TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > معالي الكلمة: المطلوب .. انتخابات (متأخرة)!

معالي الكلمة: المطلوب .. انتخابات (متأخرة)!

نشر في: 13 أغسطس, 2020: 07:21 م

 عمــار ســاطع

قد يكون الأمر متأخراً، لكنه في النهاية مطلوب ! مثلما قد تكون القضية ليست بتلك الصعوبة التي يعتقدها البعض، غير أنها لن تكون سهلةً اطلاقًا!

ففي الحقيقة إن قضية الانتخابات، بكل تفاصيلها وجزئياتها، تعني أن هناك مرحلة جديدة، يجب التأسيس عليها، لقيادة دفّة العمل للفترة المحدّدة، ووفقاً لما هو معمول به من أنظمة أساسية وقوانين تُعنى بشكل رئيس وترتبط بالعملية الانتخابية تنطبق فيها الشروط على المرشحين!

تخيّلوا معي أن الانتخابات هي سلاح فعّال تضرب فيه الديمقراطية موعداً مع التأريخ، لتمنح كل ذي حق حقه، وتقف أمام من يضرّ بالمصلحة العامة ويسهم في التأثير على الكل، بمقابل الاستئثار بالمكانة التي يحلم بها كل من المروّجين لإبقاء الوجوه السابقة في مواقع عملها بحثًاً عن المكانة والجاه أو طمعاً بالمال والشهرة!

وإذا فرضتُ جدلًاً أن ما أتحدّث به يتعلّق بقطاع شبابي ورياضي، هو جزء من الدولة وكيانها، فكيف إذا تحدّثتُ عن قيادة الدولة بحكومتها وبرلمانها ورئاستها التي تأتي باختيارات وفقاً لسياقات كتبها الدستور وصوّت عليها ممثلو الشعب!

تصوّروا حجم المعاناة الشعبية في تغيير حكومة مُنتخبة، تعيش في دوّامات وصراعات وتسقيط وتهميش، فكيف إذا بالأمر أن تُرجئ الانتخابات أو تتأخر لأسباب قاهرة أو ربما اختيارية أو بسبب الفوضى التي قد تحدث لفترات قد تطول مدتها وقد تقصر!

في الرياضة عندنا المطلوب إجراء انتخابات تتعلّق باختيار مكتب تنفيذي جديد للجنة الأولمبية، بعد فترة من الترقّب والانتظار وما واجهته اللجنة منذ عامين من فواصل متخبّطة ترتبط بتذبذب الحال وسوء التوفيق واعتلاء التجاذبات من قمّة هرمها الى مقاعد الاعضاء!

ما ينسحب على الدولة العراقية من تباين في كل شيء، وصولاً الى اللجنة الاولمبية، فإن كرة القدم تواجه ذات الصراع الخفي من جهة والمُعلن من جهة أخرى، فقد استقال الاتحاد المركزي المُنتخب السابق، بسبب نجاح المعارضين لما حدث في انتخابات 2018 من أبعاد وأخطاء تراكمت وانتهت بإحلال هيئة تطبيعية مُختارة من قبل FIFA لإدارة شؤون اللعبة، والتحضير لإجراء انتخابات لاختيار مجلس جديد لقيادة اللعبة الشعبية الأولى في البلاد!

وحتى صحافتنا الرياضية، هناك موعد حُدّد منتصف الشهر الأخير من العام الحالي موعداً لإجراء الانتخابات واختيار مجلس إدارة جديد يقود دفة العمل الصحفي الرياضي بعد أعوام من الانتظار، بقيت فيه المؤقتة بقرار من المؤسّسة المهنية، تدير العمل وتنظّمه دون أن يكون ذلك رسمي أو قانوني !

أيها الإخوة .. كل شيء عندنا يسير مؤقت، برغم أن المطالب تتوحّد باتجاه الاختيار الرسمي المناسب وبالطريقة الديمقراطية الشفافة والواضحة.. نعم الانتخابات مطلب كبير ورؤيا متعمّقة، لكنها في الحقيقة تُبنى على ظلّ الأخطاء والتراكمات البشرية وافرازات الأوضاع، حتى وإن كانت متأخّرة، في التأخر بـالحضور أفضل من الغياب التام، بل إن التأخّر أحياناً قد يصيب الهدف فيما بعد ويبعد من كان يعتاش على التراكمات التي فرضتها الأحداث!

دمتم باختيارات أفضل .. وديمقراطية أكثر تقبّلاً، مع إنني لا أؤمن بالديمقراطية الحالية تماماً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram