري كريم الذي عيّنني كمدير لمكتب بابل .
وأسهبت بالحديث عن تصوراتي الخاصة عن المكتب والعمل فيه على مبدأ القطعة وقدمت مقترحات واتفقنا على المباشرة بالعمل
أخيراً ، في ذهني تفاصيل عن مساهمتي بالكتابة للصفحة الثقافية والتي أخذتني نحو مشروع ثقافي ومعرفي وضعني وسط الأسبوع في الصفحة الثقافية .
ناجح المعموري
رئيس اتحاد الأدباء والكتّاب في العراق
إضافة نوعية للصحافة العراقية
بين تاريخ صدورها في الخامس من آب/أغسطس 2003، عن مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون، واليوم مسافة زمنية تصلح أن توفر مادة أولية لمقاربة ما أختطته هذه اليومية لنفسها في مسيرة الصحافة العراقية الجادة. ذلك أن مفاعيل ما جاء به الغزو الأميركي-البريطاني على مجمل الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية، فضلاً عن فتحه الباب واسعاً لإستخدامات التقنيات الحديثة التي دخلت البلد بشكل مباغت، وفي ظل منافسة إعلامية استفادت من أجواء حرية التعبير، وضع المنتج الإعلامي أمام امتحان صعب لجهة صدقية وموضوعية وجرأة ما يتابعه القارئ أو المشاهد لوسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية. صحيح إن تعدد المنابر الإعلامية ميزة تحسب للتنوع، لكن سرعان ما تلقف اللاعبون الجدد، الذين جاؤوا بفضل ما يصطلح عليه بـ "العملية السياسية" وما وفرته لهم من أموال سحت، إشارات هذا التنوع ولما يمكنه من تشكيل او تشتيت رأي عام. ففي مجتمع خرج قبل سنوات قليلة من فترة حكم ديكتاتورية بغيضة، وزاد في تعميق تشطره سياسة المحاصصة الطائفية والمذهبية والاثنية السيئة الصيت، صار الرهان على اعتماد سياسة وطنية ودعم التوجهات الديمقراطية والانفتاح على الثقافات المحلية والعالمية معياراً للقارئ والمتابع في تصفح هذه الصحيفة أو تلك. وقارئ اليوم، خصوصاً الشباب منهم، نزق بفعل تعدد المنابر القادرة على نقل ما يدور حوله أو بعيداً عنه بسرعة تحقق سيلاً هائلاً من الأخبار ونسيانها بالسرعة ذاتها. ففي ظل هذه التحديات الصعبة فتحت جريدة "المدى" البغدادية، والتي تحتفل هذه الأيام باطفاء شمعتها السابعة عشرة،
فيصل عبدالله
ناقد سينمائي
إصرار على الإبداع
حققت ثقافية المدى حضوراً لافتاً في الصحافة العراقية، حيث استطاعت استقطاب عدد كبير من الكتّاب والشعراء والفنانين العراقيين سواء مَن كان منهم مقيماً في داخل العراق أو خارجه، على اختلاف اتجاهاتهم الفكرية والفنية، لتكون، في النهاية، حديقة إبداع مليئة بما يسرّ القارئ حقاً.
وتابعت ثقافية المدى، بنجاح واضح، المشهد الثقافي الإبداعي في العراق في حقول الشعر والرواية والترجمة والسينما والمسرح والتلفزيون والفن التشكيلي، فكانت سبّاقة في التعريف بالجديد والمتميز والمتألق والإشكاليّ منها حتى صارت مرآة صافية تعكس بجلاء المشهد الثقافي، لتقدم إشارة حيّة على نجاحها وتألقها، وكذلك على نجاح وتألق الإبداع العراقي أينما كان . وبذلك فهي تقدم إشارة تشجيع حقيقية لكل مَن آمن بالإبداع ونذر له حياته رغم جميع الصعوبات والمحبّطات والمُنغِّصات.
وراء هذا النجاح الملموس الذي تحقق في الماضي ونأمل أن يستمر مستقبلاً إن شاء الله، يقف الصحفي والناقد السينمائي علاء المفرجي مشرفاً مثابراً متواضعاً ومخلصاً، يعمل، بلطف وهدوء، في أرض صعبة مليئة بالمشاكل والمتاعب، أرض لا يعرف صعوبتها إلّا مَن عمل في الصحافة الثقافية، وعرف كم هو صعب التعامل الناجح، بشكل يوميّ، مع الأمزِجة المتنافرة والأهواء العجيبة للعاملين في الحقول المتنوعة للأدب والفن.
