TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: سيادة مال عليّه مال !!

العمود الثامن: سيادة مال عليّه مال !!

نشر في: 11 أغسطس, 2020: 10:11 م

 علي حسين

عندما تتكرر أمامك عزيزي القارئ مفردة السيادة، تذكر أن العراق تحول إلى بلاد للخطباء ولصواريخ الكاتيوشا، تتكرر فيه اعتداءات دول الجوار التي تعتقد جميعها، وبصلافة وغرور، أن العراق عليه ان يتبع سيده أينما حل ، منذ سنوات ونحن نعيش فاصلًا كوميديًا عن "السيادة وأخواتها"، وقطع أنف ترامب!!

والله العظيم يا جماعة "مهزلة"، تتنافسون باسم السيادة على نهب ثروات البلاد، لكنكم تضعون رؤوسكم في الرمال أمام صلافة أردوغان وطائراته المسيرة التي تقتل بأبناء العراق.. توجهون الصواريخ إلى المنطقة الخضراء في الوقت الذي تسرح وتمرح دبابات أنقرة داخل الأراضي العراقية .

أعتذر للقراء فأنا دائم التعكير لمزاجهم، وكنت أنوي اليوم أن أكتب عن الغصن الذي ظل يميل في حياتنا المطربة نجاة الصغيرة وهي تدخل عامها الثاني والثمانين ، وليس على "السلطان اردوغان الذي دائما ما يجد من يصفق له كلما مال على العراق .. المطربة التي غنت للعشق وللهوى وللجمال، وما تزال أغنياتها نابضة بالحياة نرددها كلما سمعنا صوتها ينشد عيون القلب، مرحلة كانت فيها صاحبة "القريب منك بعيد" أبرز ملامحها، مرحلة بدأت منذ أربعينيات القرن الماضي، حيث صوت أم كلثوم، وأنغام محمد عبد الوهاب ومونولوجات عفيفة اسكندر، وضحكات نجيب الريحاني، وآهات محمد القبانجي، لتنتهي عند رايات داعش ولجان الأمر بالمعروف، وميليشيات القتل على الهوية، لن يغني أحد مثل كلمات كامل الشناوي "لا تكذبي"، الذي هام بها عشقًا ، فلم يعد الكذب غريبًا على مجتمعات يقودها ساسة "نصابون" ميزتهم الوحيدة أنهم يبرعون في ألوان الكذب جميعها. 

لم تكن الفتاة الصغيرة التي تعلمت القراءة والكتابة على يد والدها، تدرك، أنها ستصبح يومًا أيقونة للغناء العربي، وستسحر جمهور بغداد، وهي تغني لهم في منتصف الستينيات ومن على مسرح سينما النصر، في ذلك الزمان كانت فيه بغداد تتنافس عليها الأحلام والآمال.. ذلك عصر أُريد لبغداد فيه أن تكون مدينة بجمال صوت عفيفة اسكندر وآهات وحيدة خليل ، ودلال أحلام وهبي وشجن داخل حسن، وحلاوة ناظم الغزالي، ولم يكن يدور بخلد هؤلاء أن تتحول المدينة إلى خرائب، على يد ذكرى علوش ، وكان قبلها قد جند " نعيم عبعوب" كل جهوده ليحولها إلى زرق ورق.

في صبيحة كل يوم مطلوب منك أيها العراقي "المسكين" أن تضحك على حالك، 

ف تاريخ الضحك مليء بالطرائف والأكاذيب، لكن أغلظها ستظل بالتأكيد تصريحات ساسة ومسؤولين يتصرفون مع أخبار القصف التركي ، وكأنها تجري في كوكب آخر

يكتب ابن خلدون.. أن أول ما ينقطع في الدول عند انقطاع العمران هو فن الغناء.. ونحن والحمد لله بلا إعمار ولاسيادة ، والغناء عندنا رجس من عمل الشيطان. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

 علي حسين كان العراقي عصمت كتاني وهو يقف وسط قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعرك بأنك ترى شيئا من تاريخ وخصائص العراق.. كان رجل الآفاق في الدبلوماسية وفي السياسة، حارساً لمصالح البلاد، وحين...
علي حسين

قناطر: بغداد؛ اشراقةُ كلِّ دجلةٍ وشمس

طالب عبد العزيز ما الذي نريده في بغداد؟ وما الذي نكرهه فيها؟ نحن القادمين اليها من الجنوب، لا نشبه أهلها إنما نشبه العرب المغرمين بها، لأنَّ بغداد لا تُكره، إذْ كلُّ ما فيها جميل...
طالب عبد العزيز

صوت العراق الخافت… أزمة دبلوماسية أم أزمة دولة؟

حسن الجنابي حصل انحسار وضعف في مؤسسات الدولة العراقية منذ التسعينات. وانكمشت مكانة العراق الدولية وتراجعت قدراته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وانتهى الأمر بالاحتلال العسكري. اندفعت دول الإقليم لملء الفراغ في كواليس السياسة الدولية في...
حسن الجنابي

إدارة الاقتصاد العراقي: الحاجة الملحة لحكومة اقتصادية متخصصة

د. سهام يوسف بعد مصادقة المحكمة الأتحادية على نتائج الانتخابات الأخيرة، يقف العراق على أعتاب تشكيل حكومة جديدة. هذه الحكومة ستكون اختبارًا حقيقيًا لإصلاح الاقتصاد العراقي المتعثر، حيث تتوقف عليه قدرة البلاد على مواجهة...
سهام يوسف علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram