إياد الصالحي
ليست مثلبة أن نصارح الرياضيين عمّا يجول في النفوس من اعترافات صادقة تنمّي العلاقة المهنية بين الجميع وفقاً لقوانين تشمل الجميع ولا تستثني أحداً، فالصحفيون الرياضيون مطالبون باعتذار شفاف لجميع قادة الرياضة الذين كانوا يحسبون حتى أنفاس بقائهم في مناصبهم يوماً بيوم وشهراً بشهر حتى يقيموا مؤتمراتهم الانتخابية، وإذا بنا نحطّم الرقمي القياسي في تسويف إقامة المؤتمر الشرعي الذي مُيّعتْ إجراءاته منذ عام 2014 !! نعم منذ ست سنوات بذرائع غير كافية للإقناع أمام المساءلة القانونية!
نتحدّث هنا بصفة الانتماء للجمعية العمومية للاتحاد العراقي للصحافة الرياضية التي نحرص على تسيير أعمالها وفرض سلطتها وعدم السطو عليها من أي متنفّذ بشؤون العمل الصحفي بمن فيهم نقيب الصحفيين الذي يُدرك تماماً أن تغييب صوت الجمعية عن ممارسة دورها في اختيار مجلس إدارة جديد بعد انتهاء ولاية آخر مجلس عام 2013 هو تعدّي صارخ على حُرمة كيانها المنبثق وفقاً للقوانين والأنظمة العراقية وخرق فاضح لا يمكن السكوت عليه وإن طال صمت أعضاء الجمعية ترقباً لحسم ملف الانتخابات الموعودة.
كنا ولم نزل ننتظر توضيح أسباب المماطلة بإجراء الانتخابات حتى صدور بيان الهيئة المؤقتة لاتحاد الصحافة الرياضية يوم الأحد التاسع من آب 2020 والذي أوضح فيه الزميل عادل العتابي أمين سر الهيئة عن موافقة نقيب الصحفيين على الطلب المقدّم منها والمتضمّن إجراء انتخابات جديدة لاختيار هيئة إدارية تتولى قيادة الاتحاد للفترة (2020-2024) بدءاً من يوم الثلاثاء الخامس عشر من كانون الأول 2020 (بعد انتفاء الأسباب التي كانت تقف وراء تأجيل الاستحقاق الانتخابي ومنها حسم استقلالية الاتحاد عن رابطة الإعلام الرياضي المرئي دون الحاجة إلى دمجهما كما كانت رغبة نقابة الصحفيين العراقيين في السابق) !
كيف لهيئة مؤقتة تستمد شرعية البقاء ست سنوات من خارج سلطة الاتحاد العليا، وما هي المبرّرات المقنعة التي تمنح نقيب الصحفيين صلاحية التمديد كل هذه المدة علماً أن الظروف التي واجهها العراق في حرب تنظيم داعش منذ 1 كانون الثاني عام 2014 حتى 9 كانون الأول 2017 لم تمنع العديد من المؤسسات الرياضية وغيرها من إقامة أنشطتها المختلفة بما فيها انتخابات نقابة الصحفيين يوم 24 نيسان 2018 التي فاز بها النقيب للمرة الثالثة على التوالي!! والدليل أن الهيئة المؤقتة لاتحاد الصحافة الرياضية عمّمتْ يوم الأحد 9 آب 2015 بياناً أكدت فيه أن (مجلس نقابة الصحفيين أقرّ إجراء انتخابات الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية وانبثاق هيئة إدارية جديدة تقود الاتحاد مع مطلع العام المقبل وحدّدت النقابة بشكل رسمي الأسبوع الأول من شهر كانون الأول 2015 موعدًا لها) فماذا حصل؟ كالعادة تسويف وسكون لتمرّ الأيام والأشهر دون أن تبرّر الهيئة سبب تنصّلها من إجراء الانتخابات، وضربت الموعد بتجاهل تام دون احترام إرادة الجمعية العمومية التي ظّلت هي الأخرى في موقف مُبهم!
وبدلاً من أن تصحّح الهيئة المؤقتة خطأ استمرارها في العمل بصلاحيات خارج موافقة الجمعية العمومية لعدم وجود أسباب تشرعن لها ذلك، راحت الهيئة بعد عامين تشغل العمومية ببيان ساخط ضد ثلّة من العاملين في الإعلام المرئي صدر يوم الأربعاء 9 آب 2017 ودبجّته بعبارة أن (الهيئة الادارية للاتحاد ومعها الهيئة العامة أمينة على وحدة الصف بين كل الزملاء من مختلف القنوات العاملة في الاتحاد) واستغرب البيان (أن يصدر بعض الزملاء في الإعلام المرئي بياناً باسم الاتحاد العراقي للإعلام الرياضي المرئي بينما يعرف كل الزملاء أن الكيان الرسمي لجميع مفاصل الإعلام الرياضي بحسب قرار مجلس نقابة الصحفيين في الثامن من شهر كانون الثاني 2017 هو اتحاد واحد غير قابل للتجزئة ومن ثم فإن أية محاولة أو مبادرة تهدف الى التشظي أو الانفصال عن جسد الاتحاد هي خروج صريح عن مظلّة نقابة الصحفيين ومخالفة قانونية واضحة سيتم التعامل معها وفق الأصول المهنية) ثم تعود الهيئة المؤقتة بعد سنتين وتصدر بياناً مناقضاً لموقفها ضد محاولة (التشظي أو الانفصال) وأكدت يوم 9 آب 2020 أن ما شغلها هو حسم استقلالية الإعلام الرياضي المرئي وعدم دمجه مع الاتحاد ومنحه الاستقلالية!! وهو حل ليس صعباً اتخاذه في حينه لو توفرت النيات الطيبة لتفهّم طبيعة عمل الزملاء في الإعلام المرئي ونبذ فكرة الاستحواذ على مقدّرات الفئات العاملة في حقل الإعلام أو محاولة تهديدها بسحب بطاقة الانتماء إذا ما أرادت تشكيل رابطة أو توظيف خبرة في نقابة تعنى بشأن رياضي أو أي كيان وطني حُر، فاستنزف وقتاً طويلاً لمصلحة بقاء الهيئة المؤقتة، ودون أية مساءلة أيضاً!
ولم يتوقف مسلسل تشتّت عمل الهيئة المؤقتة قط، إذ لم تجد هذه المرة غير تغيير مسمّى الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية الى الاتحاد العراقي للإعلام الرياضي مثلما جاء في بيانها يوم الأحد 1 تموز 2018 (من أجل التوصل الى خلاصات نهائية في توصيف الهيئة العامة للاتحاد، وحسم موضوعة الإبقاء على كيان الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية بتركيبته المهنية المعروفة أو المضي في تنفيذ قرار نقابة الصحفيين العراقيين في اعتماد كل العاملين في ميدان الإعلام الرياضي تحت مسمّى كيان الاتحاد العراقي للإعلام الرياضي) .. ثم تراجعت عن ذلك وأبقت على التسمية السابقة!
في تعميم 10 أيلول 2018 أطلقت الهيئة المؤقتة موعداً ثانياً لإجراء الانتخابات خلال كانون الأول العام ذاته، واعتمدت اسماء 224 عضواً طالبتهم بالمشاركة الواسعة (ترسيخاً لمبدأ الديمقراطية والشفافية وانتخاب هيئة إدارية جديدة ) ... فماذا حل بالشفافية؟ لا تصويت ولا انتخابات ولا أي عذر يسوّغ تسفيه الموعد الثاني!
وواحدة من بين المؤشّرات التي تؤخذ على الهيئة المؤقتة كثرة تسمية اللجان دون أي فعل حقيقي مثل اللجنة النسوية التي شكّلت ببيانها يوم السبت 16 أايلول 2017 بموجب (أن الصحافة الرياضية دفعت بعدد من الزميلات الى المكانة المرموقة اللائقة بهنّ) وقرّرت تسمية نغم التميمي ود.عاصفة موسى وسميرة الداغستاني، فما هي نتائج عمل اللجنة، وكم عدد أعضاء الزميلات الجُدد اللواتي تم استقطابهن، وما الورش والندوات المهنية التي أقيمت لأجلهن؟ لا تعليق!
لما ورد أعلاه، ولغرض تكامل الحقائق التي تستهدف تعضيد العمل الصحفي وليس الأشخاص، نرى وجوباً إقامة مؤتمر استثنائي قبيل الانتخابات يناقش ثلاث قضايا أساسية، الأولى تشكيل هيئة مؤقتة جديدة من خمسة أشخاص - لم يشغلوا العمل في الاتحاد سابقاً - تدير شؤون الهيئة للفترة المقبلة، والثانية المصادقة على النظام الأساس المحرّر مسوّدته من قبل الزميل الدكتور عمار طاهر عام 2011 والذي رُكن على رفّ النسيان دون متابعة من الهيئة المؤقتة الحالية مع تضمين مدة الدورتين كشرط أساس لقبول ترشيح الهيئة الإدارية بعد فوزها بالاقتراع وعدم السماح بتمديد دورتها مهما تعدّدت الأسباب الملحّة، والثالثة الإمضاء على ميثاق شرف ينظّف المهنة من المُسيئين الذين اتخذوها منصّة للتهديد والابتزاز والإساءة وتأزيم مشاكل الرياضيين الذين باتوا ينظرون بريبة الى دور الصحفيين وفقدوا نصف ثقتهم بالشراكة معهم نأًياً لصناعة الأزمات.