تحيةً طيّبةً عذبةً من الإعماق إلى هذه الجهود الرائعة التي تبثّ الأمل في نفوس الكتّاب والقراء على حدّ سواء، تحيةً إلى ثقافية المدى المُصرّة على الحياة والإبداع. وكلّ عام والمدى، وكلّ صفحاتها، وكادرها وكتّابها وكاتباتها بألف خير وسلام.
أديب كمال الدين
شاعر
بداية مختلفة
البدايات، بكل شيء، تنطلق من القليل الى الكثير ومن الصغير الى الكبير، ونفس الأمر ينطبق على بناء صرح او مؤسسة إعلامية مستقلة، فأنها عادة تبدأ في نطاق محدود وصغير، او تتشكل كمؤسسة صغيرة ثم تنمو وفقا لتفاعلها مع محيطها، او بتفاعل المحيط معها، لكن مؤسسة المدى بدأت كبيرة وظلت، وكأنها تأسست من الأعلى أو على قمة الهرم لتزيد القاعدة المساندة لها وسعة انتشارها من ثباتها..
تعرضت هذه المؤسسة وصحيفتها تحديدا الى الكثير من المضايقات والتهديدات، سواء للمؤسسة او للعاملين فيها، حتى وصل الأمر ان طوق رتل عسكري أحد مفاصلها، وحوصرت من قبل المؤسسات والهيئات الحكومية، اضافة الى محاولة محاصرتها ماديا، باستثنائها قصديا من الاعلانات التجارية والحكومية او ضمن حملات الترويج الانتخابية وغيرها.
ولا يخفى على قراء المدى او المهتمين بنشاط هذه المؤسسة أسباب هذا الحصار وسبب التهديدات، لانها الصحيفة التي تصدت للفساد بشكل مباشر دون الإختباء خلف برقع المراوغة او المجاملة لهذا المسؤول او ذاك، كما ادأنها نشرت الكثير من ملفات الفساد والخروقات القانونية والتشريعية التي مارستها الحكومات المتعاقبة، ولهذا رُفعت ضد الجريدة الكثير من الشكاوى القانونية، ليس لأن الجريدة خرقت القانون المهني، وانما لأن القضاء خرق عدله وأخل بميزانه..
وعلى الرغم من شراسة الحملات التي تعرضت لها، ظلت صحيفتها شاخصة، وأسقطبت أهم الاسماء للكتابة فيها، وظل أغلب الذين كتبوا او عملوا في صحيفة المدى او في مفاصلها الاخرى يفخرون عندما يدرج اسم المؤسسة او صحيفتها ضمن سيّرهم المهنية، بالرغم من عدم وفاء الكثير لدور هذه المؤسسة او الصحيفة في تطوير قدراتهم ومهنيتهم، لان الشجرة المثمرة ترمى بالحجر، لكنها تظل واقفة...
مبروك لشجرة المدى ولصحيفتها ذكرى تأسيسها ومبروك لنا وجودها وبقائها..
سعاد الجزائري
قاصة واعلامية
مبارك للمدى عيد ميلادها
لطالما تميزت جريدة المدى بسمة الرصانة، لكن دون الوقوع في الغلظة والتجهم فهي تمتاز بتقديم وجبة دسمة من الأخبار والنصوص والمتابعات الصحفية في مجالات السياسة والإبداع والفنون المختلفة، وبالتالي فقد مثلت تحدياً حقيقياً ورقماً صعباً فيما طُرح في ساحة الصحافة العراقية المعاصرو وتحديداً بعد التغيير عام 2003.
إن الصحافة اليوم ، في العالم أجمع، وفي العالم العربي بشكل خاص تواجه تحديات مختلفة، منها سطوة الموضوع السياسي الذي بات يمثل العمود الفقري للمنتج الصحفي، وأنسحب البساط من تحت أقدام الصحافة الفنية والصحافة الثقافية والى حد ما الصحافة الرياضية. كما أن دخول الصحافة الالكترونية ومنشورات المدونات ومنصات التواصل الاجتماعي الى ساحة التنافس الصحفي الذي يحاول أن يشد انتباه المتلقي جعل من مهمة الصحافة التقليدية مهمة عسيرة، ويمكننا رسم خطوط التحدي أمام أي مشروع جديد في تحقيق التوازن الصعب بين المتعة والمعرفة والشكل الحديث والتلقي السريع الذي بات سمة العصر، وأعتقد أن جريدة المدى حققت نجاحاً ملموساً في هذا التوازن.
قد نختلف مع القائمين على مؤسسة المدى على خلفية التوجهات السياسية، أو الموقف من حدث محلي أو إقليمي، لكن لايمكن بأي حال من الأحوال أن ننكر المنجز الكبير والمؤثر الذي قدمته هذه المؤسسة، والجهود التي بذلها من تسنم المسؤولية فيها لتقديم كل هذا النتاج الثقافي والإعلامي والمعرفي المهم، وباتت مكانة مطبوعات مؤسسة المدى ومشاريعها الإعلامية تمثل علامة فارقة في الساحة الصحفية العربية وليست العراقية فقط.
صادق الطائي
كاتب واعلامي
ازدهار شجرة المعرفة
ظلت الصفحة الثقافية لصحيفة المدى ومحررها الكاتب علاء المفرجي زاوية نتنفس من خلالها هواء منعشا وسط العتمة ونقص الاوكسجين في فضائها ...انفتاح الصفحة الثقافية وجرأتها في طرح ما يعتبر محرما في الأماكن الأخرى ساعدا على ازدهار شجرة المعرفة والبحث والفضول الفكري .. أتمنى للصحيفة وفريقها كل الموفقية والاستمرار في سباحتها ضد التيار
لؤي عبد الاله
روائي
عصا التبختر
قليل من الحياة يكفي في الصباح لتكون إنساناً جديداً, كوب حليب تفطر به, وصحيفة تقرأها لتخرج إلى العالم إنساناً جديداً بأنف كلّه تأهّب للحياة. ثم تطوي الصحيفة وتحملها مثل عصا التبختر التي تزيّن قيافة ضبّاط الجيش- لا نسمح لهم بأن يقفوا معنا في الصفّ إلّا عندما يكسروا بنادقهم, ويقسموا معنا, ويتلوا النشيد.
الفصل (94) من رواية موبي ديك يحمل عنوان "عصر الأكر الشحمية", وفيه يقوم العمّال في سفينة التحويت "الباقوطة" بجمع شحم الحوت في حوض كبير"كأنه حمام قسطنطين" - حسب تعبير ملفل- ثم تعمل أيديهم على تحويل كرات الشحم الناعمة اللطيفة "ذات العطر الخالص الذي لم تشبه شائبة – حقاً وصدقاً – كأنه رائحة البنفسج في الربيع" إلى سائل زيتيٍّ, حتى يأتون على آخر كريّةٍ شحم.
كم تشبه هذه العملية ما يقوم به العاملون عند إعدادهم الصحيفة اليومية, يعتصرون الحياة في صفحات قليلة تأتي عينا القارئ على العناوين فيها, ويشمّ في ذات الوقت عطر البنفسج في حمام قسطنطين, الذي يصف ملفل عمله فيه بهذه الكلمات الساحرة:
أنا متأكد أن جميع العاملين في الصحف العظيمة يشبهون رفاق ملفل هؤلاء. إنهم يعطوننا الفرصة لأن نكون بشراً جديدين كل صباح: نقرأ الصحيفة, ثم نطويها, ونحملها مثل عصا التبختر نطرد بواسطتها عن العالم العبوديّة والبذاءة وفساد الذوق.
الصحف التي نجحت في الوصول إلى هذه المرتبة قليلة في كلّ البلدان, وفي جميع الأزمان, ولنا أن نفخر بصحيفة "المدى" لأنها بلغت اليوم هذه المنزلة.
حيدر عبد المحسن
ناقد وشاعر
حضورها زاد معرفي
تهنئة من القلب للمدى وكادرها والعاملين فيها، لم تعد المدى المدى مجرد جريدة يومية، بل زاد ثقافي ومعرفي يومي لا يمكنك الاستغناء عنه، تنتظر تحديثها اليومي بفارغ الصبر، تعرفت عليها منذ ايام دمشق وكانت مجلة رصينة ومهمة وتستكتب اسماء مهمة حتى اصبحت ملاذها الثقافي المهم في منفانا الاوربي، لا ننتظر القادمين من دمشق إلى من اجلها، ولا نوصي المسافرين الى دمشق إلا عنها. بعد سقوط النظام وصدرت الجريدة في بغداد اصبحت مصدرا تنويريا مهما لم تستقطب اليساريين فقط ، بل تجد فيها تنوع مهم للكتاب وبمرجعيات مختلفة، صفحاتها الثقافية غزيرة المواد ولا تنظر إلى الاسماء وبهرجتها الاعلامية ، بل إلى قيمة المادة ورصانتها واختلافها ، وهذه السياسة منحتها هويتها العابرة للاجيال والاسماء، وانفتاحها الكبير على الثقافة العربية والعالمية عبر ترجمات مهمة ورصينة ، تتابع الجديد وتضعه امام قرائها ، وهذه تحسب لها وللقائمين عليها.
رغم اختزالها بثمانية صفحات لكنا مازلت بذات الرونق والبهاء المعرفي. رافقت صدورها بعد سقوط النظام الكثير من الصحف ، لكن تهاوت واندثرت بسرعة ، لأنها مشاريع مؤقتة وغير حقيقة ، صدرت لحاجات شخصية او حزبية او الخ. لك ظلت المدى شامخة بحسن ادارتها وحنكة المشرفين عليها وعلى صفحاتها ، ولعل النقطة الاهم حسب وجهة نظري ، بان المدى لا يقودها صحفيين، بل كتاب ومثقفين مهمين باختصاصات مختلفة ويرتدون عباءة الصحافة ويدركون لعبتها، لهذا لم تسقط المدى بالسطحي والمبتذل ، بل حافظت على رصانتها الثقافية وترجماتها المهمة عبر المقالات التي تزخر بها صفحاتها ان كانت سياسية او اقتصادية والثقافية.
أحمد شرجي
فنان مسرحي واستاذ جامعي
بؤرة للتغيير الثقافي
لقد مثلت (المدى) عندي، الصوت التقدمي، والحداثي في الصحافة، وفي الثقافة العراقية؛ فشكلت صفحاتها الثقافية، بالمعنى الواسع للثقافة، تجاوزاً، ومغايرةً، واضافةً، وتنوعاً؛ لذلك اعتبرتُ (المدى) محاولةً جادة، وغير مسبوقة، لصناعة ثقافة جديدة..
و مطلقا، لم تكن المدى بنظري صحيفة فقط، كانت بملاحقها، وإصداراتها المتنوعة، بؤرة لإنتاج ثقافة حداثية، بكل ما تحمله مفاهيم الحداثة من قيم ارقى، وبؤرة لإنتاج اعلام احترافي مهني حيادي منذ خطواتها الاولى، وبؤرة فضح كبيرة بوجه الفساد حينما كشفت، وتماست مع عشرات الملفات المتعلقة بالفساد والرشوة، وكانت كذلك، وهذه اهم خصائصها، بؤرةً لامةً تجمع العراق كله فيها: قومياتٍ، ومعتقداتٍ، واتجاهاتٍ متنوعةً، وفئاتٍ اجتماعيةً مختلفة...
اخيرا، كان اهم ما يميز المدى هذا الاصرار والتواصل في تقديم ملفات متميزة مهمة لاهم الشخصيات الثقافية العالمية والعربية والعراقية: عراقيون، أوراق، منارات، ذاكرة، تاتو، فكانت في ذلك مرجعا عن هذه الشخصيات التي ساهمتُ في الكتابة بالعديد منها في مجال الفن التشكيلي، وما زلت احتفظ بها جميعا بنسخ ورقية، ونسخ الكترونية..
تحية لكل من عمل بها قديما، وللعامين فيها الان، الراحلون منهم والاحياء..
خلاصة القول اني اعتبر المدى مدرسة ثقافية من طراز استثنائي.
خالد خضير الصالحي
ناقد تشكيلي
طعمُ المدى
للمدى نكهاتٌ متعددةٌ، كما أرى، نكهاتٌ طيبةٌ، تجعلُ الاحتفالَ طقساً دائمَ التّجدد، والبقاءُ للمتجدّد حتماً، ويحملُ معنى الاسم عندي طاقةً لانهائيةً، وإذ يعطي المعجم العربيّ لكلمة المدى معنى منتهى البصر، أو الغاية، فإنّ العين في مخيال الحبّ تعني البحر الذي لا قرار له! والغاية عند من أدركته حرفة الصّحافة، أنْ تستمرّ بالمسير، حتى تدركَ الغاية!!!
وقد اختارت المدى، أن ترسمَ الكلمة على شكلٍ دائريّ، بلون أحمر، عنواناً، وشعاراً، ووسماً للجريدة، ولدار النّشر، وإذا كان اللون الأحمر يرمز للدّم والثّورة، عند الآخرين، فإنّ اللون الأحمر عند المدى يرمز إلى السّلام، وإلى الكلمةِ، والكلمةُ أكثرُ مضاءً من الدّم في التغيير!!
وما زلنا نراهنُ مع المدى على إحداث التّغيير، ورفض الطّائفية، والعنصرية، والدّكتاتورية عن طريق الكلمة لا غير!
أمّا الشّكل الدّائريّ فيمنحنا إحساساً بلا نهائية الحركة، فيحدث هنا الاقتران بين معنى الكلمة، وشكل كتابتها وسماً للجريدة.
أنشئت المدى لتبقى، وليس البقاءُ سهلاً هذا اليوم، ويتحقّق بقاء الصّحف بتقديم الأخبار، والحوادث، والصّور، وتحليلها بموضوعية، وحيادية، فهل نجحت المدى في ذلك؟
صادق الطريحي
شاعر